ميريام مايسترونى تكتب: محاولة للتفاؤل.. التخلى عن الكربون فى مواجهة الأزمة العالمية!

ميريام مايسترونى تكتب: محاولة للتفاؤل.. التخلى عن الكربون فى مواجهة الأزمة العالمية!

مع حلول عام ٢٠٢٣، فإن مسألة "عالم بلا كربون" أصبحت أكثر تعقيدًا من ذى قبل.

ذلك أن قضية تغير المناخ أصبحت مقترنة بالحرب الروسية الأوكرانية، إذ إنها قضية استقلالنا وسيادتنا في مجال الطاقة، وبالتالى جلب أولويات جديدة لسياسة الطاقة لبلدنا وأوروبا.

وهذا الوضع يلزم "المستهلكين" بمناقشة قضية انتقال الطاقة من جوانبها الثلاث: وهى الرصانة، وكفاءة استخدام الطاقة في الإسكان، وأفضل مزيج طاقة ممكن.

ومع ذلك، فى فرنسا، فإن كل القرارات التقنية والفنية والاقتصادية والسياسية المتعلقة بالطاقة النووية تبتعد عن سياسة عالمية تجمع بين الإجراءات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل من خلال التمويل وتعبئة الموارد الملائمة.

فيما يتعلق بالجانب الثالث الخاص بالحصول على أفضل مزيج للطاقة، فإن التحدى يتمثل فى استعادة وتخزين ثانى أكسيد الكربون عند خروجه من المصانع المنتجة له أو حتى عن طريق استعادته مباشرة من الغلاف الجوى.

قد يبدو هذا الموضوع سرياليًا  لو تم مناقشته منذ قبل خمس سنوات ولكنه اليوم جزء من خطة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من خلال عملية "التقاط الهواء المباشر".

وكثيرًا ما نجد وسائل الإعلام تتحدث عن حلول تمثل معجزة تحاول من خلالها حل مشكلة انتقال الطاقة من خلال حياد الكربون.

ومع ذلك، لسوء الحظ، فقط من خلال اختيار الفهم الكامل لكيفية قيام كل شخص بطرح أفكاره، يمكننا أن نأمل في المساهمة فى النتيجة النهائية على أحد المحاور الثلاثة المحددة التي ذكرتها للتو.

.

ورغم تزايد كوارث الطقس الطبيعى، هناك أمل!لماذا؟ يوجد اليوم ما لا يقل عن ١٠٠ سيناريو  يهدف الي الوصول إلى كربون صفر أو ما يطلق عليه "حياد الكربون".

هذه السيناريوهات ممكنة وقد تم تطويرها من قبل مجموعة كاملة من المنظمات ذات المصداقية العالية في وكالة الطاقة الدولية وضعت لعام ٢٠٥٠.

هل لدينا رؤية كاملة لما سيكون "كربون صفر" غدًا فى أوروبا والعالم وفرنسا؟ الجواب: لا.

كما أن التوترات الجيوسياسية الحالية تلقى بثقلها على معادلة أطرافها مجهولة.

 نحتاج حقًا إلى الكثير من الطموح، لأنه فى عالم ما بعد كوفيد، نرى أنه ليس علينا فقط مواجهة حالة طوارئ مناخية متنامية، ولكن بالإضافة إلى ذلك، علينا التعامل مع وضع جيوسياسي جديد شائك للغاية وسياق عالمى قاسٍ للغاية واقتصاد ضعيف.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الأزمات والصعوبات، فإن مهمة بناء نموذج الطاقة البيئية الجديد واجب علينا جميعًا أكثر من أى وقت مضى، وتشكل بلا شك فرصة العمر.

أعتقد أن ضعفنا الهائل كبشر، والذى أكدته الظروف التى اجتاحت البشرية خلال السنوات الثلاث الماضية يجب أن يكون الحافز لمواجهة هذا التحدى الهائل ألا وهو بناء هذا العالم الجديد.

وهنا السؤال الذى يفرض نفسه هو هل سنكون قادرين على تنفيذ نموذج الطاقة البيئية الجديد رغم كل الأزمات؟.

.

ذلك النموذج الذى يستند علي أربعة أبعاد:البعد الأول هو أنه للمرة الأولى، ستتاح لنا فرصة التفكير في النمو من خلال تطوير الطاقات المتجددة.

.

ويتمثل البعد الثانى فى مراعاة العوامل الخارجية بفضل الاقتصاد الدائرى والمتجدد.

.

البعد الثالث هو الاراضى.

.

ومن ثم بالطبع، البعد الرابع هو الابتكار.

الابتكار هو أساس الأبعاد الثلاثة الأولى.

ولكن من بين الابتكارات، هناك على وجه الخصوص الواقع المعزز، الواقع الافتراضى في خدمة البيئة والمركبات الكهربائية.

فقد ابتكرت شركة السيارات الفرنسية رينو مؤخرًا محركًا بدون معادن نادرة.

هناك أيضًا مثال على "blockchain"، "علم البيانات"، "البيانات المفتوحة"، "إنترنت الأشياء"IOT، التكنولوجيا الحيوية، الهندسة الجيولوجية، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الروبوتات.

.

إلخ.

كل هذا يُظهر في الواقع أنه يمكننا الجمع بين الوضوح والتفاؤل، لأن الأمل يجب أن يغذى عملنا دائمًا.

ويجب أن تكون قدرتنا على البحث دائمة، علينا أن نواجه الحقائق بشجاعة وعزم.

علينا أن نواجه هذا التحدي الهائل المتمثل في مكافحة تغير المناخ اليوم وبناء عالم "كربون صفر" بهدف تحقيق حيادية الكربون فى مواجهة الاقتصاد العالمى وأزمة المناخ، أو بالأحرى في مواجهة الأزمات العالمية المتعددة المرتبطة بالغذاء، والهجرة، والأمن، كما نرى في إفريقيا السوداء أو أمريكا اللاتينية.

معلومات عن الكاتب:ميريام مايسترونى.

.

رئيس ومؤسس صندوق e5t ورئيس جمعية "100 قائد من أجل الكوكب"، تنضم للحوار، بهذا المقال وتتناول عبر سطوره، قضية من أهم قضايا البيئة العالمية.

  

مصر      |      المصدر: البوابة نيوز    (منذ: 1 سنوات | 26 قراءة)
.