معايير الكاتب الحقيقي

الكاتب الحقيقي لا يكتب بهدف الشهرة، ولكن يكتب لعدم استطاعته كتمان البوح داخله، ولا السيطرة على الأفكار التي تتصارع داخله، وتتحرق شوقاً للخروج؛ لكي ترتمي بأحضان الأوراق، وتخطها أقلامه ويصيغ من خلالها مفردات الحياة.

سمات الكاتب الحقيقي (الصورة من pexels) والكاتب الحقيقي هو الذي يُسهم في التأثيرعلي جمهوره بصورة إيجابية؛ بأفكاره الموضوعية، وآرائه الثرية، وصياغاته العميقة.

"سيدتي" التقت بالكاتب سعيد عبد العزيز، عضو اتحاد مصر؛ ليحدثك في السياق التالي عن معايير الكاتب الحقيقي.

يقول عبد العزيز لـ"سيدتي": الكاتب الحقيقي هو الذي يحو بصياغاته المتعددة متسقاً مع المبادئ البشرية، حيث يغرس فينا بأسلوبه حب الطبيعة والفن والعلم والثقافة، وهو من يجيد التعبير عن أفكاره وعواطفه بدون تعصب أو عنصرية.

.

• سمات الكاتب الحقيقي أهم صفات الكاتب الحقيقي الموهبة والإتقان (الصورة من pexels) - تحديد الهدف من الكتابة الكاتب الحقيقي لا يكتب من أجل المال، أو المجد، أو الشهرة، ولكن من أجل الرقي بالفكر الإنساني وتقريب الحقائق إلى الأذهان، وإيصال رسالة مفيدة إلى جمهوره، وبهذا النوع من الكتابة والكتّاب؛ نسمو ونرتقي ونستفيد، فنجده دائماً يشعر بضرورة ملحّة في البوح للناس بما يكتبه.

- الموهبة والإتقان الموهبة وحدها لا تكفي لخلق كاتب حقيقي، ولكن لابد من إثرائها بالدراسة أو بامتلاك ثقافة قوية؛ تمكنه من إفراز كلمات منمقة وسهلة؛ أي لابد أن يكون الكاتب موهوباً في التعبيرعن أفكاره بالحروف والكلمات، والكتابة بالنسبة له تمثل ممارسة تلقائية لا تحتاج إلى عناء أو جهد؛ إذ من السهل أن تنساب الجمل والعبارات على قلمه بمجرد أن تحل الفكرة في رأسه.

- الالتزام بمعايير القراءة أساس موهبة الكتابة هي القراءة المستمرة؛ إذ لا يوجد كاتب حقيقي بدون سجل حافل من القراءات التي تَشبّع بها وأثرت حصيلته اللغوية بالكلمات، فـ هي وسيلة استقبال معلومات الكاتب، ولابد أن تكون صحيحة ومتناسقة ومتلائمة مع قواعد اللغة العربية، ومرتبة، بحيث يكون هناك تسلسل للأفكار، فلا يجب أن يقفز المتحدث من موضوع لآخر، لأنه بهذه الطريقة يخاطر بفقدان الفكرة الأصلية التي يتحدث عنها، وينشغل بالعديد من الأفكار الثانوية التي ليس لها علاقة بالفكرة نفسها.

أهم صفات الكاتب الحقيقي الإلمام بالمهارات اللغوية (الصورة من pexels) - الإلمام بالمهارات اللغوية إن اللغة هي الأداة التي يتم عن طريقها توصيل المعلومات والأفكار من عقل إلى آخر، ولا يتحقق ذلك (التوصيل) بطريقة علمية سليمة إلا عند الإلمام التام بقواعد اللغة المستخدمة؛ من أجل التعبير عن الأفكار والمشاعر ووجهات النظر، وباستخدام هذه اللغة كوسيط لنقلها وتقديمها للآخرين في شكل موضوع مكتوب، لذلك لابد للكاتب الحقيقي من الإلمام بالمهارات اللغوية.

تابعي المزيد: - كتابة عناوين محتوى جذابة للقارئ كتابة العنوان بشكل جيد ربما تعادل أهمية كتابة الموضوع ذاته وجودة محتواه، والعنوان غير الجيّد في الصياغة لا يلفت انتباه القارئ، ولا يحفزه على قراءة الموضوع، فمفاجأة القارئ بالعنوان، طريقة جيدة وفعالة؛ حتى تشجعه على زيارة الموضوع وإكمال القراءة، أو تضع له سؤالاً مباشراً أو غير مباشر؛ يشجعه ويحفزه لقراءة الموضوع، ويجب أن يرتبط السؤال بما تكتبه له وبما يؤرقه أو يحبه.

- عدم اللجوء للاقتباس فالأديب الحقيقي الموهوب، يكتب ما يشعر به، وما يتوارد له من خواطر وأحداث، ولا يلجأ لاقتباس مجموعة من الجمل بغرض تكملة كتاباته، فالعمل هنا سيصبح بلا معنى ولا قيمة له.

أهم صفات الكاتب الحقيقي المقدرة على التلخيص (الصورة من pexels) - القدرة على التلخيص التلخيص هو تقليل عدد الكلام المستخدم في الكتاب أو الموضوع، وتعدّ كل عملية تلخيص اختصاراً؛ وهو مقدرة الكاتب الحقيقي على استخدام أسلوبه الخاص؛ لإيصال قدر معين من المعلومات، لسهولة فهم الآخرين لها، إذ لابد من احتواء الملخص على جميع الأفكار الأساسية للموضوع، ولابد من المحتوى بشكل كامل؛ حتى لا تقع أخطاء في المحتوى.

- وضع نفسه مكان القارئ فالكاتب بدون قارئ يتفاعل بما يكتبه، فلا قيمة للعمل، والكاتب الذي يكتب بدون في القارئ؛ فإما يفعل ذلك من أجل أن يشعر أنه كاتب، أو من باب الراحة النفسية، والكاتب الذي يكتب ومهتم بعدد القراء، ولكنه لا يهتم بالتأثير الذي تحدثه كتاباته، فهذا يكتب لمجرد التسلية ليس إلا، ولكي ينجح الكاتب في ذلك؛ يجب أن يفهم الجمهور الذي يخاطبه.

- الاختلاء بالنفس الكاتب الحقيقي يسعى دائماً إلى الاختلاء بالنفس أثناء الكتابة، والاستقلال بفِكره وإنماء عقله بكل ما هو مفيد للمتلقي، ومناقشة الحدث كما يراه؛ ليمارس ، ويمنح من ذاكرته ما تختزنه من هواجس وأفكار، ويعتبرها مرتكزاً للنهوض بالإبداع إلى الأفضل، وبالخلوة مع النفس؛ يستطيع الكاتب الحقيقي مع نفسه، بعيداً عن الأصوات والضوضاء وضغوط الحياة، أن يثري عقله بالمعلومات الثقافية التي لها مضمون شامل، والوصول إلى الهدف المنشود، فتتحرك العاطفة وينشط الوجدان.

تابعي المزيد:

منوعات      |      المصدر: مجلة سيدتي    (منذ: 1 سنوات | 58 قراءة)
.