خطبة الجمعة اليوم تناقش احترام الكبير.. «قيمة إنسانية وخلق إسلامي»

أعلنت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة اليوم، تحت عنوان: «احترام الكبير»، إذ تتناول الخطبة تعاليم الدين في التعامل مع الكبار واحترامهم وتوقيرهم، باعتباره قيمة إنسانية نبيلة، وخلق إسلامي أصيل.

خطبة الجمعة اليوم وتبدأ اليوم بـ: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ، وأشهد أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صل وسلم وبارك عليهِ، وعلى آله وصحبهِ، ومَنْ تَبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدِّينِ، وبعد».

تعرف على خطبة الجمعة اليوم  وتتابع خطبة الجمعة اليوم: «فإن احترام الكبير قيمة إنسانية نبيلة، وخلق إسلامي أصيل ونظرة الإسلام إلى الكبار نظرة تقدير وإجلال، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (خياركم أطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا ، وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا)، ويقول ( صلى الله عليه وسلم): (البَرَكَةُ مَعَ أَكَايرِكُمْ)، وحينما جاء سيدنا أبو بكر (رضي الله عنه) إلى نبينا (صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي أبيه الشيخ الكبير - أبي قُحَافَةَ؛ لِيُسْلِمَ، قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأبي بكر رضي الله عنه) أَلَا تَرَكْتَهُ حَتَّى تَكُونَ نَحْنُ الَّذِي نَأْتِيهِ؟ إكراما لشيبته».

وتستكمل خطبة الجمعة اليوم: «وقد دعا ديننا الحنيف إلى احترام الكبير، وإكرامه وتبجيله فهو الذي أفنى شبابه في طاعة الله (عز وجل)، وفي خدمة وطنه ومجتمعه حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ، ويقول صلى الله عليه وسلم): (لَيْسَ مِنا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ، وَيُوَفِّرْ كَبيرنا)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): (يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكبير)، وقال صلى الله عليه وسلم) لمن أراد أن يتقدم في الكلام قبل رجل كبير السن (كبر كبن)، أي: اقدر النقدم في العمر قدره، ولا تتكلم قبل الكبير.

خطبة الجمعة اليوم تناقش احترام الكبير وعندما سأل نبينا صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم عن شجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا يسقط ورقها، وقع في نفس عبد الله بن عُمر (رضي الله عنهما أنها النخلة وكانت إجابته صحيحة، ولكنه مع صغر سنه كره أن يجيب النبي (صلى الله عليه وسلم في حضرة كبار الصحابة رضي الله عنهم) احتراما لهم.

وجاء في  اليوم: «وبلغ من اهتمام الشرع الحنيف بالكبير أن أوصى بمزيد من التخفيف عليه في أداء العبادات رأفة به، ورعاية لضعفه، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (إذا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفَ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وَالشَّيْحَ الْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ.

كما اعتنى الإسلام بكبير المقام، وحث على توقيره واحترامه، حيث أمر نبينا صلى الله عليه وسلم) الصحابة رضي الله عنهم بالقيام إلى سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه) وقال لهم: (قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ)، ويقول نبينا ( عليه الصلاة والسلام): (أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُم)، وفي ذلك إرشاد إلى إكرامهم وتبجيلهم، والإحسان إليهم».

ولا شك أن قيمة احترام الكبير تتأكد إذا كان الكبير ذا رحم؛ لذلك كان احترام الوالدين وبرهما شيئًا لا نظير له فقد أمرنا الحق سبحانه وتعالى بتمام البر والإكرام لهما ، حيث يقول سبحانه في كتابه العزيز: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صغيرًا)، وقد أكدت الآيات على حق الوالدين خصوصًا عند الكبر؛ ردا لبعض جميل عطائهما غير المحدود، وشكرًا على تضحياتهما التي لا نظير لها، حيث يقول الحق سبحانه أن اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَى المَصِيرُ)، وذلك دأب الأنبياء والمرسلين، فهذا نبي الله (يحيى) عليه السلام يقول سبحانه في حقه وَبَرًا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا - عَصِيًّا، ويقول تعالى على لسان عيسى عليه السلام): وَبَرا) بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا، وقد زار نبينا (صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ) قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ؛ برا بها وشوقا إليها.

وتختم خطبة الجمعة اليوم بـ: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، لا شك أن الموفق هو من استجلب دعوة أبويه باحترامهما والإحسان إليهما، فتتحقق سعادته في الدنيا والآخرة، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دَعَوَاتِ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لَا شَكٍّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُوم، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ)، فدعوة الوالد لولده لا ترد ولا تموت أما من لا يعرف احترام والديه وبرهما فلا خير فيه أصلا، وهو على خطر عظيم حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (لا) يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانَ، وَلَا عَاقَ وَالِدَيْهِ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (ألاً ) انبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ ؟ ثلاثا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوق الوَالِدَيْنِ، وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِنًا فَقَالَ: أَلَا وَقَوْلُ الرُّورِ).

كما أن المبالغة في احترام الوالدين وبرهما سبيل رضى الله عز وجل حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رِضًا اللهِ مِنْ رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ مِنْ سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ).

 

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 11 أشهر | 1 قراءة)
.