مقاومة "مخيمات الرابوني" تنذر بزوال قيادة جبهة "البوليساريو" الانفصالية

وصلت “موجة الاحتقان” التي تعرفها مخيمات “الرابوني” بتندوف إلى مستويات “خطيرة”، إذ حمل المحتجون ضد “سياسة القمع” التي تنهجها “البوليساريو” السلاح وقاموا بحرق منشأة مملوكة للجبهة.

“التطورات الخطيرة”، التي تأتي في ظل رفض “واسع” من قبل سكان المخيمات لعملية الاعتقال التي قامت بها الجبهة في حق الناشط سالم ماء العينين السويد، تضع قيادة “البوليساريو” أمام “خطر” مواجهة مقاومة مسلحة.

وبث منتدى فورستاين، وهو اختصار لـ”داعمي مقترح الحكم الذاتي بمخيمات تندوف”، فيديوهات توثق “عمليات الاحتجاج الخطيرة التي شملت حرق صيدلية تابعة للقيادة الانفصالية، وسيارات لمتظاهرين يحملون رشاشات، وأسلحة متنوعة، يهددون بعبارات متتابعة قوات البوليساريو بالحرب في حالة استمرارها اعتقال الناشط سالم ماء العينين السويد”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} بين نارين عبد الواحد أولاد مولود، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، قال إن “جبهة البوليساريو أصبحت تعيش بين نارين، الأولى المتعلقة بالاحتقان الداخلي المتواصل بسبب سياسة القمع وتراجع مستوى المعيشة إلى مرحلة متدنية، والثانية في ظل تراجع الدعم الدولي لأطروحة الانفصال”.

وأضاف مولود، في حديث لهسبريس، أن “الاحتقان الذي تعرفه مخيمات تندوف ناجم عن تراجع المصداقية في وعود الجبهة من قبل اللاجئين الذين أصبحوا يرون سياسة قمعية متصاعدة شبيهة بتلك التي تمارسها الجزائر في حق مواطنيها”.

وتابع المتحدث عينه موضحا أن “العديد من ساكنة مخيمات تندوف، وحتى القادة بالجبهة، أصبحوا يبحثون عن فرصة للخروج من هذا العالم المرعب الذي فرضته قيادة الجزائر.

كما أن الأخيرة بنفسها تجد المتغيرات الحالية تورطها في أمور غير مسبوقة، وتشوه صورتها بالمنتظم الدولي”.

ولم يستبعد الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية أن “يتدخل الجيش الجزائري لوقف المقاومة التي أطلقها شباب المخيمات، والتي ترفض سياسة القمع والترهيب واعتقال الأصوات الحرة”.

“هاته الانتفاضة تشابه تلك التي حدثت في الثمانينيات، والتي عرفت عودة العديد من القيادات إلى حضن الوطن”، خلص مولود، مشددا على أن “المتغيرات الحالية تنذر بموسم هجرة من مخيمات الرابوني، وعودة وجوه جديدة إلى بلدهم المغرب”.

حدث غير مسبوق من جهته بين نور الدين باحداد، المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء المغربية، أن “الوضع الذي وصلت إليه مخيمات تندوف أمر غير مسبوق، وأن حمل السلاح ينذر أساسا بتطورات خطيرة في الأيام المقبلة”.

وشدد باحداد، في تصريح لهسبريس، على أن “هذا الوضع يواجه تعتيما من قبل الإعلام الأجنبي، الذي يرفض إلى حدود الساعة تسليط الضوء على الانتهاكات والأوضاع الخطيرة التي وصلت إليها جبهة البوليساريو”.

وبخصوص مصير قيادة البوليساريو في ظل “المقاومة” الحالية، أكد المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء المغربية أن “الوضع الراهن ينذر بمواجهة إبراهيم غالي لمقاومة شديدة، يقودها شباب المخيمات الذين ضاقوا ذرعا بسياسة القمع التي يتم توجيهها من قبل قصر المرادية”.

“الكل في مخيمات تندوف يحلم بفرصة العودة إلى المغرب”، تابع المتحدث عينه، مفسرا بذلك أن “الأوضاع الداخلية هناك متأزمة لدرجة لا تصدق، والأوضاع لم تعد تطاق.

كما أن الجبهة تعلم أن المنتظم الدولي يتابع هاته التطورات الخطيرة؛ ما يضعها في موقف محرج للغاية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 10 أشهر | 3 قراءة)
.