الانهيارات الصخرية في تعز.. تحذيرات من مخاطر محدقة ومطالبات بحلول عاجلة

الانهيارات الصخرية في تعز.. تحذيرات من مخاطر محدقة ومطالبات بحلول عاجلة

الانهيارات الصخرية في تعز.

.

تحذيرات من مخاطر محدقة ومطالبات بحلول عاجلة الأحد 28 مايو 2023 01:27 م الصحوة نت - خاص انهيار صخري في وادي القاضي وسط مدينة تعز حذر مهندسون وخبراء جيولوجيا من خطورة الانهيارات التي شهدتها عدد من مناطق محافظة تعز، مطالبين بوضع حداً لتلك الانهيارات والانزلاقات سواءً الطبيعية أو بفعل الإنسان من خلال عدم تنفيذ المشاريع الإنمائية والتطويرية قبل إجراء الدراسات الجيولوجية والهندسية والبنائية.

  حلول أولية   وشهدت مدينة تعز في الآونة الأخيرة انهيارات صخرية عدة داخل المدينة وفي المديريات الريفية، مما تسبب بتدمير منازل، وخسائر مادية ونزوح عدد من السكان، وسط تحذيرات من انهيارات أخرى مماثلة في مناطق متعددة جراء استمرار هطول الامطار.

  وفي الـ11 من مايو الجاري، زار فريق فني من المهندسين الجيولوجيين والمختصين من قسم الانهيارات الأرضية والجيوتكنيك بهيئة المساحة الجيولوجية في العاصمة المؤقتة عدن، مواقع الانهيارات الصخرية التي تسببت بها الأمطار بمدينة تعز، وسجل البيانات والمعلومات الجيولوجية والجيوهندسية الحقلية الأولية، والمشاهدات والأضرار بالمنطقة المتضررة.

  وأفاد أحد المختصين في الفريق بأن بعض الحلول الهندسية الأولية والتي تُجرى من قِبل المختصين كإزالة الكتل الصخرية المعلقة، أو التدعيم بمسامير التثبيت، الرش الخرساني والحوائط الاستنادية، تُعتبر أبرز الوسائل للحد من هذه المخاطر، وحماية المواقع من الانهيارات الجبلية المستمرة.

  تكلفة باهضة   وقال المهندس عبدالكريم القادري إن الانهيارات الحاصلة لم تكن هي الأولى ولكن قد حدثت أكثر من مرة وفي اكثر من منطقة في اليمن، مؤكدا على ضرورة قيام المهندسين والمتخصصين بدراسات مسبقة لكل هذه الانهيارات حتى يكون هناك إمكانية لتجنبها.

  وأوضح القادري في حديثه لـ الصحوة نت"، أن حماية المنازل والمنشئات عقب الانهيارات التي حدثت ضعيفة، وفي الغالب لا يمكن الحماية  حيث أصبحت على وشك الانهيار، لافتا أن تكلفة ذلك ستكون باهضة بسبب الارتفاع الشاهق.

  وشدد على ضرورة قيام الجهات المسؤولة بالإشراف على البناء او الحماية، ولابد من أن تكون هناك دراسات مسبقة وتوصيات ومنع  البناء في هذه الماكن إلا في  جود حمايات.

  أسباب الانهيارات   وتعود الأسباب الرئيسية لحدوث الانهيارات إلى عدة عوامل منها التعرية، والتغيرات المناخية، ومياه الأمطار، والهزات البشرية والتفجيرات الإنشائية مما يهدد بتساقط وانهيار هذه الكتل الصخرية أو يساعد على حدوث هذه الظاهرة الجيولوجية.

  وبحسب ورقة بحثية قدمها الدكتور عبدالوهاب العوج، رئيس قسم الجيولوجيا بجامعة تعز، والدكتور فؤاد بجاش فإن الأمطار  المتساقطة ساعدت في زيادة عدم استقرار هذه الرواسب والتربة الزراعية الواقعة فوق منحدرات هذه الجبال وعلى هيئة مدرجات زراعية وكذلك حجب مياه الأمطار عن التصريف من هذه المدرجات كمحاولة من المزارعين للاستفادة من مياه هذه الأمطار في زراعة المحاصيل.

  وطالبت الورقة  التي قدمت خلال ندوة نظمها مركز الجند، بضرورة عمل دراسة علمية متكاملة تشمل دراسة جبل صبر من النواحي الجيولوجية والجيولوجية الهندسية والتركيبية والجيومورفولوجية وغيرها، ووضع خطة متكاملة للمعالجات السريعة والطويلة المدى بما يمنع حدوث الانهيار والانزلاق للتربة أو الكتل الصخرية.

  ورأى جيولوجيون ان انعدام  الأشجار المعمرة المزروعة في هذه المناطق والتي تعمل على تثبيت التربة وكذلك إزالة الغطاء النباتي من خلال الرعي الجائر واستخدام طريقة التحطيب للاستفادة من هذه الأشجار في الوقود (لإزالة أشجار الطلح كمثال)، وقص الحشائش للاستفادة منه كعلف وغذاء للحيوانات كل هذه العوامل ساعدت التربة والرواسب المفككة التي تحتوي على خليط غير متجانس من أحجام متعددة كالجلاميد والحصى والزلط والرمال والغرين والأطيان وجميعها واقعة فوق منحدرات زاوية استقرارها حرجة وقابلة للانهيار.

  مخاطر محدقة   وحذرت الورقة من مخاطر الانهيارات الصخرية من جبل صبر على مدينة تعز وساكنيها ، حيث تعد من الأخطار الجيولوجية المتوقعة والتي يمكن الاستدلال عليها من خلال الدراسة الجيولوجية الأولية لما تحويه الكتل الصخرية الواقعة على سفوح ومنحدرات جبل صبر المطل والواقع فوق مدينة تعز .

  وبينت أن مدينة تعز متكونة من كتل ضخمة ومتوسطة الحجم من الصخور الجرانيتية والجرانوديورتية وزاوية استقرارها تكاد تصل إلى زاوية حرجة، مؤكدة أن أي هزة زلزالية مستقبلية سوف تحرك هذه الكتل الصخرية لتنزلق باتجاه مدينة تعز لتحطم وتدمر وتترك آثاراً بيئيا مدمرة على الإنسان والممتلكات حيث أن الصور الجوية وصور الأقمار الفضائية توضح ذلك للباحثين والدارسين بشكل جلي أخطار هذا الوضع القائم.

  وشددت الورقة على أهمية الأخذ بالأسباب والعوامل التي تقلل من خطر تساقط وانهيار الكتل الصخرية من سفوح جبل صبر على مدينة تعز ومحيط جبل صبر ومنحدراته، منبهة إلى أهمية عمل غطاء نباتي وتشجير سفوح ومنحدرات جبل صبر لزيادة تماسك التربة وتقليل الانهيارات.

  كما دعت إلى عمل قنوات لتصريف وتوزيع مياه الأمطار في بعض المناطق الخطرة والمهددة بالانهيار وإنشاء حواجز وسدود خرسانية وحجرية حاجزة ومانعة لتساقط وانهيار التربة والصخور في بعض المواقع، وإزالة الكتل الضخمة من الصخور الجرانيتية القابلة للانهيار والسقوط والتي يمكن أن تتحرك بفعل الهزات الزلزالية البسيطة.

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 10 أشهر | 3 قراءة)
.