جريمة تفجير مسجد الرئاسة.. 12 عاماً على استهداف النظام الجمهوري واليمن الواحد

جريمة تفجير مسجد الرئاسة.. 12 عاماً على استهداف النظام الجمهوري واليمن الواحد

تحل الذكرى الثانية عشرة على أبشع جريمة إرهابية في تاريخ اليمن، هي في علم الجنايات "جريمة جنائية"، ولكنها اليوم بالنسبة لملايين اليمنيين "استهداف للنظام الجمهوري والوطن الواحد ومصير شعبه المشترك".

.

أراد منفذوها أن تصْلي الدولة والشعب في نار حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، فأراد لهم المستهدَف الأول والأخير فيها، الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح أن تكون عليهم والشعب أجمعين برداً وسلاماً.

تستحضر الذكرى الـ12 لجريمة تفجير مسجد دار الرئاسة اليمنية، أبعاد المشروع الإجرامي السلطوي والتمزيقي لمنفذيها، الذي لم يكن في حقيقته يستهدف رئيس الجمهورية الشهيد علي عبدالله صالح وقيادات ورموز الدولة فحسب، بقدر استهدافه دولة بنظامها وأركانها، ومصير شعب لم يؤمن ذات يوم بالمشاريع الصغيرة.

واستشهد في الجريمة الارهابية التي نفذت في أول جمعة من شهر رجب للعام 1432هـ، دونما احترام لقدسية الشهر أو بيت الله، 13 قياديا بارزا، وأصيب آخرون، على رأسهم الرئيس علي عبدالله صالح، ورئيس الحكومة علي محمد مجور ورئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.

ويجمع مراقبون على أن النظام الصلب والدولة الواحدة وقفا حاجزا منيعا أمام أصحاب المشاريع الصغيرة، كان لا بد لمنفذي الجريمة -التي لا يمكن لطرف أو جماعة بعينها تنفيذها دونما تخادمات وتفاهمات جمعية- من تحطيم هذا الحاجز، وهو ما تشير إليه تفاهمات ولقاءات وتنازلات لاحقة، وهي ذات القراءة بالنسبة لخبراء دوليين ومتخصصين في شؤون الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.

صالح والديمقراطية عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الديمقراطي ناجي بابكر، فأكد أن استهداف النظام بدأ قبل العام 2006م، بعد أن أراد الرئيس صالح تثبيت التجربة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية والمحلية وقبلها كانت البرلمانية.

وأشار "بابكر" في حديثه لوكالة خبر، أن تجربة الديمقراطية اليمنية في الاختيار المباشر لرئيس الجمهورية، أفزغت وأزعجت الداخل والخارج، لقيادتها في المنطقة العربية ككل، لا سيما واليمن تخطت فيها مرحلة التجريب إلى إرساء المداميك في ثلاث فترات، اثنتان منها حقق فيهما مؤسسها الرئيس صالح فوزا ساحقا، واختيار عبدربه منصور هادي بالتزكية رئيسا في الثالثة.

الرئيس صالح، قائد حكيم وشجاع، وسياسي استثنائي، وزعيم شعبي لا يتكرر أمثاله بسهولة.

.

هذا ما يمكن أن نقرأه من مسيرة رجل حكم اليمن نحو 33 عاما دون تفريط بالأرض والإنسان.

.

الأرض التي لم يساوم فيها، والإنسان الذي لم يتنازل عنه حتى وإن كان في معتقلات خارجية، ليظل مدافعا عنه ومطالبات لتحريره حتى يكون له ذلك، وله في هذين المجاليت تجارب كثيرة.

.

فهذا هو صالح ومشروعه العائلي، والحديث هنا ما يزال لبابكر.

وأشار إلى أن استهداف الرئيس علي عبدالله صالح ورفاقه في مسجد الرئاسة، هو استهداف للنظام الجمهوري، الذي عكفت عدد من التنظيمات والمكونات الدينية والسياسية على تفتيته حتى أوصلته إلى ما هو عليه اليوم، وتبادل صفقات أسرى تضمنت تهريب الحوثيين متهمين مدانين في هذه الجريمة، مقابل إطلاق سراح قيادات حوثية وقعت في أسر القوات الحكومية بجبهات مأرب وتعز.

وكانت قد ذكرت صحيفة الاتهام ومحاضر التحقيق والاعترافات والأدلة والقرائن في وقائع جريمة تفجير المسجد أن من تم تهريبهم خارج البلاد، من منفذي الجريمة، هم: (فصل محمد صالح ذيبان، لبيب مدهش علي حزام، محمد أحمد علوان الحميد، محمد أحمد حزام الغادر وعبد الرحمن الوشاح).

يأتي ذلك امتداداً لمخالفات قانونية سابقة، ارتكبها تنظيم الإخوان، بعد الأحداث السياسية لعام 2011م، وسيطرته على مفاصل الأجهزة القضائية، وتحديدا في 13 يونيو 2013م، حيث قام بإطلاق نحو 17 شخصا من المتورطين في التفجير.

ويستحضر الصراع والاحتراب لـ12 عاماً من عمر الجريمة، سباق التنظيمين المحموم على تسيد المشهد الإقصائي والعنصري بعيدا عن المصلحة الوطنية الجامعة، ليعاني أكثر من ثلثي سكان البلاد من أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم.

اقرأ المزيد: اخبار من القسم

اليمن      |      المصدر: وكالة خبر    (منذ: 1 سنوات | 72 قراءة)
.