توقعات لمسار السياسة الداخلية والخارجية في تركيا بعد فوز أردوغان

توقعات لمسار السياسة الداخلية والخارجية في تركيا بعد فوز أردوغان

تساءلت صحيفة "بوليتكو" في تقرير أعدته إليشين بورازلر، عن الخطوات القادمة للرئيس التركي رجب طيب ، الذي وطد من هيمنته على السياسة التركية بعد عقدين من الحكم بفوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية ثالثة، واصفة إياه بـ"الرجل القوي".

ورأى التقرير أن أردوغان يواجه مهمة صعبة في الداخل التركي لأن اقتصاد البلاد يعاني من مشاكل وتضخم عال وصل العام الماضي إلى أكثر من 80 بالمئة، بينما يواجه المصرف المركزي التركي نقصا في الاحتياطي، وفق الصحيفة.

ورجح اقتصاديون أن يحاول أردوغان الجمع بين سياسة النفقات العامة ومقاومة رفع الفائدة، لكن ذلك قد يقود إلى أزمة في مرحلة ما بعد الانتخابات حيث ستتعرض الليرة لمزيد من فقدان القيمة، مشيرة إلى أن أردوغان لم يظهر أي إشارة لتغيير موقفه في "خطاب النصر" بعد الانتخابات.

ورأت الصحيفة أن أهم تحد لأردوغان هو الحفاظ على موقع في العالم، ففي ظل حكمه لعبت تركيا دورا مهما ومتحديا في القضايا الحيوية، وليس أقل من الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

ورفضت تركيا فرض عقوبات على في أعقاب الغزو، ولكنها لعبت دورا مهما في التفاوض على مرور شحنات الحبوب عبر البحر الأسود.

وكعضو في الناتو وافقت على عضوية فنلندا في التحالف، ولكنها لا تزال ترفض المصادقة على عضوية السويد.

  وتوقعت الصحيفة استمرار العلاقات التركية- الروسية على مستواها القوي فيما ستظل أنقرة حليفا حيويا وإن كان صعبا للناتو، مرجحة أن يوافق أردوغان على عضوية السويد حالة حصل على موافقة أمريكية لبيع مقاتلات اف-16 لتركيا.

وبحسب الصحيفة فإن علاقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي ستظل صعبة، ليس لأن الكتلة الأوروبية تتهم أردوغان بتقويض حكم القانون في بلده، بل ولتهديده بإرسال ملايين اللاجئين إلى القارة.

اظهار أخبار متعلقة مخاوف الغرب بدوره، قال الكاتب باتريك وينتور في تحليل نشرته صحيفة الغارديان، إن "الغرب يخشى أن يستغل أردوغان النتيجة لأخذ تركيا - العضو المؤسس لحلف الناتو - بعيداً عن الغرب العلماني الليبرالي".

واعتبر الكاتب أن الغرب يأمل في أن يكون أردوغان منفتحا تجاه الغرب نظرا لعدم أهليته للترشح مرة أخرى، بهدف بناء سياسته الخارجية على شيء آخر غير مبدأ الحفاظ على الذات، لكن القضية الفورية التي يجب حلها هي منع الزعيم التركي من الوقوع في حضن فلاديمير بوتين.

ورأى أن الاختبار الأول لأردوغان سيأتي في قمة الناتو في فيلنيوس حيث سيطلب منه التخلي عن حق النقض الذي استخدمته تركيا ضد انضمام السويد للناتو.

ولفت الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن على الرغم من وصفه لأردوغان بأنه مستبد، لكنه على استعداد لرفع الحظر، وتأييد بيع طائرات أف-16 بقيمة 20 مليار دولار وفتح فصل جديد مع تركيا.

وأكد التحليل أنه "حتى بيع الأسلحة لن ينهي في حد ذاته مقاومة أردوغان للجهود الغربية لفصله عن بوتين"، موضحا أن "تركيا ببساطة ليست مستعدة لفرض عقوبات على روسيا، وواشنطن ليست مستعدة لفرض عقوبات ثانوية على تركيا، خوفاً من أن يدفع أردوغان إلى أحضان بوتين".

منوعات      |      المصدر: عربي 21    (منذ: 11 أشهر | 3 قراءة)
.