جشع التجار أم غلاء الأعلاف أم الرقابة على الأسواق.. ما سبب ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن في مصر؟

القاهرةـ باتت "منَّة الله حسين" مضطرة إلى التعامل مع زيادة الأسعار في مصر بعد غلاء كافة البدائل التي كانت تعتمد عليها عند غلاء صنف معين، فلم تكن تتخيل يوما أنها ستدفع 170 جنيها (الدولار يساوي 30 جنيها) مقابل الحصول على كيلو من "صدور الدجاج" (بانيه)، لكنها اليوم مضطرة لهذا الأمر بعد أن وصل سعر علبة "التونة" إلى 40 جنيها.

هذه السيدة ليست وحدها التي تشكو التزايد المستمر في أسعار الدواجن واللحوم والتي أصبحت محل حديث مواقع التواصل ووسائل الإعلام والمسؤولين خلال الأيام الماضية.

وللمرة الأولى، تجاوزت أسعار الدواجن حاجز الـ70 جنيها، في حين وصلت اللحوم إلى 250 جنيها للكيلو، رغم الإجراءات الحكومية المتواصلة لكبح جماح الأسعار.

غلاء البدائل وفي حديث للجزيرة نت، تقول حسين إن الأسعار أصبحت تتغير مرة كل أسبوع، وإنها "مضطرة للتعامل معها لأن هناك وجبات تعدّ أساسية لكل أم عاملة وفي مقدمتها الدواجن ومشتقاتها لأنها لا تتطلب وقتا".

ولا أحد يعرف سبب الغلاء؛ لأن كل الباعة يلقون بالمسؤولية كاملة على زيادة سعر الدولار، كما تقول المتحدثة، مضيفة "تكلفة اللحوم والدواجن وخصوصا الأخيرة أصبحت أفضل للعائلات لأنها باتت قريبة جدا من تكلفة وجبات أخرى أقل قيمة مثل التونة، حيث تباع العلبة بأسعار تتراوح بين 25 و40 جنيها، أو البيض الذي وصل إلى 90 جنيها للكرتونة، أو اللانشون الذي يبدأ من 80 جنيها للأنواع غير المعروفة ويصل إلى 170 جنيها".

وتابعت "لن أدفع 120 جنيها في 3 علب تونة بينما سأشتري 3 أرباع كيلو بانيه بنفس السعر أو 2 كيلو أجنحة بـ80 جنيها.

المسألة ليست طلبا على الدواجن أو اللحوم بقدر ما هي محاولة للتوفير".

وتضيف "أسعار سمك البلطي (أرخص الأنواع) كانت تتراوح بين 10 جنيهات و25 قبل عام واحد على حسب الحجم، اليوم تتراوح بين 45 و60 جنيها".

وخلصت المتحدثة إلى أن زيادة السلع الأخرى التي كانت تعد رخيصة في السابق هي التي دفعت بأسعار اللحوم والدواجن للصعود"، مضيفة "لن يتوقف أحد عن الشراء طالما أن أسعار الأطعمة المصنّعة تتزايد بلا توقف، رغم أنها ليست غذاء رئيسيا".

وختمت بالقول "عندما يقترب كيلو اللانشون الموثوق من 200 جنيه فلا بد أن يزيد الطلب على اللحوم والدواجن مهما ارتفع ثمنها".

مواطنة تشكو غلاء أسعار الدواجن مطالبة بمراعاة أحوال المحتاجين بعد وصول سعر الكيلو لـ70 جنيهًا — الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) الأعلاف هي السبب في المقابل، يقول عبد التواب حسن، وهو صاحب مزرعة دواجن، إن العلف هو أساس المشكلة ولا شيء آخر، مشيرا إلى أن سعر طن علف التسمين بلغ 21 ألفا و400 جنيه بعدما كان سعره لا يتخطى 13 ألفا في سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي حديث للجزيرة نت، أضاف حسن أن العديد من أصحاب المزارع قرروا وقف نشاطهم مؤقتا لحين حل هذه الأزمة، مضيفا "سعر الكتكوت زاد من 3 جنيهات في سبتمبر/أيلول الماضي إلى 17 جنيها، واليوم (السبت) يباع كيلو الذبح بـ71 جنيها أي أنه سيصل إلى 80 جنيها للمستهلك".

