صلاة التراويح واختلافها عن صلاة التهجد

صلاة التراويح أحد أجلّ الطقوس الروحية الرمضانية، والتي يتميز بها الشهر الكريم، وهي أكثر الصلوات الرمضانية قرباً لقلوب المسلمين.

.

يحرص على إقامتها الجميع؛ حتى الصغار؛ حتى أنهم يَعدّونها أيقونة رمضان الروحية التي تقرّبهم من الله تعالى، كذلك صلاة التهجد، تعَد من السنن الرمضانية الشهيرة، ولا تقل أهمية عن ، وقد وردت الكثير من الأحاديث الشريفة في بيان فضل هاتين الصلاتين وقيمتهما الكبيرة، وهكذا المسلم في ليل رمضان، ما بين صلاةٍ وقيام تمُر به أقدس الأيام بالعام، وفي ظل هذه الإضاءات الربانية التي لا تنقطع طوال الشهر الكريم، «سيدتي» التقت بالشيخ عمرو سيد أحمد، الإمام والخطيب بالأوقاف المصرية ومن علماء الأزهر الشريف، في حديث لا ينقطع عن صلاة التراويح واختلافها عن صلاة التهجد.

.

يقول الشيخ عمرو لـ«سيدتي»: صلاة التراويح تُعتبر من أبرز السنن المستحبة في المبارك، ويحرص عليها الكثيرون، أما صلاة التهجد فهي فرض في حق النبي، صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).

.

أما للمسلمين؛ فهى سُنة عن الرسول، صلى الله عليه وسلم.

.

فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ؛ فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِه".

ما هي صلاة التراويح؟ صلاة التراويح سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم (المصدر: pexels) التراويح وهي صلاة القيام في شهر رمضان، بعد صلاة العشاء وقبل الوتر إلى طلوع الفجر في كل ليلة من ليالي رمضان، وهي جمع ترويحة؛ فقد سُميت بهذا الاسم لأن المسلمين عندما يصلونها، يقومون بالاستراحة بين كل تسليمتين ويروّحون عن أنفسهم بالذكر أو قراءة القرآن أو الطواف حول الكعبة، وهي صلاة تؤدَّى كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء، ويستمر وقتها إلى قبيل الفجر، وحكمها سُنة مؤكدة للرجال والنساء، وليست فرضاً، بمعنى أن مَن أدّاها أصاب.

متى سنت صلاة التراويح؟ صلاة التراويح تصلى في جماعة (levi-meir-clancy -unsplash) صلاة التراويح سُنة عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ فهو أول من واظب عليها في جماعة؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

.

فإن الرسول صلى فى المسجد "فصلى بصلاته ناسٌ كثير، ثم صلى من القابلة؛ فكثروا، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم؛ فلما أصبح قال: "قد رأيت صنيعكم؛ فما يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم".

.

وذلك في رمضان، وهذه رحمة من الرسول، صلى الله عليه وسلم.

استمر الصحابة، رضى الله عنهم، بعد وفاة النبى، صلى الله عليه وسلم، يصلونها في جماعات وأفراداً؛ لأنها سُنة وليست فرضاً.

.

إلى أن جاء عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ودخل إلى المسجد فرأى مَن يصليها بمفرده ومن يصليها جماعات؛ حتى جمعهم عمر، رضي الله عنه على إمام واحد في صلاة التراويح في ليالي رمضان.

.

فعن عبدالرحمن بن عبدالقاري، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ليلة في رمضان إلى المسجد؛ فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط؛ فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد، لكان أمثل.

.

ثم عزم فجمعهم، وأمر أُبيّاً أن يصلي بهم؛ فلما جمعهم، خرج ذات ليلة، ونظر إليهم، قال: "نعمت هذه البدعة".

.

سماها بدعة من جهة ، لا من جهة الدين، نعمت البدعة التي فعلها هو لهم؛ ليجتمعوا، ويتعاونوا على البر والتقوى، ولأن الرسول ما استمر عليها، إنما فعلها ثلاثاً، ثم ترك.

ولذلك فصلاة التراويح هي سنّة، وقُربة، فعلها الرسول، صلى الله عليه وسلم، وفعلها الخلفاء الراشدون، عمر، ومَن بعده، وفعلها أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وفعلها، وحث عليها النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: من قام رمضان إيماناً، واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه.

