فيراري ومرسيدس ينتظران «شرارة» للمنافسة في فورمولا – 1
لندن ـ «القدس العربي»: تخوض فرق فورمولا-1 اليوم في مدينة جدة السعودية منافسات السباق الثاني في الموسم، الذي يبدو ان لقبه يسير الى خزائن فريق ريد بول، رغم انتظار فريقي فيراري ومرسيدس الشرارة للمنافسة على اللقب.
ويسعى فيراري ومرسيدس الى الخروج من ظل ريد بول، على أمل التمكن من مجاراة الفريق النمساوي وسائقه الهولندي ماكس فيرستابن المرشح مجدداً للفوز باللقب العالمي.
وسيكون التحدي الأكبر لفيراري التخلص من مشكلة الافتقاد الى الموثوقية وأخطاء الاستراتيجيات التي كانت عنوان الموسم الماضي بالنسبة للفريق الإيطالي الحالم بلقبه الأول عند السائقين منذ 2007 وعند الصانعين منذ 2008.
أما بالنسبة لمرسيدس الذي احتكر لقب السائقين طيلة سبعة مواسم متتالية بين 2014 و2020 والصانعين لثمانية مواسم، فعانى الأمرّين الموسم الماضي في التأقلم مع القوانين الجديدة ويمنّي النفس بأن يكون قد تخلص من مشاكله لا سيما تلك المتعلقة بالارتدادات.
وفي 2022، بدت سيارة فيراري الأوفر حظاً لمقارعة ريد بول لكنها عانت من مشكلة الموثوقية، لا سيما في وحدة الطاقة، ومن الأخطاء الاستراتيجية التي قضت على أي أمل لسائقيها شارل لوكلير من موناكو والإسباني كارلوس ساينس في مقارعة فيرستابن الذي خرج منتصراً في 14 من السباقات الـ22.
ولمواجهة هذه المشاكل، قرر الفريق الإيطالي التخلي عن مدير الفريق ماتيا بينوتو واستبداله بالفرنسي فريديريك فاسور.
وعلى المستوى التقني، عمل الفريق الإيطالي بشكل مكثف على وحدة الطاقة التي من المتوقع أن تكون أكثر موثوقية، وقبل كل شيء أكثر قدرة على المنافسة مما كانت عليه في عام 2022.
أما بالنسبة للسؤال الشائك الخاص بخياراته الاستراتيجية، فقد أعلن «الحصان الجامح» في نهاية شباط/فبراير عن تغيير مؤثر جداً بتنحي الإسباني إيناكي رويدا، المسؤول عن الإستراتيجية، تاركاً المنصب للهندي رافين جاين.
هل ستكون هذه التغييرات كافية لرؤية سيارة فيراري تتألق أخيراً على مدار الموسم؟ وفقاً للبيانات الأولى من الاختبارات، اقتربت سيارة فيراري من ريد بول، لكن استهلاك الإطارات في السباق أكبر بكثير مقارنة مع المنافسين، ما سيشكل أحد العوائق الرئيسية.
وبالنسبة للوكلير واستناداً الى ما شاهده الآن بعد التجارب التحضيرية في البحرين الأسبوع الماضي، اعتبر أنه «لدينا سيارة أقل مقاومة (للهواء)، ومن المفترض بالتالي أن تكون أفضل هذا العام».
وأضاف: «هذا الأمر تسبب في تغيير الخصائص الأخرى بما يتماشى مع ما توقعناه، لكن ما زال يتعين علينا إيجاد الإعدادات الصحيحة».
هل يكفي ذلك للوقوف في وجد ريد بول؟ جواب فاسور الأسبوع الماضي كان «من الواضح أننا ما زلنا نتعرف على السيارة، لذلك من المبكر جداً قول أي شيء».
وبعد موسم مخيب في 2022 تأثر بالمشاكل الانسيابية التي جعلت السائقين البريطانيين لويس هاميلتون وجورج راسل يكتفيان بالمركزين السادس والرابع توالياً في بطولة السائقين، يمني فريق مرسيدس النفس بأن يكون موسم 2023 مختلفاً مع سيارة جديدة مختلفة حتى بلونها.
وتخلى مرسيدس بسيارته الجديدة «دبليو 14» عن اللون الفضي الذي كان يغطي سيارة 2022 واستبدله بالأسود الذي اعتمده الصانع الألماني في موسمي 2020 و2021 كجزء في حينها من رسالته المناهضة للعنصرية.
ويأتي استخدام اللون الأسود الذي يكسر حدته اللون الأخضر العائد للراعي الرئيسي «بتروناس»، كجزء من خفض وزن السيارة وفق ما أفاد المدير النمسوي للفريق توتو وولف الذي قال: «دائماً ما تتمحور تطلعاتنا حول القدرة على المنافسة على لقب البطولة.
لكن منافسينا كانوا أقوياء جداً العام الماضي وعلينا اللحاق بالركب.
يتطلب التسابق في الأمام صلابة، عملاً جماعياً وعزيمة».
وأكمل: «سعينا وراء كل جزء من الثانية.
ضغطنا بكل ما لدينا للعودة الى الأمام هذا العام»، وبالتالي محاولة استعادة لقب الصانعين الذي احتكره الفريق طيلة ثمانية مواسم متتالية قبل أن يكتفي في 2022 بالمركز الثالث خلف ريد بول وفيراري، متأثراً بالتغييرات الفنية التي أدخلت على السيارات.
وأبقى الفريق الألماني على المفهوم التصميمي للجانب النحيف من العام الماضي، لكنه أدخل تعديلات بارزة مثل توسيع غطاء المحرك.
كما عمل الفريق على خفض وزن الهيكل ومراجعة هندسة نظام التعليق الأمامي وتعديل أنظمة التبريد وتحسين المفهوم الانسيابي العام للسيارة بناء على تجربته الصعبة موسم 2022.
وبعدما اكتفى بفوز يتيم في 2022 عبر راسل في جائزة البرازيل، يمني فريق مرسيدس النفس بأن يدخل بقوة هذا الموسم في الصراع على اللقب ومحاولة منح هاميلتون بالتحديد لقبه الثامن الذي سيجعله السائق الأكثر تتويجاً في تاريخ الفئة الأولى.
لم يعطِ الفريق الألماني خلال تجارب البحرين الأسبوع الماضي مؤشرات حاسمة، إذ قدم أداء متقلباً ما دفع هاميلتون الى القول: «علينا العمل على بعض الأشياء.
الأمر ليس مثالياً حتى الآن ولم نتمكن بعد من مجاراة ريد بول أو فيراري حالياً».