9 حالات صحية تستوجب الإفطار

9 حالات صحية تستوجب الإفطار

تحقيق: عماد الدين خليل مع حلول شهر رمضان المبارك، يتعرض بعض الأفراد لمشاكل صحية خطرة، خاصة المصابين بأمراض مزمنة؛ وذلك لعدم الاهتمام باستشارة الطبيب، كما تكثر النصائح والتوصيات غير الصحيحة من الأهل والأصدقاء، لحثهم على الصيام قدر المستطاع كأشخاص آخرين مصابين بنفس الأمراض، مما قد يعرض حياتهم للخطر.

«الخليج» التقت عدداً من الأطباء المتخصصين، للوقوف على تحديد إجراءات السلامة أثناء الصيام، واتباع العادات الصحية التي تساعد على اجتياز هذه الفترة، والتأكد من الفئات التي لا يجب عليها الصيام، لتفادي أي مشاكل صحية قد يتعرضون لها حال صومهم.

في البداية، يقول الدكتور فتحي الجعراني، استشاري طب الأمراض الباطنية: إنه يجب استشارة الأطباء لصيام رمضان خاصة للمصابين بمرض السكري، لتفادي حدوث أي مضاعفات خطرة، محدداً 9 حالات صحية تستوجب الإفطار.

الصورة ويوضح أن هذه الحالات تشمل المصابين بمرض السكري من النوع الأول، ويتحاجون إلى تناول الأنسولين باستمرار من دون انقطاع، ومرضى السكري من النوع الثاني ممن يحدث لهم هبوط السكري، والمصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والكلى والكبد، وضغط الدم المرتفع، والنساء الحوامل أو المرضعات.

وينصح مرضى السكري بالإفطار في حال كان قياس السكري أقل من 70 ملجم، أو في حال شعور المصاب بالهبوط أثناء الصيام، لتغيير بعض الأدوية خلال رمضان لتفادي أي مضاعفات عند الصيام.

مضاعفات خطرة يقول الدكتور مراد حبيب كيرلس، استشاري الرعاية الصحية الأولية بطب الأسرة: إن الارتجاع المعدي المريئي يعد مرضاً شائعاً ونراه لدى الكثير من المرضى خلال رمضان، ويحدث بسبب ارتجاع الطعام من المعدة إلى المريء، الأمر الذي يسبب التهاب المعدة، وحال إهمال علاجه من الممكن أي يؤدي إلى مضاعفات خطرة، كما يمكن أيضاً للارتجاع طويل الأمد أن يقود إلى تغيرات في البنية الخلوية للمريء، وهي حالة تسمى «مريء باريت»، وتزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.

الصورة ويضيف أن الشعور بحرقة المعدة من وقت لآخر بسبب الوجبات الدسمة أو المملوءة بالتوابل أو بسبب الإفراط في تناول الطعام، هو أمر طبيعي، إلا أن الشعور بهذه الحالة لمرتين أسبوعياً على الأقل أو إذا أثرت في أنماط الحياة الطبيعية، فإن الأمر يستدعي زيارة الطبيب للكشف عن احتمال الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي.

ويقدم 6 نصائح يجب اتباعها للمصابين بهذه الحالة خلال رمضان تشمل: «شرب كميات كافية من المياه» خلال ساعات الإفطار؛ حيث يتعين شرب من لترين إلى 3 لترات من السوائل الصحية، والابتعاد عن المشروبات الغازية، وتجنب الإفراط في الطعام والأطعمة الغنية بالدهون؛ وذلك إضافة إلى تجنب النوم بمعدة ممتلئة، والتوقف عن تناول الطعام قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم، وتناول المزيد من الألياف، والتحدث إلى الطبيب حال وجود مشكلة هضمية قائمة.

المصابون بالسكري تقول الدكتورة فرحانة بن لوتاه استشارية أمراض باطنية تخصص أمراض السكري والغدد الصماء: إنه يجب على الأشخاص المصابين بحالات صحية مزمنة مثل السكري، استشارة طبيبهم حول كيفية إدارة مرضهم خلال صيام رمضان عبر إجراء تعديل على مواعيد تناول الجرعات الدوائية الضرورية واتباع أنماط غذائية معينة.

الصورة وتضيف: الخيارات الغذائية الصحية أمر أساسي خلال رمضان، في حين تسهم الكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز والحبوب الكاملة في تعزيز الشعور بالشبع فترة أطول خلال ساعات الصيام، ونوصي أيضاً بتناول الدهون الصحية، وننصح بإدخال النشاط البدني المعتدل، ومن الممكن أن يشمل تمارين التمدد واليوغا والمشي.

وتتابع: بالنسبة لمرضى السكري، ننصحهم بتجنب الإفراط في تناول الطعام بعد ساعات الصيام، وعليهم أيضاً الابتعاد عن المأكولات المحظورة وعدم القيام بأي استثناء قد يعرضهم لمضاعفات هم بغنى عنها.

وتشير إلى أنه يتعين على مرضى السكري المحافظة على ترطيب جسمهم عبر شرب كميات كافية من المياه في ساعات الإفطار، وتناول الخضراوات والفواكه الغنية بالمياه مثل البطيخ والفراولة والخيار والكرفس والطماطم وحساء الخضار، ولا بد أيضاً من تحقيق التوازن في الوجبات الغذائية، وتناولها على أوقات متفاوتة.

وتنصح بإيقاف الصيام في حال الشعور بأعراض محددة، منها زيادة مستوى سكر الدم على 300 ميليغرام/ ديسيلتر، أو انخفاضه إلى 70 ميليغرام/ ديسيلتر أو أقل، أو ظهور أعراض نقص سكر الدم، بينما يعدُّ الشعور بالغثيان والتقيؤ أو ظهور أعراض مرضية أخرى مؤشرات على ضرورة إيقاف الصيام نظراً لخلل مستويات سكر الدم.

