هل يعد نظامنا الشمسي استثناء في الفضاء.. ولماذا لم يعثر العلماء على أي شبيه له حتى الآن؟

رغم عثور العلماء على أكثر من 4 آلاف كوكب خارجي (exoplanet) تدور حول نجوم بعيدة في مجرة درب التبانة، فإنهم لم يجدوا نظاما كوكبيا يشبه نظامنا الشمسي حتى الآن، فربما يكون نظامنا الكوكبي هو الوحيد من نوعه في الكون.

ووفقا لموقع "" (Science Alert)، فقد دفع هذا بعض العلماء إلى استنتاج أن المجموعة الشمسية يمكن أن تكون استثناء، وأن الظروف التي شكلت كوكب الأرض وساعدت في عملية التكاثر فوقه -حسب رأيهم- يصعب تكرارها.

ومنذ الاكتشاف التاريخي لأول كوكبين يدوران حول نجم خارج نظامنا الشمسي عام 1992، ظن العلماء أنهم سيعثرون بالتأكيد على نظام يتكون من نجوم وكواكب يشبه نظامنا الشمسي، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل حتى الآن.

فقد تم اكتشاف الآلاف من "الكواكب الخارجية" التي تدور حول نجومها في مجرة درب التبانة.

ولكن الشيء الوحيد المؤكد عن هذا العالم الجديد هو أنه لا يوجد شيء آخر مثل نظامنا، وأن هذه الكواكب التي تم تحديدها غير ملائمة للحياة وأن معظمها يدور حول النجوم بشكل قريب جدا لدرجة أن درجات الحرارة ستكون أعلى بكثير، بحيث يستحيل معها وجود حياة على هذه الكواكب.

كم عدد الأنظمة الشمسية في مجرتنا؟ وفقا (Nasa)، فإن نظامنا الكوكبي هو الوحيد الذي يُطلق عليه رسميا اسم "النظام الشمسي"، وذلك بالرغم من اكتشاف علماء الفلك لآلاف الكواكب الأخرى في مجرتنا.

ومن المحتمل أن يكون هناك عديد من أنظمة الكواكب في مجرتنا التي تنتظر من يكتشفها، فشمسنا هي مجرد نجم من نحو 200 مليار نجم في مجرة درب التبانة.

وهذا يعني وجود احتمالات لا حصر لها لوجود كواكب خارجية، إلا أن قدراتنا التقنية والعلمية محدودة في اكتشافها.

وربما مع استمرار العلماء في البحث، سيجدون مزيدا من الأماكن التي تشبه مجموعتنا الشمسية.

لكن القضية أكثر تعقيدا بكثير، إذ إن علم الكواكب الخارجية محدود بمحدودية قدراتنا التقنية.

معظم الكواكب الخارجية تقع في مدارات أقصر بكثير من مدار الأرض حول الشمس (شترستوك) كيف يختلف نظامنا الشمسي عن الجميع؟ حينما اكتشف علماء الفلك الكواكب الأولى التي تدور حول نجوم أخرى في منتصف التسعينيات، كانت إحدى المفاجآت الكبيرة أن هذه الكواكب تتكون من صخور وسوائل وغازات، وبعضها أصغر من الأرض، بينما البعض الآخر أكبر من أي من كواكب النظام الشمسي.

وتدور بعض هذه الكواكب حول نجوم في غضون ساعات قليلة، بينما يستغرق البعض الآخر عدة آلاف من السنوات الأرضية حتى يكمل مدارا واحدا حول النجم المتعلق به.

مع العلم أن أطول مدار تم اكتشافه حتى الآن يستغرق 900 ألف سنة أرضية ليكتمل.

ويقع العدد الأكبر من الكواكب الخارجية في فئة غير ممثلة حتى في نظامنا الشمسي، وهي كواكب تشبه كوكب نبتون في كونها مغطاة بالغاز، إلا أنها أصغر من نبتون وأكبر من الأرض.

كما أن بعض هذه الكواكب تشبه الأرض إلى حد ما، لكن نصف قطرها ضعف قطر الأرض، ولا يوجد لدينا أي شيء من هذا القبيل في مجموعتنا الشمسية أيضا، وأحد الكواكب المعروف باسم "الأرض العملاقة" تبلغ كتلته 8 أضعاف كتلة الأرض.

وتقع معظم الكواكب الخارجية كذلك في مدارات أقصر بكثير من مدار الأرض حول الشمس، وأكثر من نصف هذه الكواكب لديها مدارات تقطعها في أقل من 20 يوما.

معظم الكواكب الخارجية تدور حول نجوم منفردة مثل الشمس (شترستوك) وقد وجد العلماء كذلك أن معظم الكواكب الخارجية تدور حول نجوم منفردة مثل الشمس، ولكن 10% منها موجود في أنظمة متعددة النجوم.

