مسرحية شعرية تستلهم رسالة "الحب الإلهي"

مسرحية شعرية جديدة خطها الشاعر حسن الوفيق، وأصدرها مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد) بعنوان: “سيدنا إبراهيم إمام الحب الإلهي”، ضمن سلسلة “أشعار”.

ويقدم هذا العمل “السيرة العطرة لنبي الأمة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، في شكل فني بديع، يرمي إلى إحياء نموذجه الرسالي، الجامع بين التفاني في المحبة والعبادة، وبين جهاد التغيير ومقاومة الظلم، سيرا على الهدي القرآني، القائم على عرض النماذج النبوية الحية، البشرية والواقعية، على سبيل القدوة والاتباع”.

وفي تقديم المسرحية الشعرية، كتب إدريس مقبول، أستاذ التعليم العالي للسانيات وتحليل الخطاب، أن “المسرح لما كان الأب الروحي لكافة الفنون فقد جعلت منه الشعوب والحضارات مرآة لقياس تقدمها في مجال الآداب والإنسانيات والفنون، وعند لقاء الشعر بالمسرح تلتقي مساحتان كبيرتان للتعبير الوجداني الذي يعكس لونين جماليين متداخلين: الموسيقى والفرجة”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأضاف مقبول: “بغض النظر عن أسبقية الشعر أو المسرح في ثنائية “المسرح الشعري” أو “الشعر المسرحي”، فإن الغاية الفنية تكاد تتفق حول مركزية الإيقاع والحركة، الموسيقى والرؤية، في عملية إغناء الإدراك الجمالي وبناء وعي مركب وإحساس فني تندمج فيه الكفاءة السمعية بالكفاءة البصرية لإنتاج المعنى”.

وتابع التقديم: “في هذا العمل عن سيدنا إبراهيم عليه السلام للأستاذ حسن الوفيق يقف القارئ على وجه من وجوه هذا اللقاء، في إعادة تركيب المشاهد القرآنية بلغة شعرية خفيفة لكنها لا تخلو من كثافة الصورة وعمق الموقف الإبراهيمي في مواجهة تحديات عصره، وهي التحديات نفسها التي يواجهها كل دين عبر التاريخ، تحديات الفساد في الاعتقاد والسلوك، وتحديات التضليل والدجل في صوره الأكثر تقنية وحداثة اليوم، والتي تنذر بالتفكك والتحلل من حيث تبشر بالوحدة والانسجام كما يقول إدغار موران”.

ويرى مقبول أن كاتب المسرحية الشعرية “تمكن بحسه الغنائي وذوقه الفني ومعرفته بأصول الفنَّين، المسرح والشعر، أن ينقلنا إلى ‘عوالم درامية’ بطريقة بيداغوجية، وبخبرته وقدرته التحويلية / التفسيرية لدلالة الآيات الإبراهيمية في قالب موسيقي خفيف (بحر الهزج)”.

ويسترسل الأكاديمي ذاته في تقديمه العمل: “إن اختيار موضوع ‘سيدنا إبراهيم عليه السلام: إمام الحب الإلهي’ في هذه المسرحية لا يمكن أن يكون في نظرنا إلا تعبيرا فنيا عن رفض أساليب الخلط والدعاية، التي باتت ترفع رايتها أمريكا اليوم مع إسرائيل، تحت ستار ما سميت ‘وثيقة إبراهيم’ و’البيت الإبراهيمي’، التي ليست سوى تشريع سياسي يبشر بـ’السلام المزعوم’، ويخفي نزوعا ‘تمويهيا’ ماكرا للإجهاز على الحق الفلسطيني في أرضه”.

ويكتب صاحب “المسرحية الشعرية” أن “أعظم ما نتعلمه من سيرة هؤلاء الأنبياء، العابدين المحبين، هو التمسك بالنموذج الأخلاقي، واليقين في نصر الله تعالى، رغم قتامة الظروف، واختلال الموازين وهيمنة الظالمين.

وسورة الشعراء، حيث جاء: (واتل عليهم نبأ إبراهيم)، حافلة بهذه الصورة المنتصرة المبهرة، ومن أعلاها وأسماها صورة سيدنا إبراهيم”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 سنوات | 61 قراءة)
.