.

وقال: من قام مع الإمام، يعني في رمضان؛ حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة؛ فدلّ على شرعية القيام، وأنه يكون له إمام، وجماعة، فليس من البدعة في شيء، على أن صلاة التراويح تبدأ من العشاء إلى قبل الفجر، وكان البعض يصلونها بعد الاستيقاظ من النوم في وقت متأخر من الليل.

وإذا كانت هذه صلاة التراويح يمكنك التعرف على ما هي صلاة التهجد صلاة التهجد (rumman-amin- unsplash) كل تهجد قيام ليل، وليس كل قيام ليل تهجداً، وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يصلي صلاة التهجد بعد رقدة، ثم صلاة بعد رقدة؛ أيْ بعد النوم بعض الوقت، وهذا ما يسمى ب، ومعني التهجد أن يقوم الإنسان في أواخر الليل فيصلي لله، أخذوها من قول الله: "وبالأسحار هم يستغفرون؛ "أيْ الثلث الأخير من الليل، وهذا أفضل وقت للتهجد، والبعض أخذه من قول الله تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ.

.

أيْ أخذوا هذا الشرط بأن التهجد بعد نوم فيقوم ويصلي، وبعض الفقهاء يقول: يقسم الليل إلى نصفين؛ فبعد منتصف الليل يستطيع أن يصلي التهجد.

الفرق بين صلاة التراويح وصلاة التهجد يقول الشيخ عمرو: صلاة التراويح تُصلى بعد صلاة العشاء، ولكن التهجد لا بد أن تكون بعد نوم، ثم يقوم ليؤديها، وهذه عبادة، والأخرى عبادة، ولا تقوم واحدة مقام الأخرى، وأفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل أو ما قارب الفجر ودخل في الثلث الأخير من الليل، وهي مستمرة طوال العام، وفي أيّ وقت، ولكننا نستغلها في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان؛ لأننا نلتمس فيها جزءاً كبيراً من الليل؛ حتى نلتمس ليلة القدر، وفي الحديث: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً".

.

وحديث عائشة، رضي الله عنها، قالت: (مِن كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل، وأوسطه، وآخره؛ فانتهى وتره إلى السحر).

.

وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: (كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ‏‏إذا دخل العشر، أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر).

.

فصلاة الناس للتراويح في أول الليل ثم الصلاة آخر الليل في العشر الأخيرة من رمضان، تدخل ضمن الاجتهاد فيالذي فعله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحثّنا عليه.

فضل وفوائد صلاة التهجد الشيخ عمرو سيد أحمد الإمام والخطيب بالأوقاف المصرية ومن علماء الأزهر الشريف- الصورة مرسلة من قِبل الشيخ لـ«سيدتي» بالنهاية، يقول الشيخ عمرو لـ«سيدتي»: الكثيرون يتساءلون ، وهنا نقول أن قيام الليل وصلوات قيام الليل سنّة مؤكدة، فصلاة التهجد فوائدها عظيمة وجزاؤها كبير؛ فقد قال الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: "عليكمْ ب فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ"، و هي قربةٌ إلى اللهِ تعالى، ومنهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، ومطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ والله تعالى يقول "ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه ".

وصلاة التهجد هي ذاتها صلاة قيام الليل، باختلاف كون مصلي التهجد يقوم إلى الصلاة بعد أن ينام نومة يسيرة، وهي من أفضل النوافل التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه في جوف الليل، والتهجد في الاصطلاح هو في الليل لأداء الصلاة، قال تعالى: "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا".

.

ويتضاعف ثوابها وفضلها العظيم في هذه الليالي؛ حيث نشهد في هذه اللحظة ثاني الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان، وقد تكون ليلة القدر؛ فهي غنيمة لا يمكن تفويتها في العشر الأواخر من رمضان، و هي نافلة أثناء الليل، وقد سأل رجل النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر: ما ترى في صلاة الليل؟ "قال مثنى مثنى؛ فإذا خشي الصبح صلى واحدةً فأوترت له ما صلى، وإنه كان يقول اجعلوا آخر صلاتكم وتراً".

منوعات      |      المصدر: مجلة سيدتي    (منذ: 1 سنوات | 36 قراءة)
.