فقر الدم يقول الدكتور عبد الله حنا، اختصاصي الطب الباطني: إن صيام المصابين بمرض فقر الدم قد يختلف من شخص لآخر لتتناسب بشكل أدق مع كل حالة وهناك مؤشرات حيوية تتيح الصيام؛ حيث من المعروف أن مستوى الهيموغلوبين الطبيعي لدى الإنسان يكون من 11.

6 إلى 15 للإناث، ومن 13.

2 إلى 16.

6 للذكور، ويكون مستوى فقر الدم طفيفاً إذا كان الهيموغلوبين بين 9 إلى 11.

6 للإناث و9 إلى 13.

2 للذكور؛ إذ لا بأس على المريض من الصيام، بينما يكون متوسطاً إذا كان معدل الهيموغلوبين بين 6 إلى 9 وكذلك يمكن للمريض الصيام ولكن يعتمد على حالة المريض (المريضة) وسبب فقر الدم (الأنيميا).

ويضيف أن هناك خطورة في الصيام إذا كان مستوى الهيموغلوبين أقل من 6 وعلى الطبيب المشرف توجيه المريض إلى المبادرة في العلاج الفوري.

ويؤكد ضرورة استشارة الطبيب قبل الصيام في جميع حالات فقر الدم، ويوصي أن يتضمن الإفطار عنصر الحديد بشكل خاص، وأن يتنوع بشكل عام، لاستعادة العناصر الغذائية المهمة أثناء الصيام، بالتوازي مع شرب كميات كبيرة من السوائل، ويجب أن يتجنَّب مرضى فقر الدم المشروبات الغازية ومشروبات الكافيين كونها يعيقان امتصاص الأمعاء للحديد.

صيام الأطفال يقول الدكتور هاني الهنداوي، اختصاصي طب الأطفال: إن السن المحدد التي يستطيع الطفل الصيام فيه من سن 7 إلى 10 سنوات؛ حيث يبدأ تشجيع الطفل على الصيام، ويبدأ الصيام بشكل تدريجي وبشكل متقطع؛ حيث يمكنه الصيام من ساعتين إلى 3 يومياً وزيادتها على حسب قابلية الطفل.

ويضيف أن السن التي يستطيع الطفل الصيام بشكل كامل فيها من سن 12 سنة، مشيراً إلى أن هناك بعض الأطفال يتم منعهم من الصيام بسبب ظروف صحية معينة كالأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول والأمراض المزمنة للقلب والكلى والكبد وفقر الدم وغيرها من الأمراض المزمنة، تجنباً لحدوث أي مضاعفات خطرة للطفل.

ويؤكد ضرورة تشجيع الطفل في حال الصيام، والاهتمام في حال الإحساس بالتعب والأعياء وغيرهما من المشاكل الصحية التي من الممكن أن تحدث بعد إجبارهم على الصيام، لتفادي أي مخاطر صحية، مؤكداً ضرورة تغذية الطفل في أوقات الإفطار وإمداده بالمواد الغذائية التي تحتوي على البروتوينات والكربوهيدرات المعقدة، وأخذهم إلى الفراش مبكراً ليتمكنوا من الاستيقاظ لتناول وجبة السحور.

صحة البشرة تقول الدكتورة إيشاني شاه، اختصاصية الأمراض الجلدية: أظهرت الدراسات بأن الصيام يعود بأثر تحفيزي على هرمون النمو الذي يساعد على تحسين صحة البشرة وتقليل علامات التقدم بالسن، كالتجاعيد وغيرها، بما يسهم أيضاً في التمتع ببشرة أكثر نضارة، ويسهم الجوع خلال الصيام في تقليل الالتهابات ومن ثَمَّ تحسين بعض الحالات الجلدية مثل حب الشباب والإكزيما والصدفية.

الصيام يحد من القلق والاكتئاب د.

رشا عباس تقول الدكتورة رشا عباس استشارية الطب النفسي: أظهرت الدراسات أن الصيام يزيد من إنتاج عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ، وهو بروتين يعزز نمو الخلايا العصبية في الدماغ إضافة إلى مساعدته على بقائها على قيد الحياة، وقد يساعد ذلك على تحسين الوظائف الإدراكية وتقليل مخاطر الاضطرابات العصبية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، ويسهم الصيام أيضاً في الحد من القلق والاكتئاب إلى حدٍّ كبير.

وتضيف: «يعزز الصيام من قدرة الجسم على ضبط النفس وتحمل التوتر، ويحسِّن استجابته وقدرته على التعامل مع الضغوط، فيسهم في تقليص أثر الإجهاد على الصحة العقلية، وبخلاف ما يعتقد الكثيرون، يساعد الصيام على تحسين المزاج، بسبب زيادة نسبة الناقلات العصبية، كمادة السيروتونين».

وتؤكد أنه على الرغم من فوائد الصيام المذكورة، فإنه لا يزال على الصائمين اختيار طعامهم بعناية بما يناسب حالتهم البدنية والصحية، فمع أن الصيام أداة فاعلة لتجديد النشاط البدني والعقلي، فهو ليس بديلاً أبداً عن الأدوية الموصوفة، ولا يجب بأي شكل من الأشكال تغيير الجرعات الدوائية أو الامتناع عن تناولها خلال شهر رمضان المبارك من دون استشارة الطبيب.

اقرأ المزيد التقييمات Select ratingقيّم 1/5قيّم 2/5قيّم 3/5قيّم 4/5قيّم 5/5 Rate

الامارات      |      المصدر: الخليج    (منذ: 1 سنوات | 39 قراءة)
.