الصباح

الصباح

الصباح السبت 28 يناير 2023 06:54 م كل شيئ يتكرر قد يُمَل، إلا أن يمضي عليه بعض الوقت قبل أن يتكرر، إلا الصباح فمع أنه يأتي كل يوم؛ إلا أنه يأتي كل يوم بوجه جديد، و إشراق أروع.

     الصباح آية من آيات الله ! يتكرر كل يوم، و لكنه يأتي جديدا كل يوم.

     يالروعة الصباح الجميل؛ جمال يستغرق الجمال، شروق تشرق معه النفوس، و تبتهج الأرواح، و تحلق في ملكوت الله مأخوذة بأٓيات الله، من فجرٍ يطوي الظلمة، و صبحٍ يتنفس بذكر الله«فالق الإصباح.

.

.

.

.

» و شروق ينشر النور، فترى قمم الجبال و قد لوّنها الإشراق بالذهب، و ترى أسفل الجبال أو وسطها و قد تحزّمت باللُّجَين، أو كأنها ارتدت ثياب الإحرام الناصع البياض؛ غمام أبيض يتلبّد أحيانا، و يسير أحيانا أخرى، فإذا أنت مسحور بجمال ساحر أخّاذ «صنع الله الذي أتقن كل شيئ».

     نعم،  يتجدد الصباح،  و للصباح عشاقه المسحورون بجماله، المتطلعون إلى شروقه و انواره، الذين يتجددون معه، يستلهمون منه التجدد، و يعملون مثله على نسج مشاعر التجديد لمحو الظلمة، و نشر النور.

.

!!      الصباح، لا يدرك جماله النائمون، إنمايدرك جماله المتوثبون نشاطا و حيوية، فعشاق الصباح عشاق حقيقيون، يعيشون له،  و يعيشون به، و يجددون به الحياة و يتجددون.

     النائمون لا يجدون جمال الصباح و لا يحسون بجماله، و هم و إن ناموا عن الفجر، و ناموا عن الصباح، إلا أن هؤلاء قد يلحقون بركب الصبح ضحى، و لا يجيرون، و لا يدعون العشق الذي يقوم به الآخرون.

.

!!      لكن ؛ ثمة من يكرهون الفجر و يعادون الصباح.

يكرهون كل ومضة نور؛ ذلك أنهم ألفوا الظلام، و استكانوا لحوالك الليل،  و حتى إن جاء منهم من يتغنى بالصباح  فإنما هم مقلدون، يقلدون عشاقه، و ربما بالغوا في إطراء الفجر و مدح الصباح  لتقديم أنفسهم بأنهم العشاق الحقيقيون للصباح .

.

يفعلون ذلك في محاولة بائسة يائسة لسلب ميزة حب الفجر و عشق الصباح من العشاق الصادقين في عشقهم و حبهم.

     من لا يشارك الفجر في نسج خيوطه، و لا يستمتع مع الصباح في استنشاق نسيمه، و لا يَبل صداه من ندى الشروق، و لا يستروح شذى العبير و الأزهار و هي تسكب عطرها، أو تتفتح للصباح،  فهو ليس من رواد الفجر، و لا من عشاق الصباح.

     الصباح و الشروق، يلازمان التفاؤل و الجمال:        و الذي نفسه بغير جمال   لا يرى في الوجود شيئا جميلا      المتجهم ! أو المتشائم ! لا يرى الصباح،  و لا يحس بجماله، و تذهب به نفسه المتشائمة مذاهب بعيدة عن رؤية الجمال، باحثا عن زوايا مظلمة، و أوهام و ظنون.

     و الأهم الذي يجب أن يتنبه له عشاق الصباح؛ أن يتنبهوا جيدا لأعداء الصباح، و مساعيهم لحجب أشعة الفجر، و دعمهم الرامي لإطالة الليل،  و استمرار الظلمة.

هؤلاء تدفعهم البوم و الخفافيش؛  لأنها لا تعيش إلا في الظلام، و لا تتحالف إلا مع الخرافات.

     و الصباح في أرض السعيدة صباح دائم الإشراق، و إن اعترضه غبار التراب لحظات عابرة، فإنها سرعان ما تتلاشى ليعقبها نور الفجر،  و ضياء الصباح.

     غدا.

.

سيشرق الصباح من جديد، و سينتشر ضياؤه،  و يمتد عهده؛  فللصباح مريدوه،  و للصبح صانعوه.

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 1 سنوات | 55 قراءة)
.