تصعيد جديد للحرب.. روسيا تقصف كييف بصواريخ إسكندر واعتراف أوكراني “نادر” بخسائر عسكرية

شنت روسيا -صباح اليوم الاثنين- هجوما جويا كبيرا على كييف، استخدمت فيه صواريخ إسكندر، في وقت اعترفت السلطات الأوكرانية في بيان نادر بأنّ موقعاً عسكرياً غرب البلاد تعرّض لخسائر في سلسلة ضربات ليلية.

وبعد ساعات من إعلان كييف، أكّدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها قصفت ليلاً “مطارات” في أوكرانيا و”دمّرت” كلّ أهدافها.

وقال البيان الروسي “دُمّرت كل الأهداف المحدّدة” من دون أن يحدّد مواقع الضربات.

وأضاف “أُصيبت مواقع قيادة ومراكز رادار ومعدات طيران ومنشآت مستخدمة لتخزين أسلحة وذخائر القوات المسلحة الأوكرانية”.

وبعد القصف الليلي، سمع صحفيو وكالة الصحافة الفرنسية دوي صفارات الإنذار بالعاصمة الأوكرانية في الصباح، أعقبه سلسلة من الانفجارات عند حوالي الساعة 11.

10 صباحاً بالتوقيت المحلي (08.

10 بتوقيت غرينتش).

وتحدث رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، عن انفجارات في أحياء وسط المدينة.

من جهتها، أكدت الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية تفعيل أنظمة الدفاع الجوي.

وكانت روسيا قد كثّفت هجماتها الجوية على العاصمة الأوكرانية منذ بداية الشهر الحالي، وشنت جميعها تقريبا حتّى الآن خلال الليل.

ووفق رئيس البلدية، أصيب شخص بجروح ونُقل إلى المستشفى.

وسقط حطام صواريخ تمّ تدميرها على 3 أحياء على الأقل شمال وشرق العاصمة، مما تسبب في اندلاع حريق، بحسب الإدارة العسكرية.

وقال المصدر ذاته “كلّ الأهداف الجوية (الروسية) تم ضربها بنجاح بـ (أنظمة) الدفاع الجوي” مضيفاً أنّ “الروس يثبتون بوضوح أنهم يهدفون إلى القضاء على السكان المدنيين”.

اعتراف أوكراني وفي وقت سابق اليوم، قالت إدارة خميلنيتسكي الإقليمية غرب أوكرانيا إنّ موقعاً عسكرياً تعرّض لهجوم روسي خلال الليل، مشيرة إلى أنّه عبارة عن مستودعات ومهبط للطائرات العسكرية.

وقالت هذه الإدارة الإقليمية عبر تليغرام “قصفت القوات الروسية عدّة مواقع بما في ذلك (موقع) عسكري في منطقة خميلنيتسكي”.

وأفادت أيضا عن اندلاع حرائق في مستودعات محروقات، بينما تضرّرت معدات عسكرية ومهبط طائرات.

وأضافت “العمل على احتواء الحرائق مستمر”.

وقال المصدر ذاته إن 5 طائرات أصبحت خارج الخدمة، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

وأشار إلى أن أعمال إصلاح في مهبط الطائرات قد بدأت.

غير أن دارة خميلنيتسكي الإقليمية لم تتحدّث عن أي عدد محتمل للضحايا، واكتفت بالقول إنّ هذه المعلومات “سيتم توضيحها”.

وهذا تصريح نادر جداً للسلطات الأوكرانية التي بالكاد تكشف عن خسائرها العسكرية منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير/شباط 2022.

هجوم جوي ضخم ويعدّ هذا القصف في الغرب جزءاً من هجوم جوي ضخم على أوكرانيا شنته موسكو ليل الأحد الاثنين، غداة محاولة غير مسبوقة لتنفيذ ضربات على كييف بطائرات من دون طيار.

واليوم، قال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني على تليغرام “الليلة الماضية، هاجم المحتلّون مواقع عسكرية ومواقع للبنية التحتية الحيوية” بإطلاق ما يصل إلى 40 صاروخ كروز من طائرات فوق بحر قزوين وحوالي 35 طائرة من دون طيار من الشمال والجنوب.

كذلك، أشار زالوجني في وقت لاحق إلى أنّ الجيش الأوكراني أسقط 11 صاروخ إسكندر صباح اليوم.

