شركات إعادة تدوير البطاريات تقتنص فرصة الاستقلال عن الصين

حققت الشركات الرائدة في إعادة تدوير البطاريات في كوريا الجنوبية ظهورا قويا للمرة الأولى في سوق الأسهم، حيث تسعى إلى التوسع في الخارج وسط تدافع عالمي على المعادن في المركبات الكهربائية.

تضاعفت أسهم شركة سونجيل هاي تيك ومنافستها شركة سيبيت كيم أكثر من ثلاث مرات منذ إدراجهما في أواخر تموز (يوليو) وأوائل آب (أغسطس)، على التوالي.

من المقرر أن يتم طرح شركة دبليو سي بي، ثاني أكبر شركة لتصنيع الغطاء العازل للبطاريات في البلاد، في نهاية هذا الشهر مع إدراج بقيمة 432 مليار وون "302 مليون دولار".

شركات إعادة التدوير في كوريا الجنوبية، التي تضم ثلاثا من أكبر عشر شركات لصناعة البطاريات في العالم - شركة إل جي إنرجي سلوشين، وشركة سامسونج إس دي أي وشركة إس كيه أون - تتمتع بسهولة الوصول إلى الخردة الناتجة عن تصنيع خلايا البطاريات والعملاء لشراء المواد المعاد تدويرها.

تستفيد هذه الشركات من سعي شركات البطاريات حول العالم إلى تقليل اعتمادها على الصين وغيرها من الدول غير المستقرة مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا للحصول على المواد المهمة.

قال يون تشانج باي، المحلل في شركة كيه بي سيكيوريتيز، "أصبحت إعادة تدوير البطاريات أكثر أهمية فيما يتعلق بأمن الطاقة، حيث يحرص صانعو البطاريات على تقليل اعتمادهم على الصين في تأمين المواد الرئيسة".

ظهرت شركات إعادة التدوير كنقطة مضيئة نادرة للمستثمرين في سوق الأسهم المتدهورة في كوريا الجنوبية، حيث تسرع الشركات المصنعة للسيارات من تحولها نحو السيارات الأكثر صداقة للبيئة.

قال يون هيوك-جين، المحلل في شركة إس كيه سيكيوريتيز، "يراهن المستثمرون على إمكانات نمو مناجم المدن هذه حيث ترتفع أسعار المعادن مرة أخرى وسط المبيعات القوية للمركبات الكهربائية في الصين".

تجاوز الطلب المعروض في مبيعات أسهم شركتي سونجيل وسيبيت، حيث تجاوزت معدلات الطلب على أسهم شركة إل جي إنرجي سلوشين، ثاني أكبر شركة لتصنيع بطاريات المركبات الكهربائية في العالم، التي جمعت 12.

8 تريليون وون في أكبر طرح للاكتتاب العام في البلد في كانون الثاني (يناير).

أسست شركة سونجيل في 2000، ونمت خبرتها في إعادة التدوير على طوفان من الإلكترونيات المحمولة المستعملة، لتصبح واحدة من أكبر جامعي ومعالجي بطاريات الليثيوم أيون القديمة والمعيبة تقدما في العالم، وتحصل عليها الآن من كبار الشركات المصنعة للسيارات والمنتجة للبطاريات في البلد.

تخطط الشركة لمضاعفة طاقتها ثلاث مرات بحلول 2024 باستخدام عائدات الطرح العام.

لديها بالفعل تسعة مصانع لإعادة التدوير حول العالم - ثلاثة منها في كوريا الجنوبية والباقي في الصين، والهند، وماليزيا وأوروبا الشرقية.

قال أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة سونجيل، "إن الطلب على إعادة تدوير البطاريات ينمو سريعا حيث تصبح المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة أكثر أهمية.

نحتاج إلى بناء مصنع جديد هذا العام لتلبية الطلب المتزايد".

يمكن لعملية إعادة تدوير البطاريات أن تخفف النقص المحتمل في الإمدادات وتخفض أسعار المعادن المهمة مثل النيكل، والكوبالت، والنحاس والليثيوم عن طريق إعادة إدخالها في سلسلة توريد البطاريات، ما يقلل الاعتماد على المواد الخام من المناجم.

ويمكن أن تأتي الخردة المراد إعادة تدويرها من إنتاج الخلايا والبطاريات التي انتهى عمرها.

