ثقافة الجرام والكيلو

مقال جميل وصلني، يتحدث صاحبه عن ثقافة الجرام والكيلو.

هذا المصطلح حفزني لقراءة دراسة علمية عن الهدر الغذائي في المملكة، جعلتني في حالة صدمة من كمية الطعام المهدرة سنويا، بسبب شراء الطعام الذي يفوق الاحتياج الحقيقي للفرد.

هيئة الأمن الغذائي أطلقت حملة توعوية بعنوان "بالكفاية تدوم"، بهدف التحذير من المهدر من الطعام، ونشر التوعية بأهمية ترشيد الاستهلاك الغذائي، ورفع حس المسؤولية لدى أفراد الأسرة.

البذخ الذي يمارسه البعض في الولائم والأعراس والأعياد والمناسبات لا يمت إلى الكرم بصلة، ولا يدل عليه، بل يصنف ضمن الإسراف المنهي عنه شرعا، ويصف الرحمن فاعليه بأنهم إخوان الشياطين.

هذا الوصف يجب أن يجعل المسرف يفكر ألف مرة قبل أن "يهايط" بأصناف وأنواع الأطعمة التي تفوق الاحتياج الحقيقي للمدعوين، ثم يهدر المتبقي ويرمى به في الصحراء كما يفعل البعض، أو يتم التخلص منه في أكياس وتركها بجانب حاويات القمامة.

مثل هذه السلوكيات المتفشية في مجتمعنا تعززها وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال حفلات البذخ والتفاخر بذلك، ونشر ثقافة الكرم المزيفة التي تشجع على هدر الطعام وعدم شكر النعمة كما يجب، وهنا تكمن الطامة، لأن تأثير هذه الوسائل عميق جدا.

في الدول المتحضرة لن تجد شخصا يشتري طعاما فوق حاجته سواء كان أرزا أو سكرا أو لحوما أو خضارا أو فاكهة.

.

.

إلخ، ولذلك تسود لديهم ثقافة الجرام، وتسود لدينا ثقافة الكيلو، التي تؤدي في النهاية بعد مرور أسبوع أو أسبوعين إلى فساد الأطعمة في الثلاجة، وبالتالي التخلص منها، خصوصا الخضار والفاكهة التي نشتهيها في السوبر ماركت، فنشتري بالكرتون أو الكيلوات ثم ننساها فتتعفن فنرميها، "ولا يهون" الخبز والأغذية المعلبة التي تنتهي صلاحيتها فترمى.

أما في شهر رمضان فيبلغ الهدر ذروته، بسبب ثقافة تنويع السفرة والتفنن في أنواع المقليات والحلويات والفطائر والكبسات.

.

.

ووو.

فانقلب مفهوم رمضان لدى البعض من شهر الروحانية والذكر والقرآن وتخليص الجسم من سموم الأكل إلى مشروع تسمين، بحيث من النادر أن تجد صائما بعد رمضان لم يكتسب وزنا.

تعزيز الأمن الغذائي للمملكة من أهم أهداف رؤية 2030، وتحقيقه يجب أن يكون واجبا اجتماعيا، يفرض علينا تغيير السلوكيات الاستهلاكية التي نمارسها الآن.

وخزة: "وفق إحصائيات هيئة الأمن الغذائي فإنه سنويا يهدر نحو 557 ألف طن من الأرز و917 ألف طن من الخبز و444 ألف طن من الدجاج، في المجمل الهدر الغذائي في المملكة يتجاوز أربعة ملايين طن، ويكلف أكثر من 40 مليار ريال، أما الفرد السعودي فيهدر نحو 184 كيلوجراما من الغذاء سنويا.

.

ويزعلون إذا ارتفعت أسعار المواد الغذائية"

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 1 سنوات | 44 قراءة)
.