وقال عبر تليغرام “أُطلق ما مجموعه 11 صاروخاً من طراز إسكندر-إم وإسكندر-ك من الشمال” على مدينة كييف ومنطقتها، مضيفاً “دمّر الدفاع الجوي كل الأهداف”.

وفي كييف لوحدها، تمّ تدمير “أكثر من 40 هدفا جويا” خلال الليل، حسبما أفادت الإدارة العسكرية للمدينة، مشيرة إلى أنّ هذا الهجوم الـ 15 على العاصمة منذ بداية الشهر.

وقال رئيس بلدية كييف “ليلة أخرى صعبة بالنسبة للعاصمة”.

وأضاف كليتشكو “بفضل احترافية” الدفاع الجوي، لم يسفر الهجوم عن ضحايا أو أضرار جسيمة.

من جهتها، اعتبرت الإدارة العسكرية لكييف أنّ الروس يسعون إلى استنفاد الدفاع الجوي الأوكراني، وإبقاء السكان المدنيين في حالة توتر نفسي عميق، عبر القصف المتكرّر الذي يشنّونه.

ولم يصدر عن موسكو تعليق رسمي على رواية كييف بقصفها بصواريخ كروز، إلا أن الكرملين أكد اليوم أن العملية العسكرية بأوكرانيا مستمرة حتى تحقق أهدافها.

هجمات على بيلغورود وفي إقليم كراسنودار جنوبي روسيا، أعلنت السلطات تحييد مسيرات حاولت الاقتراب من منشأة نفطية، مؤكدة أن البنية التحتية للمنشأة لم تتضرر وكانت المصفاة قد تعرضت هذا الشهر لهجمات مماثلة دون وقوع إصابات، وفق السلطات.

وفي تطور لاحق، قالت وسائل إعلام روسية إن عددا من القرى في مقاطعة بيلغورود الحدودية تعرضت لقصف أوكراني.

وفي السياق، قال حاكم بيلغورود إن المقاطعة تعيش حربا فعلية، ودعا لضم خاركيف إليها لوقف القصف الأوكراني.

وأضاف أن 5 مجموعات استطلاع أوكرانية تسللت إلى المقاطعة منذ بدء الحرب، وقال “نحن نعيش ظروف حرب فعلية”.

وكانت منطقة بيلغورود مسرحا الاثنين الماضي لأكبر توغل مسلح من أوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، في تسلّل رافقته عمليات قصف ونيران مسيّرات.

واستهدفت الأراضي الروسية أيضا -الأسابيع الأخيرة- بسلسلة هجمات بطائرات مسيّرة، في الوقت الذي تتحدث فيه كييف عن تحضيرها لهجوم مضاد يهدف إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، ومنها شبه جزيرة القرم.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي اليوم “سيأتي قريباً الوقت الذي سنشنّ فيه هجوماً”.

عقوبات على إيران في سياق آخر، أقر النواب الأوكرانيون الاثنين مشروع عقوبات على إيران لمدة 50 عاما، وذلك لاتهامها بتزويد موسكو بأسلحة تستخدمها في حربها مع أوكرانيا.

وقال البرلمان الأوكراني على موقعه إن “هذا القرار يوائم بين العقوبات الأوكرانية وما يقوم به مجمل العالم المتحضر على طريق العزل الكامل لإيران”، وفق تعبيره.

وتتضمن العقوبات حظرا كاملا على العمليات التجارية الخاصة بالسلع العسكرية وذات الاستخدام المزدوج مع المقيمين الإيرانيين، وحظرا على نقل التكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية إلى المقيمين الإيرانيين.

بالإضافة إلى ذلك، ينظر البرلمان في اقتراح تعليق خدمة أدوات الدفع الإلكترونية الصادرة عن المقيمين في إيران.

وقدم رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إلى البرلمان الأوكراني مشروع القرار بشأن فرض عقوبات على إيران لمدة 50 عاما.

وذلك بعد موافقة مجلس الأمن القومي الأوكراني السبت الماضي.

وتتهم كييف موسكو باستخدام طائرات مسيرة إيرانية من طراز شاهد-136 في هجمات على منشآت مدنية ومنشآت للطاقة.

وينفي الجانب الروسي رسميا هذه الاتهامات.

إلا أن طهران اعترفت مؤخرا بأنها زودت موسكو بطائرات مسيرة لكن قبل حربها مع أوكرانيا.

سكاي نيوز الجزيرة                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 11 أشهر | 4 قراءة)
.