تتوقع شركة إس إن أي ريسيرش أن تنمو السوق العالمية لإعادة تدوير بطاريات المركبات الكهربائية، التي قدرت بنحو 400 مليار وون فقط في 2020، لتصل إلى 21 تريليون وون في 2030.

يرتكز هذا النمو المتوقع على قيام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإدخال أدوات تشريعية قوية لتعزيز إعادة التدوير لتأمين الإمدادات من المعادن الاستراتيجية، حيث تتعثر مشاريع التعدين المحلية بسبب التصاريح.

تضع الشركات الكورية المصنعة للبطاريات نفسها في مراكز تمكنها من الاستفادة من الحوافز الواردة في قانون خفض التضخم الرائد الذي أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكي تفك شركات صناعة السيارات المحلية ارتباطها بسلاسل التوريد الصينية.

بموجب القانون، تحصل الشركات المصنعة للسيارات على ائتمانات ضريبية على المركبات الكهربائية إذا تم الحصول على حد معين من المواد من الولايات المتحدة، أو شركاء التجارة الحرة أو إعادة التدوير.

لن تكون المركبات الكهربائية التي تحتوي على معادن ومكونات من كيانات أجنبية ذات أهمية مؤهلة للحصول على هذه الائتمانات اعتبارا من 2025.

في تموز (يوليو) الماضي، أطلقت شركة إس كيه أون مشروعا مشتركا بقيمة 7.

8 مليار دولار مع شركة فورد لبناء ثلاثة مصانع للبطاريات في الولايات المتحدة.

وفي أيار (مايو)، أعلنت شركة هيونداي استثمارا بقيمة 5.

5 مليار دولار لبناء أول مصنع مخصص للمركبات الكهربائية ومنشأة لتصنيع البطاريات في ولاية جورجيا الأمريكية، بينما أعلنت شركة إل جي إنرجي سلوشين وشركة جنرال موتورز استثمار 2.

6 مليار دولار هذا العام، لبناء مصنع ثالث كجزء من مشروعهما المشترك في ميشيغان.

يتوقع المحللون أن توسع شركات إعادة تدوير البطاريات الكورية تدريجيا وجودها في الخارج، لتكون أقرب إلى صانعي البطاريات الذين يقومون ببناء مصانع في الغرب.

قال يون من شركة إس كيه سيكيوريتيز، "زاد الاهتمام بشركات إعادة التدوير حيث يشعر المستثمرون بالقلق بشأن مصادر معادن البطاريات منذ إجازة قانون خفض التضخم".

تتنافس شركات إعادة التدوير الكورية مع المنافسين الغربيين الناشئين مثل شركة لي-سايكل المدعومة من قبل شركة جلينكور، وشركة ريد وود متيريالز، التي أنشأها الرئيس الفني السابق لشركة تسلا، جيه بي ستراوبل، وشركة نيوميتالز الأسترالية، حيث يتطلعون أيضا للتوسع إلى الخارج.

قال هانز إريك ميلين، المدير العام لشركة سيركولار إنرجي ستوريج، شركة استشارية، إن نجاح الكوريين يكمن في علاقاتهم الوثيقة مع صانعي خلايا البطاريات وأنشطتهم القوية في مجال مصادر المخلفات.

قال ميلين إن شركتي سونجيل وسيبيت مقومتان بأقل من قيمتهما الحقيقية مقارنة بـالشركات الناشئة الغربية في مجال إعادة تدوير البطاريات.

تبلغ القيمة السوقية لشركة لي-سايكل المدعومة من شركة جلينكور أكثر من مليار دولار، لكنها تكبدت خسارة قبل خصم نفقات الفوائد، والضرائب، والإهلاك، واستهلاك الدين 23 مليون دولار في الربع الثالث مع زيادة حجمها، مقارنة بالقيمة السوقية لشركة سونجيل البالغة 1.

2 مليار دولار التي بلغت أرباحها التشغيلية 12 مليون دولار لـ2021.

قال ميلين، "لقد فاتنا تماما أن كثيرا من المواد كانت تتم معالجتها لفترة طويلة بشكل أساسي في دول أخرى، خاصة كوريا والصين.

كل الأمريكيين والأوروبيين متأخرون كثيرا حيث إن شركة سونجيل قامت بمعالجة البطاريات لإعادة التدوير لأكثر من عشرة أعوام".

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 2 سنوات | 37 قراءة)
.