إنقاذ طفل تناول خليطًا من السموم القاتلة بالإسكندرية

إنقاذ طفل تناول خليطًا من السموم القاتلة بالإسكندرية

فى واقعة غريبة عاشها أطباء مركز سموم الإسكندرية، وأطباء الرعاية المركزة بالمستشفى الرئيسي الجامعى، بدأت مع أول ليالى شهر رمضان المبارك الماضي، واستمرت لمدة 3 أسابيع، كلها لحظات تحبس الأنفاس، بدأت عندما استقبل مركز سموم الإسكندرية، طفلًا لم يكمل عامه الثالث، يتناول جرعة سموم مميتة مكوناتها قاتلة، لن تجد ذلك الخليط القاتل سوى بحوزة أطباء المعامل بحكم عملهم، ولكن القدر ساق ذلك الخليط بمكوناته القاتلة إلى أحشاء ذلك الطفل الصغير.

وفى لحظات قليلة، بدأ الطفل الصغير فى الاختناق، وتوالت على الصغير الكثير من الأعراض، والتى من بينها، "القئ الدموى المستمر والتغوط الدموى والدوخة وهبوط حاد فى الدورة الدموية وفشل كلوى حاد وضيق بالتنفس واختناق وأنيميا حادة، وبات الموت أقرب من الحياة، لكن الله سبحانه وتعالى كان رحيمًا بذلك الصغير، وقلب الموازين والمعايير الطبية ومن أجل صرخات ذلك الصغير وبكاء والدته وأسرته، تحققت المعجزة الطبية كما وصفها أطباء جامعة الإسكندرية.

خلية نحل من أطباء مركز سموم الإسكندرية، تحيط بالطفل الصغير، ويشاركهم أطباء العناية المركزة وأمراض الكلى بمستشفى الرئيسي الجامعى، بدأ العلاج بنقل دم لأكثر من مرة، والتعامل مع الحالة ومضاعفاتها التى تحدث بسرعة شديدة، وعلى الفور تم إعطاء الطفل نوعين من الترياق المضاد للتخلص من المادة السامة، مع عمل جلسات يومية لغسل كلي ذلك الصغير.

"البوابة نيوز" التقت بالدكتورة أسماء البنا، أستاذ طب السموم والطب الشرعى بكلية الطب جامعة الإسكندرية، وترصد لحظات تلك المعجزة الطبية، وأوقات السهر والبحث والرعاية والعلاج ولحظات اليأس والأمل التى عاشها أطباء جامعة الإسكندرية.

وقالت الدكتورة أسماء البنا، إن مركز سموم الإسكندرية الذى أتولى رئاسته، استقبل مع أول ليلة من ليالى شهر رمضان المبارك، طفلًا صغيرًا يتناول جرعة سامة مميتة بالخطأ، تلك الجرعة السامة عبارة عن خليط من الزئبق غير العضوى السام والكحول الإيثيلى، وهى خليط يستخدم فى حفظ العينات بالمعامل، وحالة الطفل سيئة وصعبة للغاية ونسبة الشفاء كانت صفر، وهى حالة سموم فريدة من نوعها لم تحدث من قبل، ولم ترد على مراكز سموم الجمهورية بأكملها، ولكن الله سبحانة وتعالى اراد له الحياة، وحدثت معجزة طبية، والجميع يردد ويقول للطفل الصغير “سبحان الذى نجاك”.

وأضافت "البنا"، تلك الحالة شارك فى علاجها الكثير من الأطباء، بداية من أطباء السموم وأطباء أمراض الكلى وأطباء الأطفال وأطباء الرعاية المركزة وكذلك كل فريق العمل الطبى من تمريض وفنيين، تم التعامل مع المضاعفات والأعراض الصعبة لحظة بلحظة من خلال رعاية فائقة ومستمرة، وتم نقل الدم الصغير لأكثر من مره فى محاولة لإنقاذه من الموت.

وتابعت مديرة مركز سموم الإسكندرية: تم الاسراع بتوفير وإعطاء نوعين من الترياق المضاد للتخلص من الزئبق السام مع متابعة ضبط العلامات الحيوية للطفل الصغير مدة مايقرب من ثلاثة اسابيع وتم عمل غسيل كلوى يوميًا للإسراع بتخليص الدم من الزئبق حتى تحسنت وظائف الكلى وضغط الدم، وتماثل الصغير للشفاء وخرج من المستشفى ونسبة الزئبق بالدم منعدمة تمامًا.

وأكدت الدكتورة أسماء البنا، أنها حريصة على إلقاء الضوء على تلك الحالة المرضية الفريدة من نوعها، وكشف الدور الكبير الذى قدمه العديد من أطباء مستشفيات جامعة الإسكندرية، فى علاج ورعاية ذلك الطفل لإنقاذ من الموت المحقق.

مصر      |      المصدر: البوابة نيوز    (منذ: 11 أشهر | 2 قراءة)
.