السموني يقارب دور المغرب في منظمة الاتحاد الإفريقي والتعاون "جنوب ـ جنوب"

قال الأستاذ الجامعي خالد الشرقاوي السموني إن “إفريقيا تحظى الآن بأولوية متقدمة في السياسة الخارجية المغربية، خصوصا بعد عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، التي تمكن من خلالها من تطوير علاقاته مع دول القارة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، كما وظف إمكاناته وموارده لخدمة مصالح القارة في إطار من التضامن والشراكة المتكافئة وتعزيز بنية السلم والأمن في القارة”.

وأوضح خالد الشرقاوي السموني، في تصريح لهسبريس، أن “سياسة التضامن التي نهجها المغرب مع الدول الإفريقية في إطار تعاون جنوب-جنوب تعد آلية فعالة من أجل تحقيق أهداف التنمية، حيث جعل المغرب من التعاون جنوب-جنوب رافعة استراتيجية لسياسته الخارجية، تندرج ضمن إطار رؤية استراتيجية وشاملة تقوم على تعزيز القدرات في ميدان التنمية البشرية، وتعزيز السلام والأمن والاستقرار، ودعم التكامل الاقتصادي الجهوي والإقليمي، وتقوم على منطق رابح-رابح، وعلى روح التضامن عبر آليات أكثر ملاءمة”.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن “الملك محمدا السادس سبق أن ذكر في رسالة وجهها إلى المشاركين في اجتماع التجمع الإفريقي لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الإفريقية الأعضاء في البنك وصندوق النقد الدوليين، المنعقد بمراكش، أن التعاون جنوب-جنوب يظل الطريق المثلى للنهوض بالأوضاع الاقتصادية لبلدان القارة الإفريقية”، مضيفا أن “التجربة التي راكمها المغرب وقدراته ومعارفه التقنية في عدد من القطاعات الواعدة والاستراتيجية، جعلت منه رائدا إفريقيا في عدد من الميادين والبرامج، خاصة تلك التي لها صلة بالثقافة والتعليم والتنمية المستدامة”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وفي السياق ذاته، أكد السموني أن “المغرب، ومنذ سنوات، أبدى اهتماما بالغا بقضايا القارة الإفريقية من خلال الزيارات الملكية المتعددة، والمشاركة في القمم والاجتماعات الإفريقية، وتفعيل دور الدبلوماسية على المستوى القاري، والتنسيق مع دول القارة في المؤتمرات والمحافل الدولية والإقليمية المشتركة، وطرح مبادرات تهدف إلى خدمة القضايا الإفريقية، وتفعيل دوره على صعيد تنميتها والنهوض باقتصادياتها، من خلال الشراكة الاقتصادية مع عدد من الدول الإفريقية”.

وتابع المتحدث لهسبريس بأن “المغرب تمكن خلال السنوات الست الماضية، بناء على روابطه التاريخية مع القارة الإفريقية، من استعادة مكانته ودوره الرائد في الاتحاد الإفريقي من خلال حضوره ومشاركته في أجهزة الاتحاد واللجان المتخصصة المنبثقة عنه”، مبرزا أن “المردود المباشر لتلك التوجهات كان أكثر وضوحا وملاءمة لدور المغرب التاريخي في القارة، وقد تمثل في عضويته في عدد مهم من أجهزة الاتحاد، وعلى رأسها مجلس الأمن والسلم”.

فضلا عن ذلك، يورد السموني، “فقد ساهم الموقع الجغرافي الذي يتميز به المغرب في الشمال الإفريقي بين ضفتي البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وفي مفترق الطرق بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، في أن تضطلع المملكة بدور أساسي في مجال التعاون جنوب-جنوب، الذي جعلت منه أحد الركائز الأساسية لسياستها الخارجية”.

وأشار السموني إلى أن “الكيان الدخيل على منظمة الاتحاد الإفريقي، المتمثل في الجمهورية الوهمية {جبهة البوليساريو}، مازال يشكل أداة للتشويش داخل المنظمة على المسار الإيجابي للمملكة، وعائقا أمام التنمية بالقارة الإفريقية، وكل ذلك كان بناء على خطأ ارتكب سنة 1984، حين سمح لها بالانضمام إلى هذه المنظمة الإفريقية، رغم عدم توفرها على مقومات الدولة كما ينص عليها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وختم المتحدث بأن “الأمر المذكور جعل عدة شخصيات سياسية ودبلوماسية إفريقية تدعو إلى تصحيح هذا الخطأ بطرد هذا الكيان الوهمي من المنظمة، كخطوة ضرورية وشرط أساسي لعودة حيادية ومصداقية منظمة الاتحاد الإفريقي، ومحدد مهم لانطلاق دينامية قارية تحقق وحدة إفريقيا وتنميتها ورقيها، لأن استمرار {البوليساريو} داخل الاتحاد الإفريقي يشكل عائقا للتنمية المستدامة بالقارة السمراء، ويعقد عملية التوافقات التي ينبغي أن تتحقق بين دول الاتحاد الإفريقي بشأن بعض القضايا المصيرية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 سنوات | 66 قراءة)
.