وخلص حسن إلى أنه "لا حل للأزمة إلا بالإفراج عن مزيد من الأعلاف المستوردة"، لكنه أشار أيضا إلى أن هذا "لن يؤثر في الأسعار طوال الـ 80 يوما المقبلة، أي لحين انتهاء دورة التسمين الحالية".

الحكومة عقدت اجتماعا لبحث تسريع الإفراجات الجمركية للحد من ارتفاع الأسعار (مواقع التواصل ) تحركات حكومية في 24 يناير/كانون الثاني الجاري، عقدت الحكومة اجتماعا لبحث تسريع الإفراجات الجمركية للحد من ارتفاع الأسعار، وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن العمل جارٍ حاليا لتسريع عمليات الإفراج عن السلع من الموانئ.

وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء السفير نادر سعد، في بيان، إن وزير الزراعة المصري "السيد قصير" قال إنه تم الإفراج عن مستلزمات لأعلاف الدواجن بقيمة 135 مليون دولار، خلال أسبوع واحد (292 ألف طن من الذرة وفول الصويا).

وأضاف أن هذه الإفراجات المتتالية "سوف يكون لها تأثير إيجابي على انخفاض أسعار البيض والدواجن واستقرار الأسواق".

وكانت الحكومة المصرية قد أفرجت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن 143 ألف طن من الذرة الصفراء وفول الصويا، من أصل مليوني طن كانت محتجزة بسبب شح الدولار، وذلك في محاولة للحد من زيادة أسعارها، بعد أن اضطر أصحاب مزارع لإعدام الكتاكيت بسبب نقص الأعلاف.

لكن عضو مجلس النواب المصري محمد عبد الله زين الدين، قدم بيانا عاجلا لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، في 21 يناير/كانون الثاني الجاري، قال فيه إن أسعار الدواجن تواصل الارتفاع، رغم الإفراج عن الأعلاف.

وأضاف "كان يجب أن تتراجع الأسعار لكنها بدلا من ذلك ارتفعت بشكل غير مسبوق".

واليوم السبت 28 يناير/كانون الثاني، نقلت جريدة المال المصرية عن عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة في الغرفة التجارية بالقاهرة، أن سعر طن علف الدواجن اليوم يتراوح بين 19.

5 ألف جنيه و22 ألف جنيه وفق الجودة واحتساب تكلفة النقل.

وتوقع السيد أن تشهد أسعار الأعلاف مزيدا من الارتفاع خلال الفترة المقبلة بسبب تماسك الخامات.

أسعار اللحوم والدواجن قفزت بنسب كبيرة خلال الفترة الأخيرة (الجزيرة) أزمة اللحوم سببها التجار ويقول حسن محمد، وهو جزار ومربي ماشية من محافظة سوهاج جنوب مصر، إن ما يحدث في الدواجن هو نفسه ما يحدث مع اللحوم، مشيرا إلى أن زيادة أسعار الدواجن دفعت من يملكون قوة شرائية أكبر لاستبدالها باللحوم مع تراجع الفارق.

وقفزت أسعار اللحوم خلال الأيام الماضية من 160 و190 جنيها إلى 220 و250 جنيها، وفق المنطقة.

وفي تصريح لـ"الجزيرة نت"، قال محمد، إن أسعار الأعلاف ليست السبب الرئيسي لزيادة أسعار اللحوم، وإنما محاولة استغلال الجزارين -وخصوصا جزاري الجملة- للظرف، لا سيما أن أسعار اللحوم المستوردة ارتفعت من حوالي 100 جنيه إلى 150 جنيها للكيلو.

وأوضح محمد أن أعلاف المواشي لا تعتمد على الاستيراد بشكل كبير كما هي الحال في أعلاف الدواجن.

ولفت إلى أن الزيادة في أسعار العلف لم تتجاوز 800 جنيه في الطن طوال الفترة الماضية، حيث وصل طن علف التسمين السوبر، الأكثر تداولا، إلى 13 ألفا و700 جنيه، من 12 ألفا و900 جنيه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهي زيادة لا توازي زيادة الأسعار، وفق قوله، مشيرا إلى أن وجود اللحوم المستوردة ما يزال يكبح تجار الجملة.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 1 سنوات | 48 قراءة)
.