وزير الأوقاف والإرشاد: الخرافات الحوثية هدم لثوابت الجمهورية (حوار)

مليشيا الحوثي حوّلت يوم “عاشوراء” إلى مناحة وخرافة   اجترت عاطفة الناس الدينية بتوظيف ادعاءاتها المزيفة لابتزازهم   وجهنا تعميماً للخطباء والدعاة للوقوف أمام بدعة عاشوراء ومواجهة الشحن الطائفي     أكد وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة، أن احتفالات مليشيا الحوثي الإرهابية بادعاءاتها الزائفة، بيوم عاشوراء أو خرافة الولاية، ما ذلك إلا لمزيد من نهب الناس أموالهم، والشحن الطائفي والدموي والإرهابي، وكشف في لقاء لـ 26 سبتمبر، زيف مليشيا الحوثي في خرافاتها التي ظهرت بها في الآونة الأخيرة.

  سبتمبر نت/لقاء/ جبر صبر   * بدايةً معالي الوزير ما تعليقكم لاستغلال مليشيا الحوثي ليوم عاشوراء كمناسبة سياسية، وتحويله لبث فكرها الطائفي؟   – في البدء نشكر صحيفتكم لاهتمامها بنشر خرافات مليشيا الحوثي وتوعية المجتمع من خطورتها، أما بالنسبة ليوم عاشوراء، فهذا اليوم الذي نجى الله فيه نبيه موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم، فالمليشيا الكهنوتية الحوثية المدعومة إيرانياً سعت لاستغلاله، وحولته إلى مناحةٍ كربلائيةٍ، ومناسبة سياسية ضمن مناحاتها وخرافاتها الكثيرة، وربطت ما حدث للحسين بن علي، رضي الله عنهما بفضيلة هذا اليوم، وأضفت الخرافات والأساطير على الحادثة، قديمًا وحديثًا، وإن محاولة ربط ما حدث له بهذا اليوم لا تعدو أن تكون واحدة من خرافات هذه المليشيا وادعاءاتها المزيفة لمزيد من الابتزاز المالي، واجترار عاطفة الناسِ الدينية، والتوظيف الديني، والأيديولوجي لمعتقداتهم المشوهة والخرافيّة، بل وبعث الفتنة من مرقدها، والتحريض على من لم يكن من شيعتهم وجعله مشتركًا في دم الحسين ولو جاء بعد الحسين بمئات السنين.

  * إذاً ما الدور المنوط على وزارة الاوقاف والإرشاد في مواجهة هذه الخرافات الشيعية؟   – الوزارة تقوم بدورها في توعية المجتمع بخطورة تلك الخرافات، ومواجهتها بمختلف الأساليب والصور، سواء كان ذلك من خلال الموجهات لخطباء المساجد والدعاة والمرشدين لتقديم خطب ومحاضرات توعي الناس بذلك، أو من خلال المنشورات والمحاضرات الفكرية، وغيرها من الوسائل التوعوية.

  وبالنسبة لخرافة الحوثي بيوم عاشوراء فقد وجهنا بالوزارة تعميماً لكافة الخطباء والدعاة والمرشدين للقيام بواجبهم وحماية عقيدة الأمة، والوقوف أمام بدعة عاشوراء العنصرية ومواجهة الشحن الطائفي والدموي والإرهابي الذي تقوم به مليشيات الحوثي الإرهابية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي علقت به زورًا وبهتانًا، ومنها الرواياتُ والأساطيرُ المحُوكةُ من نسيجِ الخيالِ حول الحسين بن علي ويوم عاشورا ووقعة كربلاء.

  * قبل أيام احتفت مليشيا الحوثي بخرافة الولاية، فما الرأي الشرعي في ذلك الادعاء؟   – الولاية تعني أن السلطة السياسية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وذريته من بعده ولا يحق لأحد منازعتهم في ذلك فهي سلطة حصرية لسلالته دون غيرهم.

ويستدلون بأدلة غير صريحة أو غير صحيحة، يحملونها تأويلات تعزز من فكرة الولاية.

.

وقد رد عليهم المحققون من أهل السنة وقالوا بأن لا ولاية لعلي بن أبي طالب أي الأحقية المطلقة بالحكم ولا لذريته من بعده.

.

بل هي حق خالص لجموع الناس وتخضع لمبدأ الشورى الذي نص عليه الله بقوله: وأمرهم شورى بينهم.

أي بالكيفية التي يحددونها لاختيار الحاكم.

  أما ما يدعيه زعيم مليشيا الحوثي فإن الولاية عنده تعني القداسة وتأويل وتفسير النصوص وحكم الناس بالقوة نيابة عن الله، أي أنه مُنَصَب من الله ومختار منه بأن يكون حاكماً على هذا الشعب هو وجماعته ممن هم من سلالة علي ، وهو حصر الحكم في فئة قليلة من الشعب اليمني وبقية اليمنيين يظلون تابعين مجردين من أي اختيار للحاكم ومنطاعين لأوامر هذا المليشيا ومقودين في كل الأحوال.

  فأعتقد أن الحكم الشرعي بالمجمل واضح بأن الولاية دعوى باطلة وما بني عليها باطل كذلك.

