تزوير إخواني لرسالة المرشد العام المعزول

تزوير إخواني لرسالة المرشد العام المعزول

لم تعترف جبهة "محمود حسين" الإخوانية بالرسالة المنسوبة للمرشد العام "محمد بديع"، ولن تعترف بما جاء فيها من اعتماد مزعوم لقرار "تكليف إبراهيم منير بمنصب نائب المرشد العام والقائم بأعماله"، وانهمرت اللعنات والشتائم واتهامات الخيانة والعمالة فوق ناصية القيادي الإخواني المعروف جمال حشمت، بعد أن أدلى بتصريحات صحفية يحاول من خلالها الترويج لرسالة "بديع" التي تعني في مدلولها استبعاد "محمود حسين ومجموعة الستة" من عضوية الجماعة ومن جميع المناصب القيادية وتحرمهم من نعيم الهيمنة على خزائن التنظيم وثرواته.

في الثامن عشر من مايو 2022 نشر موقع إلكتروني داعم للإرهاب تصريحات أدلى بها القيادي الإخواني جمال حشمت، زعم فيها أن "المرشد العام (محمد بديع) قرر اعتماد شرعية القائم بالأعمال، إبراهيم منير، في إدارة المرحلة الحالية داخل جماعة الإخوان"، وقال: "نحن نعمل الآن على إتمام التوافق، وكما أعلم فهناك محاولة لجمع الشمل بأقل الخسائر الممكنة، خاصة بعد وصول ما يفيد اعتماد المرشد (محمد بديع)، وباقي إخوانه، لشرعية الأستاذ إبراهيم منير في إدارة المرحلة الحالية".

وبعد دقائق من انتشار تصريحاته بين حسابات وصفحات "الفيس بوك" الإخوانية، تحول جمال حشمت إلى هدف مُستباح فأطلقت عليه اللجان الإلكترونية التابعة لجبهة "محمود حسين"، وابلًا من الشتائم واللعنات، وأصبح "حشمت" القيادي البارز والنجم الكبير بين صفوف "الإخوان" متهمًا بإفشاء الأسرار والكذب والتزوير والتدليس والتحريف، وتطايرت بعض الشتائم لتحط رحالها فوق ناصية الإخواني عصام حلمي تليمة، المدير السابق لمكتب القرضاوي، بعد أن أطل برأسه في ساحة العراك الساخن وأعلن دعمه وتأييده لتصريحات "حشمت"!!وأعلن أعضاء جبهة "محمود حسين" النفير العام طوال 24 ساعة وحاولوا البحث عن قرائن وبراهين يمكن استخدامها في الطعن على تصريحات "حشمت" واتهامه بتزوير واختلاق الرسالة المنسوبة للمرشد العام لجماعة "الإخوان".

.

وفي مساء التاسع عشر من مايو 2022، أصدرت "جبهة محمود حسين بيانًا" يدعو "الجميع للتريث وتحري الدقة قبل تصديق أي أحاديث منسوبة لقيادات الجماعة وعلى رأسها المرشد العام" كما طالب البيان بالامتناع عن نشر ما قالوا إنها "أكاذيب وأوهام ليس لها وجود إلا في خيال كاتبها".

وقبل أن تتوقف هجمات جبهة "محمود حسين"، سقط "حشمت" تحت مقصلة جبهة "إبراهيم منير" التي أعلنت من جانبها عدم دقة التصريحات الصحفية التي تتحدث عن رسالة "بديع"، وتلقى عدد من مسئولي الشُعَب الإخوانية بالخارج رسالة داخلية خاصة من مكتب "منير" ترد على تصريحات "حشمت" وتنفي ما جاء فيها حول رسالة "بديع" وما تضمنته من تكليفات يُقال إنها جديدة، وزعم مكتب "منير" في رسالته أن "ما جاء من المرشد العام من تكليف (أ.

إبراهيم منير) نائب المرشد والقائم بعمله في إدارة المرحلة هو معلوم بواقع الحال منذ القبض على الدكتور محمود عزت، وتم إقرار ذلك الأمر من كل مؤسسات الجماعة الإقليمية والعالمية"، وأضاف: "أما ما ذكره الدكتور جمال حشمت في حديثه فقد يكون ذلك قصده أو المؤكد عنده من مصادره الخاصة".

واندلعت معركة كلامية جديدة بسبب تسريب رسالة مكتب إبراهيم منير السرية الخاصة، وبدأ عدد من الهاربين في تبادل اتهامات الخيانة وإفشاء أسرار التنظيم، وقال الإرهابي الهارب عبد الله وهدان في تعليق له على التراشق بالاتهامات: "مع الأسف عدم الرجولة وعدم المروءة والخسة موجودة بين صفوف الجماعة.

