عمرو خالد: تعرف على "خريطة الطريق" للنجاة من ظلمة وأهوال الصراط

قال الداعية الإسلامي عمرو خالد إن هناك أربع كلمات تمثل “خارطة الطريق” لدنياك وآخرتك، هي: تقوى، واستقامة، وصراط مستقيم في الدنيا، والصراط الذي سنمر عليه في الآخرة، وأضاف في رابع حلقات برنامجه الرمضاني “الفهم عن الله”: “عندما تداوم على التقوى ستصل إلى الاستقامة، فإن استمررت هداك إلى الصراط المستقيم في الدنيا، وأضاء لك الطريق الصحيح في كل اختيارات الحياة، رغم الأخطاء، ما دمت قائمًا تستغفر وتتوب، حتى تصل إلى الصراط يوم القيامة فتعبره بسهولة رغم شدة صعوبته، فتجد أمامك باب الجنة”.

وأوضح خالد أن الاستقامة هي الاستمرارية على التقوى.

.

”أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”، “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وفي تفسير للدعاء الذي يردده المسلم في صلاته 17 مرة يوميًا: “اهدنا الصراط المستقيم”، كشف الداعية عن العلاقة بين صراط الدنيا وصراط الآخرة، مبينًا: “المعنى أن من يسير على الصراط المستقيم بتقوى الله في الدنيا سيجعله الله يمر على الصراط يوم القيامة، لهذا سمى الاثنان صراطًا: صراط الآخرة، وصراط الدنيا”.

وذكر خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم رسم خطًا مستقيمًا نصفه داخل مربع ونصفه الآخر خارج المربع، ثم رسم خطوطًا عن يمينه وشماله متعرجة، وقال: هذا الطريق المستقيم.

ووصف المتحدث الصراط بأنه “مظلم جدًا وتحته جهنم سوداء مظلمة، يتفاوت النور عليه حسب الإيمان، موردا: “قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نوره، ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله”، رواه مسلم”، وزاد: “عن النبي صلى الله عليه وسلم: ‘فيعطون نورهم على قدر أعمالهم؛ فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه يضيء كل ما أمامه، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه؛ يضيء مرة ويطفئ مرة، إذا أضاء قدَّم قدمه وإذا أطفئ قام’.

.

‘يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَٰفِقُونَ وَٱلْمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍۢ لَّهُۥ بَابٌۢ بَاطِنُهُۥ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ وَظَٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ’.

.

’يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ'”.

كما قال عمرو خالد إن “هذا الدعاء من دعاء المؤمنين يوم القيامة حين ينطفئ نور المنافقين”، مردفا: “يقول المؤمنون ‘رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا…’، وهذا النور إحدى العلامات التي يَعرِف بها النبي أمته… ‘…يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُنْظِرُ بَيْنَ يَدَيَّ، فَأَعْرِفُ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ؟ مَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ: غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، ولَا يَكُونُ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ غَيْرِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَأَعْرِفُهُمْ بِنُورِهِمُ الَّذِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ، وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ'”.

وشدد الداعية على أن “ما ينفع العبد يومئذٍ هو الأمانة والرحم، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ‘أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمانة والرحم تقومان على جنبتي الصراط.

إن الأمانة والرحم ترسلان فتقومان جنبتي الصراط’، رواه مسلم”، وفسر السبب في قيامهما بذلك بأن “أداء الشهادة للشخص أو عليه بما كان يفعله تجاههما، وأداء الواجب الذي أمر الله به نحوهما، والوفاء والتمام الذي كان يسير عليه في حياته الدنيا، أو تشهدان عليه بالخيانة والغدر”.

وختم خالد بذكر القاعدة الرابعة في “الفهم عن الله”، وهي: “أحسن خريطة لحياتك تقوى فاستقامة فهداية للصراط المستقيم في الدنيا فعبور للصراط في الآخرة فتجد باب الجنة أمامك”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 سنوات | 41 قراءة)
.