في حال ثبت تورط فاغنر في دعم قوات الدعم السريع.. هل ستغير واشنطن مقاربتها للأزمة السودانية؟

رجح السفير الأميركي السابق في السودان تيموثي كارني أن تغير بلاده مقاربتها للأزمة السودانية في حال ثبت تورط مجموعة فاغنر الروسية في تزويد قوات الدعم السريع بصواريخ أرض-جو لمواجهة الجيش السوداني.

واتهمت وزارة الخزانة الأميركية -في وقت سابق- مجموعة فاغنر بتزويد قوات الدعم السريع في السودان بصواريخ "أرض-جو"، في سياق المواجهات العسكرية التي تخوضها قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني.

وأكدت أن تلك الخطوة تزج بالمجموعة الروسية المسلحة في ما سمته "نزاعا طويلا" لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى.

وبشأن الانعكاسات المحتملة للقرار الأميركي على موقف واشنطن من التطورات في السودان، وعلى دورها كوسيط في التوصل إلى حل سلمي للأزمة العسكرية والسياسية الراهنة؛ قال كارني -في حديثه لحلقة (2023/5/26) من برنامج "ما وراء الخبر- إن الولايات المتحدة الأميركية "ستكون حريصة ودقيقة جدا في النظر لقوات الدعم السريع كشريك قابل للتعامل معه"، وإذا تأكدت أن قوات الدعم السريع استخدمت صواريخ قدمت لها من قبل فاغنر ضد الجيش السوداني، أو أنها تلقت تدريبات بهذا الخصوص.

غير أن الضيف الأميركي أضاف أن بلاده ستواصل العمل مع المدنيين في السودان من أجل التوصل إلى حكومة انتقالية مدنية في السودان.

وحول حقيقية الاتهام الذي وجهته وزارة الخزانة الأميركية لفاغنر، أوضح السفير الأميركي السابق في السودان أن بلاده لا تملك معلومات مؤكدة عن نوع الصواريخ التي يفترض أن فاغنر قدمتها لقوات الدعم السريع، وليست لديها أي تقارير لا من الخرطوم ولا من دول أخرى بأن هذه القوات أطلقت فعلا صواريخ ضد القوات السودانية، مشيرا إلى تساؤلات كثيرة تطرح حول هذا الموضوع.

الصيد الثمين لفاغنر وفي رأي الكاتب والباحث السياسي السوداني محمد تورشين، فإن السودان هو الصيد الثمين لفاغنر ولروسيا، بسبب موقعه الجيوسياسي وبسبب الثروات ومناجم الذهب، مؤكدا وجود تعاون وثيق بين فاغنر وقوات الدعم السريع، بدليل زيارة رئيسها محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى موسكو في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين.

وما يؤكد أن قوات الدعم حصلت من فاغنر على مضادات أرض-جو وأسلحة نوعية واستفادت من التدريب كما يضيف تورشين- هو عجز الجيش السوداني -بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان- ورغم تفوقه في سلاح الطيران؛ من تحقيق انتصارات على مستوى الأحياء والمستشفيات وغيرها من المناطق التي تتواجد فيها قوات الدعم.

وقال إن روسيا وفاغنر يركنان دائما إلى المجموعات التي تسيطر على المعادن النفيسة والموارد الطبيعية، وهو ما ينطبق على قوات الدعم السريع في السودان.

يذكر أن النزاع المتواصل في السودان منذ 15 أبريل/نيسان الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفر عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخليا وفرار أكثر من 300 ألف شخص إلى الدول المجاورة.

ورغم توصل الطرفين المتحاربين إلى هدنة بوساطة سعودية وأميركية في 20 مايو/أيار الجاري، فإن الاشتباكات تواصلت من حين إلى آخر.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 11 أشهر | 3 قراءة)
.