مستشار وزير الدفاع العميد الركن محمد الجرادي لـ”26 سبتمبر”: منجز الوحدة اليمنية هو الحصن الذي به يعتصم اليمنيين

    سبتمبر نت/ مأرب   قال مستشار وزير الدفاع العميد الركن محمد الجرادي، “إن منجز الوحدة اليمنية المباركة 22مايو 1990م هو الحصن الذي به يعتصم الشعب ويحافظ عليه بغض النظر عن شكل الدولة، والنظام السياسي الذي قد يتغير من فترة إلى أخرى وفق المصلحة الوطنية العليا، وبما يحقق الأمن، والاستقرار، والشراكة الحقيقية في السلطة، والثروة، والنفوذ ويعبر عن إرادة اليمنيين وتطلعاتهم”.

  وأضاف في حديث خاص لـ “26 سبتمبر” بمناسبة الذكرى الـ32 لعيد الوحدة اليمنية ” إن يوم الـ22 من مايو، يعتبر ميلادا جديدا لشعبنا اليمني قد تحقق فيه واحد من أهم أهداف ثورتي الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر”.

  وتابع العميد الجرادي ” إن شعبنا المناضل أنهى في مثل هذا اليوم عقدين من الصراع بين شطري اليمن، وتوج نضاله وكفاحه بإنهاء حالة التقسيم، والتشطير، محققاً عهدا جديدا من التلاحم والتكامل والعمل المشترك لما فيه مصلحة الوطن والشعب”.

  ولفت إلى أن الإعلان التاريخي الشجاع للوحدة اليمنية المباركة في الـ22 من مايو 1990م شكل حدثا مهما التأم فيه شعب مع بعضه، وانصهرت المشاعر ببعضها، وعلت الرؤوس والرايات فوق القمم، وتعانق الأخوة، وصدحت الأناشيد والأغاني الوطنية.

  ولفت إلى أن الوحدة اليمنية “في جوهرها تعني تكافؤ الفرص وتكامل القدرات وتضافر الجهود بين أبناء شعبنا العظيم سواء كان ذلك في إطار نظام فيدرالي أو كنفدرالي أو محلي كامل الصلاحيات أو حتى مركزي”.

.

مشيرا إلى “النظام السياسي أو شكل الدولة مجرد وسيلة بها نحقق الغاية الأسمى والهدف الأرقى المتمثل في ازدهار ورفاه واستقرار الشعب وتحقيق المساواة والعدل والشراكة الحقيقية بين أبناء الوطن”.

  واعتبر الوحدة اليمنية منجزاً عربياً فريداً في إطار الوحدة العربية الشاملة بلسمت به أمتنا العربية المجيدة جراحها النازفة جراء أحداث التسعينيات الدامية، ومن خلال الوحدة اليمنية استطاعت أمتنا العربية تعزيز قدرتها على حماية البوابة الجنوبية للوطن العربي وتحجيم النفوذ التوسعي لأعداء الأمة والطامعين في ثرواتها وخيراتها.

  ووصف الوحدة اليمنية بأنها لم تكن خيار مكونات أو قيادات سياسية أو أفراد بعينهم، وإنما حلم وطموح كل اليمنيين الذين اكتووا بنار الفُرقة والتمزق والشتات.

  وأضاف “لم تكن الوحدة اليمنية حدثاً عابراً من أحداث اليمن، بل كان الحدث الأبرز والأجل منذ قرون مضت ومنذ أول خطوة لتشطير اليمن وتفتيته، فبعد نجاح الثورتين -سبتمبر وأكتوبر- واستقرار نظامي الحكم في صنعاء وعدن كان الحراك الوطني الثقافي والجماهيري وتطلع الشعب اليمني في الشمال والجنوب إلى الوحدة اليمنية ضاغطاً على قيادتي الشطرين في المضي في طريق الوحدة لتتوج هذه الرغبة الشعبية بإعلان قيام الجمهورية اليمنية”.

