مع الشروق: مبادرة الاتحاد وتعدّد الخصوم

مع الشروق: مبادرة الاتحاد وتعدّد الخصوم

                                                                                                                                                                                                                                         شكرا على الإبلاغ!سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

موافق مع الشروق: مبادرة الاتحاد وتعدّد الخصوم نشر في يوم 28 - 01 - 2023 أعلن أمس الرباعي الاجتماعي ، صاحب مبادرة الإنقاذ تركيبة اللجان الثلاث التي ستقدم خارطة الطريق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإنقاذ البلاد من أزمتها .

ولا تبدو هذه الخطوة الأولى كافية للحكم على المبادرة التي لم تتوضح معالمها بعد ، ومازال الاتحاد وشركاؤه الثلاثة لم يحسموا تفاصيلها ومآلاتها وحتى تركيبتها التي تبقى مفتوحة لإضافة شخصيات أخرى .

كما لم يحسم الرباعي في موعد إتمام المقترحات ، وبدا غير متسرع لوضع سقف لانتهاء أعمالها، كما لم يحسم بعد في امكانية مشاركة الأحزاب السياسية من عدمها .

وبالاطلاع على تركيبة اللجان الثلاث المعلنة ، ودون الطعن في كفاءة المنتمين اليها ، يتضح بيسر وأغلبهم لهم حضور في المشهد الاعلامي ومواقفهم السياسية معروفة ، وتشي بأن انقاذ البلاد عند جلهم يقتضي انهاء مسار قيس سعيد والغاء كل الإصلاحات السياسية التي قام بها .

ولا ينسحب هذا الكلام على اللجنة السياسية فقط ، بل ايضا على اللجنتين الاقتصادية والاجتماعية .

واذا كان تشخيص اتحاد الشغل وشركائه للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي صحيحا ، واذا لا يمكن الشك في حسن نواياهم من خلال مبادرة الإنقاذ التي تهدف الى صياغة برنامج متكامل وعقلاني حول كيفية إنقاذ البلاد، فإن تفاعل رئيس الجمهورية مع المخرجات التي ستعرض عليه ليس مضمونا بل قد يكون ذلك معدوما ، ليس فقط لأن الرئيس متمسك بآرائه وتنفيذ مشروعه ، ويرفض التشاركية وكل أشكال الحوار ، كما يقول خصومه ، بل لأنها لا تبدو تحت سقف 25 جويلية ، بل هي أقرب الى طروحات أحزاب المعارضة ( جبهة الخلاص و التيار الديمقراطي وعديد الشخصيات والجمعيات ) التي ما انفكت تنتقد المبادرة قبل انطلاقها وتشدّد على كونها تتم تحت سقف 25 جويلية ، الذي تعتبره انقلابا ، وترى انها تتجه الى أصل المشكل وبالتالي لا يمكن لها النجاح .

ولا يغيب عن قادة اتحاد الشغل أن لا أحد من المحيطين بالرئيس ومن أنصار مشروع 25 جويلية يهتم بمبادرة الرباعي ويراها سبيلا للإنقاذ ، بل أن الناطق الرسمي للمنظمة الشغيلة صرّح بأن أنصار الرئيس يعتبرون مبادرة الحوار إنقاذا للنهضة .

واذا كانت المبادرة تنطلق في خطوتها الأولى بحجم كبير من الانتقاد وعدم القبول ، وبإحساس الاتحاد بأنه مستهدف من السلطة ، فلا يتوقع لها النجاح ، أو كأنها ولدت ميّتة أو أن الاتحاد لا يريد أن يتفاعل معه الرئيس ليجد الأعذار للنزول الى الشوارع و احتلالها مثلما كان يلوح قادته منذ أسابيع، وبالتالي الالتحام مع مطالب المعارضة التي تستهدف انهاء فترة حكم قيس سعيد والغاء كل الخطوات التي قام بها وبالتالي العودة الى ما قبل 25 جويلية.

نجم الدين العكّاري انقر لقراءة الخبر من مصدره.

مواضيع ذات صلة لدينا 83560549 خبرا ومقالا مفهرسا.

تونس      |      المصدر: تورس    (منذ: 1 سنوات | 32 قراءة)
.