الفطرة.. وتكاملية المرأة مع الرجل

أنثى، نساء، امرأة.

.

الأنثى تميز الجنس، فهي الأم والبنت والطفلة والزوجة والأخت، أما النساء فهن البالغات قيد الزواج، وبالنسبة إلى لفظة المرأة فهي منسوبة إلى الزوج.

(١) ذكر، صبي، رجل.

.

الذكر يميز الجنس فهو الأب والولد، والطفل، والزوج، والأخ.

وتحضر المرأة في مختلف الخطابات الإنسانية بوصفها قرينة الرجل، سواءً باعتبارها زوجة أو معشوقة أو أخت أو أم، وفي كل الأحوال تلعب دور المساعد والمحفز للرجل في القيام بوظيفته الاجتماعية.

(٢) على ضوء ذلك فإن العملية تكاملية بين المرأة والرجل، فلا تكن الحياة ولا تستقيم إلا بهما، وكلا الطرفين يكمل مسيرة الآخر في عمارة الأرض؛ لأن الحالة الفردانية مناقضة للفطرة والطبيعة الإنسانية، فالله سبحانه عندما أوجد آدم على الأرض، لم يتركه فرداً وحيداً، إنما أوجد معه أمنا حواء.

هنا يأتي دور التنشئة الاجتماعية والتربوية في ترسيخ هذا الجانب الفطري التكاملي وتنميته في روح الإنسان كي يرتقي حضارياً.

لقد ركز العديد من الباحثين على دراسة موضوع التنشئة الاجتماعية، وكيف أن هذه العملية هي المسؤولة عن التمييز بين دور الرجل ودور المرأة وتوقعات دور كل منهما.

(٣) وبالتالي لابد من الرجوع إلى الفطرة، البياض الداخلي لنكون (صفحة بيضاء)، «والذي يقصد به العقل قبل تلقيه أي انطباعات خارجية» (٤)، للتخلص من كل الأفكار والشوائب التي تراكمت عبر الزمن في عقلي (كامرأة) وعقلك أنت (كرجل)، والتي تم تلبيسها لبوس المساواة والحقوق بصفة سلبية ملغومة هدفها تدمير العلاقة الفطرية السليمة.

إن كل مشاكلنا الاجتماعية من عنف، طلاق، صراع، قذف، تعصب.

.

إلخ، تأتي كخلفية متراكمة وناتجة من هذه الانطباعات السلبية المشحونة بخطاب (الأنا) التي لا تقبل الآخر وتشن الحرب عليه، وهذا ما يجعل الحياة صعبة مليئة بالتجاذبات والصراعات التي لا جدوى منها! إن ذلك يعطل من مسيرة الفرد، الأسرة، المجتمع، ويفكك بنيته من الداخل، وهذا أخطر ما في الأمر برمته.

.

فمن هو المستفيد؟! كل ما نحتاجه اليوم يتمثل في الرجوع إلى طبيعتنا الأولى والتطهر من أدران كل الأفكار والمعوقات التي تضع الرجال في عالم والنساء في عالم آخر! فالأصل أن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه: (وجعل بينكم مودة ورحمة).

المراجع: (١) شبر، الفقيه، المرأة العربية المعاصرة وإشكالية المجتمع الذكوري.

(٢) ابراهيم، الحجري، رمزية المرأة وتمثلاتها، مجلة تراث، العدد ١٨٦ (٣) موسوعة علم الانسان، شارلوت سيمور _ سميث.

(٤) المرجع نفسه.

 

منوعات      |      المصدر: مجلة سيدتي    (منذ: 1 سنوات | 60 قراءة)
.