  وتابع: “على الرغم أن توقيت إعلان قيام الوحدة اليمنية جاء في فترة تمزق وتفرق وتشتت الدول العظمى ومنها الاتحاد السوفييتي، ورغم معارضة بعض الدول على إعلان الوحدة اليمنية، إلا أن أبناء اليمن مضوا نحو مشروعهم الوحدوي التاريخي ليكونوا مثالا وأنموذجا تتوق إليه كل الجماهير العربية”.

  وأردف: “كان اليمن على مر العصور والأزمان دولة واحدة وإن وجدت دويلات أنشئت هنا أو هناك، ولم يوجد على الأرض اليمنية دولتان وبينهما حدود سياسية إلا مع نهاية الدولة العثمانية التي كانت تحكم الوطن العربي آنذاك ومنها اليمن، فكانت خسارتها وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى وتسليمها لدول الوطن العربي للاحتلال البريطاني والإيطالي والفرنسي، فاحتلال بريطانيا لجنوب اليمن وإيجاد الحدود السياسية المصطنعة مع النظام الإمامي البائد الذي كان يحكم شمال اليمن كانت ضمن مخطط اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت ومزقت الوطن العربي إلى دويلات وممالك وجمهوريات صغيرة، وأوجدت الحدود السياسية، فكانت الوحدة اليمنية هي أول تمرد على اتفاقية سايكس بيكو، والتي كسرت الحدود السياسية المصطنعة”.

  وأشار إلى أن هذه المناسبة العظيمة تحل علينا وشعبنا في ظروف بالغة التعقيد تعيشها اليمن جراء الانقلاب الكهنوتي البغيض على نظام الحكم الجمهوري وشرعيته الدستورية والاستيلاء على كافة مؤسسات الدولة ونهب المعسكرات وتسخيرها في شن الحرب على اليمنيين خدمة للمشروع التخريبي الفارسي في المنطقة المدعوم من إيران والذي استنفر أمامه كل الشرفاء والمخلصين من أبناء الوطن لمواجهة هذا المشروع التخريبي وأذياله ذودا عن حياض الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه وحرية وكرامة أبنائه ويقدمون التضحيات الجسام في سبيل تطهير كل شبر من أرض الوطن من رجس ودنس تلك العصابة الإجرامية التي ارتكبت في بلد الإيمان والحكمة جرائم إبادة وضد الإنسانية.

  وأضاف “ومن هذا المنطلق فإننا في القوات المسلحة نعمل جاهدين على ضبط النفس حيال ما ترتكبه المليشيا الانقلابية من خروقات جبانة للهدنة المعلنة ونؤكد بأن أبطالنا في الجبهات على مستوى عال من الجهوزية القتالية وبانتظار الأوامر بالزحف نحو العاصمة صنعاء واستعادة الدولة إلى رحاب الشرعية الوطنية والدستورية والاجماع الوطني إن ظلت تلك المليشيا في غيها وتعنتها”.

  وتابع: “الواجب علينا جميعا كيمنيين أن نعيد النظر في موقفنا من الوحدة اليمنية وأن نعمل سويا على معالجة كل الأخطاء وبكل تجرد وموضوعية حتى نضمن استمرار الوحدة اليمنية وتحقيق الاتحاد الكامل بين شعوب الجزيرة العربية وصولا إلى نموذج اتحادي يضم كل الدول العربية ويحقق طموح شعوبها ويضمن مستقبل أجيالها”.

  وأختتم حديثه بقوله: “يحق لشعبنا اليمني العظيم أن يتفاخر أمام شعوب العالم بوحدته المباركة كونها فتحت للشعب العربي آفاق التنوير ليكونوا تواقين للبحث عن الوحدة العربية التي ستصل بها الشعوب إلى الأمل المنشود الذي تسعى المؤامرات الدولية لإفشالها”.

اليمن      |      المصدر: 26سبتمبر الحكومية    (منذ: 2 سنوات | 4 قراءة)
.