توجه الهرم السكاني للمجتمع المغربي نحو الشيخوخة يسائل دعم فئة المسنين

رصدت المندوبية السامية للتخطيط تزايد عدد الأشخاص المسنين بالمغرب، مع تفوق في عدد النساء المسنات على نظرائهن الرجال، مرجحة أن تنهي النساء المسنات المغربيات حياتهن بمفردهن، وأن يواجهن هشاشة أكثر من الرجال المسنين.

المندوبية، وضمن مذكرة لها بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المسنين، الذي يصادف فاتح أكتوبر من كل سنة، توقعت أن يصل في أفق 2050 عدد هذه الفئة إلى 10 ملايين شخص، حسب الإسقاطات الديمغرافية المنجزة، أي بنسبة زيادة سنوية تقدر بـ 2.

9 في المائة.

وفي هذا الإطار قال محسن بنزاكور، مختص في علم الاجتماع، إنه لا بد من دراسة الآثار الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية للأرقام المعلنة من قبل المندوبية السامية للتخطيط.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأضاف بنزاكور، في تصريح لهسبريس، أن “الهرم السكاني سيتغير، إذ ستصبح القمة متسعة لا القاعدة، وبالتالي سنصبح مثل أوروبا التي تعاني مشكل شيخوخة الساكنة وتبحث عن اليد العاملة”، وزاد موضحا: “ليست هناك سياسة للمسنين، ولا نستفيد من خبراتهم كما يجب، عوض عدم قيامهم بأي شيء أو وضعهم بدور المسنين دون أي نشاط”.

وتابع المتحدث ذاته: “الأرقام ليست للمعلومة فقط، بل لاتخاذ قرارات إستراتيجية لبناء المشاريع الكبرى”، مؤكدا أن هذه الفئة ستشكل مستقبلا 25 في المائة من الاقتصاد الوطني والثقافة الوطنية.

ودعا المختص ذاته إلى ضرورة “الاستثمار في خبرات هذه الفئة وتغيير العقليات”، مشددا على أن “الأسرة المغربية اليوم ممتدة، والفضاء المنزلي ضيق، وبالتالي بات لزاما تغيير النظرة إلى دار المسنين”.

وشدد بنزاكور على ضرورة “خلق فضاءات كبرى ووسائل للتسلية لتكون دار المسنين مشروعا للاستمرارية”، منبها إلى أنه “بعيدا عن حديث القيم يستحيل أن تستقبل الأسرة المغربية اليوم المسنين، بالنظر إلى القدرة الشرائية والفضاء المنزلي اللذين لا يسمحان اليوم باستقبال هؤلاء بكرامتهم”.

كما أكدت المندوبية أنه سنة 2022، وحسب الجنس، يمثل عدد النساء المسنات 2.

3 ملايين نسمة، أي أكثر من الرجال بـ 100.

000 نسمة.

وسيصل هذا العدد إلى 5.

4 ملايين في أفق 2050، أي بـ 770.

000 أكثر من الرجال.

ورجحت المؤسسة ذاتها ضمن مذكرتها أن تنهي النساء المسنات حياتهن بمفردهن، قائلة إن سن الزواج الأول المبكر نسبيًا عند النساء (25.

5 سنة في 2018) مقارنة بالرجال (31.

9 سنة)، وكذا النسبة المنخفضة لإعادة الزواج لدى النساء اللواتي رفضن زواجهن الأول (8,5% مقابل 14,5% لدى الرجال) يزيد من احتمالية وقوعهن عند سن الستين في حالة ترمل أو العيش بمفردهن.

كما شددت المذكرة على أنه وبالفعل فإن نسبة الترمل لدى النساء أعلى بعشر مرات (50,1%) مقارنة مع الرجال (4,9%)؛ كما أن نسبة المسنات اللائي يعشن بمفردهن أعلى بأربع مرات مقارنة مع الرجال (12,2% و3,2%على التوالي).

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 سنوات | 16 قراءة)
.