مع الشروق .. الفساد الصّغير، خطر كبير..

مع الشروق .. الفساد الصّغير، خطر كبير..

                                                                                                                                                                                                                                         شكرا على الإبلاغ!سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

موافق مع الشروق .

.

الفساد الصّغير، خطر كبير.

.

نشر في يوم 01 - 10 - 2022 أثار الفيديو الذي صوّرته مواطنة لأحد أعوان الحرس الوطني وهو يقبض رشوة، جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، لأنّها ليست المرّة الأولى التي يتم فيها تصوير حادثة بهذه الشاكلة، فقبل أسابيع تم تصوير عون آخر بصدد تلقي رشوة تمثلت في عبوة "شامبوان"، و قبلها بأشهر تم تصوير عون آخر بصدد عملية بيع وشراء حول المبلغ الواجب دفعه لمحو خطية مرورية، و ما خفي كان أعظم.

المشكلة أنّ عمليات التصوير و النشر لم تردع المخالفين، ففي كل مرّة نصدم بمثل هذه الصور التي لا يمكن وصفها إلا بأنها فضيحة وعار، خاصّة أنّ وزارة الداخلية تمّ تصنيفها في تقرير سابق لهيئة مكافحة الفساد بأنها أكثر وزارة تحصل فيها مظاهر فساد.

وهذا مسيء جدّا لهيكل حكومي قدّم تضحيات جساما و قدم شهداء في السنوات الأخيرة لحماية البلد من التهديدات الإرهابية، فكيف تتجمع هذه المتناقضات تحت سقف واحد؟ كيف يقدّم أعوان أنفسهم وأرواحهم فداء للوطن؟ كيف يقبل بضعة آخرون بيع الوطن بثمن بخس؟إنّ هذا الفساد يطلق عليه البعض "الفساد الصغير" نظرا لحجم المبالغ الصغيرة التي يحصل عليها المرتشون، ولكنّ خطر هذا الفساد كبير، لأنّ الأمر لا يقتصر على وزارة بعينها بل إنه ظاهرة تمس كافة الهياكل الحكومية، وتختلف المبالغ بحسب نوعية الخدمة، وفي هذه الممارسات تخسر الدولة مبالغ كثيرة كان يفترض أن تذهب لخزائنها، في وقت تعاني فيه المالية العمومية من اختلال قياسي و تلجأ معه للتداين الداخلي و الخارجي.

وقد قدّرت هيئة مكافحة الفساد حجم خسائر الدولة من الفساد بنحو 3 مليار دولار أي ما يناهز 9.

9 مليار دينار ، أي ما يعادل حجم القرض الذي تلهث وراءه منذ سنتين، و تستجدي موافقة صندوق النقد الدولي عليه.

إنّ الخسائر المالية و الاقتصاديّة، ليست هي الخطر الأوحد لممارسات الفساد كبيرها وصغيرها، بل إن الخطر الأكبر هو وضع مسألة الأمن القومي في الميزان.

فمن باع ذمته بملاليم قليلة لن يتوانى في بيع ذمته بمبالغ ضخمة، ولذلك نجد موظفين عموميين لديهم ثروات طائلة لا توازي طبعا أجورهم الشهرية ومداخيلهم السنوية، وهؤلاء يوجدون في كلّ القطاعات ودون استثناء.

رئيس الدولة يتحدث كثيرا في خطاباته عن آفة الفساد، ولكن عمليّا لا جديد يذكر في إطار محاربة الفساد، لأنّ هناك استهانة بالدولة و بقدراتها على مكافحة الظاهرة الفتاكة.

وما استمرار الأعوان في الحصول على رشاوى حتى وإن تم تصويرهم و فضحهم إلاّ دليل على أنّ المرض استفحل و أن عملية قيصريّة يجب أن تجرى على جسد هذه الدولة المريضة.

لا بدّ من عمليات كيّ وبتر إن لزم الأمر، لأنّ البلد ضاعت بين فاسد صغير و فاسد كبير، ولقد غنّت فرقة أولاد المناجم منذ سنوات عديدة لحال هذا الشعب المكتوي بنار الفساد فقالت" ضحايا الشقاء يا ضحايا الفساد، يعمّ الفساد جميع البلاد».

كمال بالهادي انقر لقراءة الخبر من مصدره.

مواضيع ذات صلة لدينا 83560549 خبرا ومقالا مفهرسا.

تونس      |      المصدر: تورس    (منذ: 2 سنوات | 18 قراءة)
.