أحد تلك الكواكب يُدعى "كبلر" (Kepler-16b)، وهو يدور حول نجمين.

وفي نظام كوكبي آخر يسمى "ترابست" (TRAPPIST-1)، توجد 7 كواكب بحجم الأرض وهي قريبة نسبيا من بعضها، بحيث لو كان بمقدورك الوقوف على سطح أحدها فقد ترى الكواكب الستة الأخرى في الأفق.

من ناحية أخرى، وجدت نتائج أجرتها عالمة الفيزياء الفلكية لورين فايس من جامعة مونتريال، أن نظام الكواكب في المجموعة الشمسية لدينا مختلف كثيرا مقارنة بـ909 كواكب خارجية تدور حول 355 نجما في مجرة درب التبانة.

فقد وجدت أن تلك الكواكب التي أجرت مسحا لها، تميل للانقسام إلى نمطين لم يتوقعهما الباحثون، ففي الأنظمة الشمسية الأخرى ذات الكواكب المتعددة تكون الكواكب أكثر تشابها في الحجم مع بعضها بعضا، كما أن المسافات بين مدارات الكواكب كانت متساوية إلى حد ما.

في المقابل، إذا نظرت إلى رسم تخطيطي لنظامنا الشمسي، سترى أن لدينا كواكب من جميع الأشكال والأحجام  وأن المسافات بين المدارات حول الشمس تختلف بشكل كبير.

الكواكب الخارجية فريدة ومختلفة عما هو في نظام المجموعة الشمسية (شترستوك) هل يمكن العثور على شبيه لكوكبنا؟ يقول جونتي هورنر، عالم الكواكب من جامعة جنوب كوينزلاند لموقع ساينس ألرت، إن "علم الكواكب الخارجية له تاريخ في تخييب توقعاتنا فيما يتعلق بالعثور على شبيه لنا يتضمن وجود حياة أو ظروف مناسبة للبدء في ذلك"، ويضيف "لدينا هذا الافتراض الضمني أن جميع أنظمة الكواكب ستكون على هذا النحو، إما  كواكب صخرية صغيرة جدا بالقرب من النجم أو كواكب غازية عملاقة على بعد مسافة كبيرة جدا من نجمها".

ويضيف هورنر أنه "من الصعب جدا علينا العثور على أشياء مثل النظام الشمسي، فهي تتجاوزنا قليلا من الناحية التكنولوجية في الوقت الحالي ومن غير المرجح أن نتمكن من العثور على عطارد والزهرة والأرض والمريخ حول نجم مثل الشمس".

ما مدى سهولة العثور على كواكب حول نجوم أخرى؟ وفقا لموقع "" (The Science Behind Space)، فإن ذلك يعتمد على الطريقة المستخدمة للعثور على الكواكب، كما أن رؤية كوكب يدور حول أقرب نجم إلى الأرض عن طريق التصوير المباشر، أي اكتشاف الضوء المنعكس منه أو الأشعة تحت الحمراء المنبعثة منه، ليست بالأمر السهل.

عندما يتعلق الأمر بمحاولة فهم الكواكب الخارجية يقارن العلماء بين ما تم اكتشافه بالفعل وبين نظامنا الشمسي (شترستوك) أقرب النجوم المجاورة لنا تقع على بُعد تريليونات الكيلومترات، وجميعها ضخمة ومشرقة للغاية مقارنة بأي كواكب تدور حولها، مما يجعل من الصعب رصد الكواكب، إنها أشبه بمحاولة رؤية حشرة بجوار كشاف ضوئي.

لكن التلسكوبات وطرق معالجة البيانات الفلكية التي تجمعها أصبحت متطورة للغاية بحيث يمكنها القيام بذلك وأكثر.

ويمكن لعلماء الفلك كذلك اكتشاف الكواكب بطرق أخرى غير التصوير المباشر.

على سبيل المثال، فهم يرصدون البعض منها من خلال الاهتزازات التي تنتجها الكواكب في النجوم التي تدور حولها.

إضافة إلى أنه تم العثور على البعض الآخر بسبب انخفاض طفيف في الضوء الصادر من النجوم عندما تمر الكواكب أمامها.

فعندما يمر كوكب أمام نجم، فإن ضوء النجم يخفت بمقدار ضئيل لكن يمكن قياسه.

وفي الوقت الحالي، عندما يتعلق الأمر بفهمنا للكواكب الخارجية، فإن العلماء يقارنون بين ما تم اكتشافه بالفعل وبين نظامنا الشمسي.

ولكن ما زال ينقصنا المعلومات حول ما لم يتم اكتشافه، فهناك كثير مما لم نتمكن من رؤيته بعد.

وهذا في سبيله إلى أن يتغير، وربما نجد في المستقبل أن نظامنا الكوكبي الصغير ليس وحيدا في الكون.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 1 سنوات | 46 قراءة)
.