المجالس المحلية ولتذكير المنصفين

المجالس المحلية ولتذكير المنصفين

المجالس المحلية ولتذكير المنصفين الجمعة 25 نوفمبر 2022 06:27 م تسع سنوات مضت منذ أن تمكن مخطط القذارة من الغدر بالعاصمة صنعاء جاعلا من الحوثي أداة أقذر لتنفيذ ذلك المخطط بالتعاون مع حلفائه المحليين و الخارجيين.

بعد كل هذه الفترة وما يزال الذهول من مكر المخطط قائما، وماتزال بعض التساؤلات بلا إجابات؟ و إذا كان الشعب اليمني يدرك حجم التحالف الانقلابي، و يدرك مساحة التخاذل الداخلي ؛ فإنه مايزال يبحث عمن وراء ذلك التمويل المهول الذي حصل عليه الحوثيون يومها، و عن سر الخدمات المجانية التي قدمتها أطراف كثر للمشروع الإيراني، إلى حد الدور الذي لعبته بعض ما كان يسمى بالدول الراعية، التي انقلبت من رعاية لوائح ، و أنظمة و قوانين إلى رعاية عصابة، ناهيك عن التساؤل الذي يتركز حول التصريحات المتكررة التي كان يسردها وزير الدفاع الأسبق - حينها - و الذي كان يردد تباعا : أن القوات المسلحة ستقف على الحياد.

.

!! تحييد جيش الدولة ضد أن يقوم بواجبه تجاه عصابة عسكرية .

.

!! ما تزال التساؤلات بلا إجابات، و ماتزال أطراف التربص تمارس ألأدوار القذرة، و تقديم الخدمات المجانية للمشروع الإيراني.

.

!! بعد الغدر الماكر بمحافظة إب في منتصف شهر أكتوبر - و مخطط القذارة كله سار على المكر و الغدر -  تعاظمت مخاوف تعز و أبنائها، و في أواخر شهر نوفمبر من سنة 2014 عقد المجلس المحلي لمحافظة تعز اجتماعا  ضم وكلاء المحافظة و مسؤولين مدنيين و غيرهم، و كان المحافظ يومها خارج اليمن .

يومها طرح في اللقاء استفسار واحد يقول : ماذا لو هاجم الحوثي تعز، هل نتصدى له، أم نسالم ونسلم له المدينة؟ كان فيما بدا من النقاش أن ذلك الاجتماع قد نوقش مسبقا من عدد من هؤلاء الحاضرين، و من أن هناك توجيهات جاءتهم من مكان ما كالتي جاءت لمن في محافظة إب أن المسألة لن تتجاوز حد التقاط صور مع مجاميع من المليشيا، و تبقى الأمور كما هي عليه.

وبدا من اجتماع تعز أن ثمة ترتيب  لتوجيه النقاش بحيث يفضي الاجتماع بعد تشاور يظهر  الحرص على المدينة، وعدم تعريضها لأي معركة، وقد أيد الذين كانوا قد اجتمعوا مسبقا واتخذوا قرارهم مسبقا،  و أيضا بحسب التوجيهات التي وصلتهم، فقالوا لو سمحنا للحوثي بالدخول وسلمنا المحافظة لهم فإننا سنكون قد سلكنا مسلك محافظات سبقتنا بالاستسلام، وأننا فعلنا مثلهم، وبالتالي فلا لوم علينا لأننا أخذنا بما أخذ به من سبقنا  بالتسليم.

.

!! من الذي أقنع أمين عام المجلس المحلي يومها و من كان معه بالتهاون عن حشد الجانب الرسمي لمواجهة مليشيا الحوثي ؟ و مثلما استسلمت كافة المعسكرات و سلمت لمليشيا الحوثي - بزعم أنها لن تقاتل رفاق السلاح - كذلك سلم الجانب المدني.

لم تكن المقاومة غائبة - رغم شحة إمكاناتها -، و لم يكن الرفض الشعبي في غيبوبة كقيادات تلك المعسكرات، أو المجلس المحلي، وهو الموقف البائس الذي خذل تعز ، و لغياب  دوره استولى الحوثي على كافة المكاتب التي غادرها أصحابها الى محافظة إب و حيث سيطرة الحوثي.

ودافعت المقاومة الشعبية خير دفاع عن تعز، و التي كان فيها أيضا ضباط و جنود رفضوا الاستسلام للحوثي، و هم الذين تشكلت منهم بعد ذلك ألوية الجيش الوطني ؛ ليمضي الجيش و المقاومة الشعبية جنبا إلى جنب في مقاومة مليشيا الحوثي و التصدي لها.

المؤلم أن بعض الوجاهات، مثلها مثل بعض قيادة المجلس المحلي للمحافظة، و حتى بعض قيادات مجالس المديريات، انتقلوا للعمل مع الحوثي خارج مدينة تعز ، و المؤلم أن شخصيات من هنا و هناك، ارتضت - للأسف - أن تحمل رسالة شفوية تنصح فيه الإصلاح والشيخ حمود المخلافي بعدم المقاومة، و أنهم يضمنون لهم خروجا آمنا من تعز .

.

!!   و قوبلت تلك الرسالة بالسخرية، و بالحسرة على هؤلاء.

بعد أن ثبتت المقاومة، و تشكل الجيش الوطني ،  و تحققت  - بفضل الله انتصارات - و جه مجلس تنسيق المقاومة نداءً  عاما لكل من خُدِعوا أو غرِّر بهم أن يعودوا، و أصدرت أحزاب اللقاء المشتر نداء مفتوحا يدعو فيه من غرر بهم الحوثي بالعودة أيضا .

.

و الأهم أن هذه النداءات تكررت لهم من مجلس تنسيق المقاومة، و من أحزاب اللقاء المشترك مرارا ، و كذلك كان هناك نداء يطلب عودة كل من خُدع بالحوثي أن يعود عندما تشكل تكتل الأحزاب المساندة للشرعية بمحافظة تعز و شمل عددا من الأحزاب بما فيهم المؤتمر و البعث.

 لم يكن هناك موقف يمنع عودة أي ٍّ من أولئك، و ليس هناك اليوم موقف أيضا ، و لكن علينا أن ندرك و عليهم أن يدركوا، أن من ترك المحافظة حين كربتها و شدتها، ألا يتطلع بأن يأتي فورا ليديرها من جديد، فما زالت المواجهات قائمة، و ستبقى المخاوف المشروعة من أن يكرر هذا أو ذاك موقفه السابق في الخذلان .

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 1 سنوات | 34 قراءة)
.