بيداغوجيا الاحتفال: مفهوم تربوي ناجع

يتميز كتاب الفقيد جلول دكداك، رحمه الله، (أناشيد طموح) بمجموعة من الخصائص والسمات، ومن أهمها سمة لافتة لانتباه القراء عموما، ولاهتمام التربويين خصوصا، وهي سمة تجديدية بامتياز، إنها سمة الاحتفالية؛ حيث يضعنا الشاعر الفقيد أمام مشاهد شعرية احتفالية لا تنتهي، وهي حاضرة في بداية نصوصه الشعرية ووسطها ومنتهاها… فهل نحن مع شعر احتفاليّ، على غرار المسرح الاحتفالي عند عبد الكريم برشيد؟ لتأكيد هذه الصفة الاحتفالية في شعر (أناشيد طَموح)، أورد ما يأتي: أ- عنوان الكتاب: يثبت تلك الاحتفالية من خلال مؤشرين واضحين؛ أولهما لفظ (أناشيد) الذي يحيل على الغناء والإنشاد في جماعة، وما يتبع ذلك الغناء والإنشاد من إحساس بالحماس والفرح والبهجة والمتعة، والمؤشر الثاني هو ذلك العنوان الفرعي الأصيل، المثبت تحت العنوان البارز (أناشيد طموح)، حيث أضاف الشاعر بقصد هذا العنوان الفرعي: (مجموعة أناشيد المشروع التربوي: عرس الحرف)، فهل يمكن توقع عرس للحرف بلا احتفال وفرح وسرور؟ #div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ب- أناشيد الكتاب ومقاطعها: لا تخلو نصوص (أناشيد طَموح) من إشارات متنوعة إلى الاحتفال والفرح والسعادة.

من أمثلة ذلك هذا المقطع: “هـذا الحفلُ جـ قلبُ الطّفلِ لَـ سرُّ الحرفِ ثَـ إن تَقْبلْـهُ سَـ فــاءٌ راءٌ حــاءٌ راءٌ نِعـمَ الحفْـلُ وَ ميـلٌ مَـرِحُ ـهُ مُنـشـرِحُ ـمِينُ الجوْهَرْ ـريعاً يَظهـرْ: حـاءٌ فَــرَحُ! فــاءٌ حَـرفُ! نِعـم الضّيْـفُ!” ج- نهاية عرس الحرف: أنهى الشاعر جلول دكداك مشروعه التربوي (أناشيد طموح) بهذا التعبير الاحتفالي: (بعد نزول ستار حفل الختام، يُرفع ستار العرض المسرحي) لا يخفى على القارئ أن العبارة، على وجازتها، تشير إلى احتفالين وعُرسين؛ احتفال حقق الأطفال متعته وعاشوا أفراحه، بعد إنشادهم وتغنيهم جماعة بأناشيد الكتاب: (نزول ستار حفل الختام)، واحتفال سينتظره المتعلمون بكل شوق وشغف، حين ستُعرض تلك الأناشيد وتُشخّص في مشاهد مسرحية: (يرفع ستار العرض المسرحي).

اقتراح: بيداغوجيا الاحتفال من أجواء هذا المشروع التربوي الرائد وما يتميز به من خصائص ومقومات عامّة، ومن جدّيّة وفرادة تربويتين خاصّة، أقترح هذا المصطلح التربوي (بيداغوجيا الاحتفال)، الذي أرجو له قبولا تربويا حسنا لدى المهتمين بالشأن التربوي والتعليمي.

وأقصد بهذا المصطلح كل بيداغوجيا (تَجمع بين متعة الاحتفال وفوائد التعلم والتحصيل وثمراتهما، وتُوظّف الاحتفال تربويا وبيداغوجيّا في مجموع الأنشطة التربوية والتعليمية- التعلمية المُنجزة، وأنواع المكتسبات والسلوكات التي يجنيها المتعلمون في فصولهم الدراسية، وما يكتسبونه من تعلمات وخبرات ومهارات وقدرات، سواء أتعلق الأمر بالحضانة والروض، أم تعلق بمرحلة التعليم الابتدائي، أم ارتبط بمراحل أخرى من التحصيل الدراسي (الثانوي الإعدادي – الثانوي التأهيلي – التحصيل الجامعي.

)

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 سنوات | 28 قراءة)
.