"أم عاصم".. قصة نادرة لامرأة ستينية تحفظ القرآن عن طريق الاستماع فقط

"أم عاصم".. قصة نادرة لامرأة ستينية تحفظ القرآن عن طريق الاستماع فقط

"أم عاصم".

.

قصة نادرة لامرأة ستينية تحفظ القرآن عن طريق الاستماع فقط السبت 28 يناير 2023 07:05 م الصحوة نت - خاص "غرقت عينيها بالدموع وكانت تحاول إخفائها بكفها الذي يكشف عقود الأمومة والعزيمة"، هكذا كان حال "أم عاصم" عندما سألناها عن مشاعرها عقب حفظ القرآن، كان موقفاً مهيباً ولحظة عاطفية لأم قوية بهمة عالية، وهي نادرة في زمن الضوضاء.

في منتصف العقد السادس من عمرها استطاعت "أم عاصم" صناعة معجزة في حفظها للقرآن عن طريق السماع فقط خلال أربع سنوات، رغم أنها لا تستطيع القراءة والكتابة، في واحدة من أبرز قصص التحدي وقوة الإرادة والعزيمة في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن).

وأثناء ذهابنا للقاء بـ "أم عاصم" وأثناء البحث عن منزلها التقيناها بالصدفة وكانت تمشي بين حرارة الشمس وتحمل في يدها كيسا أبيضاً، وتمشي بهدوء الكبار وتأمل المؤمن الذكي المكافح، وقال أحدهم إنها "إنها المرأة التي ستصبح أنموذجا يحتذى به، ورمزا للتحدي والعزيمة والإصرار".

في منزلها الواقع في تلة صغيرة، بمديرية المظفر، استطاعت "أم عاصم" (65 عاماً) بعزيمة لا مثيل لها حفظ القرآن الكريم وأثناء حديثنا معها وجدنا امرأة قوية لطيفة تتوقد بالحيوية وعلو الهمة، وكأنها في مقتبل العمر وهي تسرد قصتها الفردية.

  همة تحارب الظروف وقالت لـ"الصحوة نت"، إنها خصصت غرفة خاصة لها لحفظ القران الكريم، بعيدا عن إزعاج وضوضاء الحياة، وبدأت أول خطوات المشوار المبارك عبر الاستماع للمسجل، ثم انتقلت الى القلم القارئ، (وهو جهاز ناطق بالقرآن وبمجرد ملامسة رأس القلم لأي آية بالقران الكريم يقوم بقراءتها)، ومن ثم بدأت الذهاب إلى المسجد للقراءة على معلمتها والتسميع عندها.

  ورغم مشقة الطريق بين حرارة الشمس، وكبر السن، إلا أن "أم عاصم" لم تبالي بكل هذه المعوقات وتحدت كل الصعاب وقررت ان تعيش مع القران، وتجعله خاتمة مسك لحياتها، وبذلت كل ما بوسعها وسخرت كل وقتها لحفظ كتاب الله عز وجل، حتى استطاعت حفظة وتحقيق أمنيتها.

كانت تقطع المسافة الطويلة كل يوم بهمة ونشاط، حتى تصل للمسجد المخصص للحفظ، وكانت تدعو الله دائما أن يساعدها في تحقيق حلمها بحفظ القرآن، وقالت أم عاصم: "أنها كانت توزع الراتب الشهري لولدها الشهيد وتقوم بتوزيعه على مدرسات التحفيظ كمكافأة نظير جهودهن في تعليم القران الكريم، ورغم بساطة المبلغ إلا أنها اعتبرته تشجيع وحث لفاعلي الخير على المساهمة في رعاية حلقات القران الكريم".

وعن الأوقات المفضلة للحفظ تقول، أم عاصم أنها كانت تبدأ الحفظ من بعد صلاة العشاء وحتى التاسعة مساء، وتراجع ما سبق حفظه من العاشرة وحتى الحادي عشر ليلا، وهكذا كانت هي حياتها ليلا مع حفظ القران ونهارا مع مراجعة ما حفظته، فكانت حياتها قران ليلا ونهارا.

  4 سنوات من الإصرار على هذا الحال استمرت أم عاصم 4 سنوات متتالية، ورغم كبر سنها وهي أم 11 من الأبناء والبنات، حتى اتمت حفظ كتاب الله الكريم، وأكثر من شجعها ووقف بجانها أولادها حيث قالت: "إنها كانت تتلقى الدعم والتشجيع والمساندة في فتره تعليمها التي مرت بها من جميع أولادها وبالأخص البنات بحكم قربهن منها، وكانت تسمع ما حفظت عند إحدى بناتها قبل الذهاب إلى معلمة القرآن".

في منتصف طريقها للحفظ، واجهت أم عاصم صعوبة بالغة حيث اضطرت معلمة القران التي كانت تتعلم على يدها على ترك الحلقة، لعدم توفر رعاية للحلقة ولأنها ملزمة بتوفير مصاريف العيش، فانتقلت إلى مكان آخر، الأمر الذي تسبب بترك أغلب الطلاب للحفظ، إلا أنها بحثت عن معلمة أخرى وبدأت مشوارها من جديد.

  وقالت: "حاولت المعلمة الجديدة أن تقنعي بانشغالها بسبب كثرة طلابها، وقلة وقتها، ظنا منها أنى امرأة كبيرة وقد لا تستطيع الحفظ، إلا أني أصريت عليها حتى اقتنعت أن لدى عزيمة للحفظ وغيرت اعتقادها الخاطئ".

وتابعت الحديث قائلة: " اتفقت مع المعلمة على أن تسمع ما حفظته، عندما تنتهي من تعليم طلابها"، وعندما رأت المعلمة إصرارها وقوة عزيمتها ضمتها الى حلقتها واستمرت تكافح وتتقدم نحو حلمها حتى بلغت غايتها.

ليس فقط الحفظ لذاتها هو ما يشغل "أم عاصم" إنها مهتمة أيضاً بالعمل على تشجيع الفتيات والنساء على ذلك ومساعدتهن في ذلك.

وخلال حديثنا معها قالت إنها تريد أن تطلق دعوة - عبر موقع "الصحوة نت"  فاعلي الخير وأصحاب المال أن يستكملوا جامع النساء الذي يدخل عامه الثالث بدون استكمال في الحي الذي تسكنه، وكذا رعاية حلقات حفظ القرآن.

 

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 1 سنوات | 52 قراءة)
.