  * برأيك ما خطر هذه الخرافة على المجتمع اليمني؟   – هذه الخرافة هدم لثوابت الجمهورية، وتكريس للطائفية والعنصرية، وشق النسيج المجتمعي، وفصل عنصري وعودة إلى عصور التخلف والظلام.

  اليوم اليمنيون يعيشون أسوأ كارثة إنسانية بسبب هذه الخرافة، وبات الحكم جليا وواضحا، بأن هذه المليشيا تريد تطييف المجتمع اليمني وحكمه بالقوة ونهب وسلب مقدراته وغرس ثقافة التابع المرتهن.

  * وهل لذلك خطورة على المجتمع اليمني مستقبلا؟.

  لا شك أن استمرار هذه المليشيا في بسط سيطرتها على مؤسسات الدولة وتسخيرها في نشر فكرها الدموي وفرضه بالقوة، قد يؤثر على الأجيال القادمة التي لا زالت في باكورة عمرها ولم تفق إلا على ملازم زعيم المليشيا وظواهر دعوته في المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة ووسائل الإعلام، وهذا يعني أننا قد نشهد جيلا ملغما بالكراهية والأحقاد.

  *هل ترى أن المليشيا قد استطاعت أن تؤثر على المجتمع اليمني بتلك الخرافات؟   أعتقد أن الشعب اليمني أصبح، أكثر إدراكا وإلماما بخرافة الولاية وخطرها، فهو يعايش الفعل السلوكي الإجرامي والتطبيق الفعلي لهذه الخرافة، وقد اكتوى منذ قرون عدة بجرائم أتباع وقادة هذه الخرافة، ودفع تضحيات جسيمة وغالية في مواجهة هذه الفكرة الضالة الانتقائية العنصرية، وهناك نضال كبير سطره اليمنيون على مر التاريخ في مواجهة هذا الفكر الضال، وهناك حراك ثقافي فكري دوَنَه المناوئون لهذه الفكرة بمؤلفات كثيرة منها ما تخصص في نقض فكرة الولاية من ناحية شرعية، ومنها ما تخصص في كشف الجرائم بحق اليمنيين من خلال السردية التاريخية والتوثيق، ومنها ما سُطر شعراً ونثراً وقصة وروايةً ومنها ما سجل على شكل مذكرات، ومنها ما تخصصت بتشريح الامامة وخطرها وكيف التعامل معها من خلال نقد حقيقي وجاد لكل الوسائل والأحداث والوقائع التي انتهجها الإماميون مع اليمنيين والعكس.

.

هذه التراكمات المعرفية الزاخرة بنقد الإمامة علاوة على الثقافة المتوارثة في كشف جرائم الإمامة، هذان العاملان مثلا رافعة وعي حقيقي في مواجهة الإمامة وكيفية التعامل معها.

  * وماذا عن الحاضنة لديها هل استطاعت المليشيا إقناعهم بتلك الخرافات؟   – أعتقد أن المليشيا لم تستطع أن تؤثر على الحاضنة إن كنت تقصد ما يسمى بكرسي الزيدية، وما يحصل الآن هو لأنه يملك أدوات الدولة ويقتل مخالفيه علاوة على إحلال قادة الرأي والمؤثرين في المجتمع بآخرين موالين له وبالتالي نجد هناك من يذهب معه تحت الضغط ومنهم طلبا في الراتب ومنهم من يذهب معه من جانب عقدي ومنهم من يظلله بدوراته الثقافية أنه يحارب اسرائيل في اليمن.

  صحيح هناك من تأثر به ولكن لا يمكن الحكم على أنه قد أثر على كل حاضنته، وأعتقد أنهم كعامة الشعب ممن هم تحت سيطرته قد بلغ بهم الأذى من هذه المليشيا ما الله به عليم، وهم ينتظرون اي فرصة للخلاص من هذه المليشيا وعودة الدولة.

  *كيف يمكن توعية المجتمع وتحصينهم من تلك الخرافات الحوثية؟   – لا بد أن تكون هناك جهود حكومية وخاصة في نسف هذه الخرافات، فالكل في مهمة حماية العقول من هذه الأفكار الضالة، وأعتقد أننا اليوم بتنا نرى وعيا معرفياً، غير مسبوق ساهم في اتساعه ونشره وسائل التواصل الاجتماعي، فتحول كل شخص إلى مراسل وصحيفة وقناة، وهناك تبادل الآراء والأفكار، نحن نشهد زخماً جمهورياً ووعياً ثورياً لم تستطع الآلة الحوثية أن توقفها، فهذه الثورة المعرفية في نسف خرافة الولاية أصبح لها منظروها، وباتت تصل إلى كل بيت حتى داخل مناطق سيطرة المليشيا، فالجوال اليوم بيد كل شخص يجول به هنا وهناك.

  وأعتقد أن هذه الثورة المعرفية، هي تمهيد للثورة الحقيقية التي يجب أن تكون في مواجهة هذا الفكر واستعادة الدولة بأذن الله.

اليمن      |      المصدر: 26سبتمبر الحكومية    (منذ: 2 سنوات | 5 قراءة)
.