.

مع الأسف"، وتحدث إخواني آخر عن خطورة إفشاء الأسرار الداخلية خاصة بعد اعتراف قيادي إخواني كبير بمسئولية الجماعة عن اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، وقال: "وحديث كبير القوم فى أركان عام ٢٠١٩ عن الإخوان بأنهم وراء اغتيال هشام بركات.

.

أيا كان هذا الفصيل فهو أكبر الخيانات"، وعاجله إخواني ثالث بالسؤال عن القيادي الذي اعترف بمسئولية جماعته عن اغتيال النائب العام االسابق، فأجاب قائلًا: "اسأل من تعرف فى (شيرين ايفلر) يُجيبك"، وتساءل أحد أعضاء الجماعة عن كيفية خروج رسالة "بديع" من محبسه، وقال: "يقولون إن فضيلة المرشد ممنوع عنه الزيارة من عدة سنوات.

.

فهل جاء لهم في الحلم؟!".

واستدعى أحد الإرهابيين الهاربين فتوى "لا ولاية لأسير"، وقال "إن قيادات الجماعة المحبوسين لا يجوز الأخذ بقراراتهم ولا نقل رسائل عنهم"، وأضاف: "المرشد العام لا يعلم بواقع الحال خارج السجون ولا يجوز له الفتوى في شأن لا علم له به"، أي أنه صار معزولًا وليس له سلطة اتخاذ القرار، وتابع قائلًا: "هذا إذا قلنا إننا نثق في صحة الرسالة التي يقولون إنه أرسلها من داخل السجون أو من داخل إحدى جلسات المحاكمات".

وألقى الإخواني إبراهيم فودة باتهامات التمويل المشبوه فوق ناصية "جمال حشمت" وأشار إلى أن الصحيفة التي نشرت تصريحاته هي صحيفة الرجل الغامض "أبو عامر" الفلسطيني-البريطاني "حامل حقائب الدولارات الأمريكية المتدفقة على جبهة إبراهيم منير"، وقال: "لم يعد خافيًا على أحد ما يقوم به الدكتور جمال حشمت بين الحين والآخر من إفشاء أسرار الجماعة التي أقسم على الحفاظ عليها كعضو شورى عام للجماعة، والتي تُعَد خيانة للأمانة التي أؤتمن عليها، وذلك من خلال الفرقعات الإعلامية التي يطلقها فتتلقفها صحيفة (أبو عامر)، ومنصة (المكتب العام) فينشرونها دون حياء من الله أو خجل من الناس".

لم يصدق القيادي جمال حشمت أن الجبهتين المتصارعتين داخل "الإخوان" اتفقتا على تكذيبه والإساءة إليه بعد العمر الطويل الذي أهدره داخل الجماعة، وبعد أن كان بينهم قائدًا رمزًا وقدوة، وحاول "حشمت" الرد على الهجمات الشرسة المُسيئة التي تحاصره من كل صوب وحدب، وقال: "علمت أن البعض كذبني فيما قلت حول دعم قيادات الاخوان لشرعية أ.

إبراهيم منير، وهم مع المنشقين.

.

ويعرفون ذلك ولا علاقة لهم برسالة المرشد"، وأضاف: "معي دليل على ذلك منذ أربعة أشهر، ومن أراد أن يصدقني فليفعل.

.

ومن أراد تكذيبي فليفعل دون اتهام، لأني لو كنت أكذب لكان لي شأن آخر"، وتابع في تعليق آخر قائلًا: "لديَّ دليل على ما أقول ولن أجعله في متناول أحد، وذلك منذ أربعة أشهر، لكن التكذيب مازال هو سيد الموقف ولا علاقة له بخطاب المرشد الذي سربوه بأنفسهم".

وهكذا نرى الصورة الحقيقية لجماعة "الإخوان" الإرهابية مع كل فاصل من فواصل العراك االمُستعر، وتتساقط قيادات الجماعة وكوادرها البارزة تحت أقدام المتصارعين على المكاسب والمغانم، وتلتهم الشتائم واللعنات والاتهامات الفاضحة "ركن الثقة في القيادة" وتتمزق أقنعة من كانوا يتدثرون بالشعارات الفارغة ويتربحون من ألقاب "الشيوخ والدعاة" في جماعة المتاجرين بالدين.

.

وأين أنتِ يا حُمرة الخجل؟!

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 2 سنوات | 7 قراءة)
.