الملك عبدالله: حمزة سجل لرئيس الأركان سرا واختار التّشهير بالأردن

قال الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، في رسالته للأردنيين حول أسباب القرار الذي أعلن عنه اليوم بتقييد اتصالات الأميرة حمزة وإقامته وتحركاته، إن الأمير حمزة سجل لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني، سرا، خلال لقاء بينهما، واختار التّشهير بالأردن سبيلاً لكسب الشّعبية وإثارة المشاعر والاستعراض، وذلك حسبما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).

الملك عبد الله: الأمير حمزة ينعم هو وعائلته بشتّى سبل الرّاحة والرفاهية وقال : «ادّعى حمزة وقوعه وأفراد أسرته الصّغيرة ضحيّة استهداف لسنوات عديدة، في حين أنه ينعم هو وعائلته بشتّى سبل الرّاحة والرفاهية التي لطالما وفّرناها لهم في شتى مناحي حياتهم وفي قصره حتى بعد أحداث الفتنة، دون أي قيود أو محددّات على أهل بيته أو على قدرتهم على الوصول إلى أرصدته وحساباته».

وتابع: «خرج أخي عن تقاليد أسرتنا كلّها وعن قيمنا الأردنية، وأساء لمكانته كأمير هاشميّ حين خرق أبسط مبادئ الأخلاق وحرمة المجالس بتسجيله لوقائع لقائه مع رئيس هيئة الأركان سرًا، ليرسله فورا إلى (الذي سبق ووصفه العاهل الأردني بخائن الأمانة)»، ومن ثم سارع لبث تسجيل مصور للإعلام الخارجي، في سلوك لا يليق بوطننا ولا بأسرتنا».

واستكمل: «لم يفكّر للحظة بتبعات ذلك على بلدنا وشعبنا.

فقد كان بإمكانه أن يلجأ للاتصال معي، أو مع من يشاء من أفراد العائلة، ليعرض ما جرى حفاظا على سمعته وسمعة عائلتنا ووطننا، لكنه اختار التّشهير بالأردن سبيلاً لكسب الشّعبية وإثارة المشاعر والاستعراض».

العاهل الأردني: أخي يلبس ثوب الواعظ ويعيش في وهم زرعه بعض من حوله وأضاف العاهل الأردني: «لم يحدث في تاريخ أسرتنا الهاشمية، أو في تاريخ أي من الأسر المالكة في العالم، أن قام أحد أفرادها بإرسال رسائل مصورة للإعلام الخارجي، يهاجم فيها مؤسسات وطنه التي ينعم بمزاياها وخدماتها، ويطعن في نزاهتها.

وتمثّل هذه التّصرفات خرقا واضحا لمكانته كأمير هاشمي، وتجاوزا على الأعراف والتقاليد التي احترمها كل أفراد أسرتنا منذ أن حمل عبدالله الأول، رحمه الله، أمانة المسؤولية.

وتخيلوا الفوضى التي ستعمّ، لو اختار كل فرد من عائلتي التعبير عن مواقفه ووجهات نظره في شؤون السياسة والدولة بشكل علني، ووجّه الانتقادات لمؤسساتنا دون احترام لدستورنا وأعرافنا».

وتابع الملك: «يلبس أخي حمزة ثوب الواعظ ويستذكر قيمنا الهاشمية في الوقت الذي خرقتها أفعاله وتصرفاته.

يدّعي الامتثال بسلفنا الرّاحل قولاً ويتجاوز إرثهم فعلاً.

فالتّشبّه بالآباء لا يكون بتقليد ظاهرهم؛ بل بحفظ إرثهم والتّمسك بمبادئهم واتّباع أخلاقهم.

بدا واضحا أن الأمير يعيش في وهم زرعه بعض من حوله بامتلاكه وحده هذا الإرث العظيم، متجاهلاً صغر سنه وتواضع تجربته، فكم تمنيت لو عاش سنوات أطول مع أبينا الحسين، رحمه الله، ليتعلم منه قيم القيادة والثوابت الراسخة التي أورثنا إياها، لكن قدّر الله وما شاء فعل».

الملك عبد الله: الأمير حمزة ضل على ضلاله الذي وصل قاعه العام الماضي وأشار العاهل الأردني إلى أنه صارح الأمير حمزة على مرّ السنين بكل ما سبق، قائلا: قدّمت له النّصح محاولاً مساعدته على الخروج من الحالة التي وضع نفسه فيها، لكنّه لم يتغيّر، على العكس من ذلك، ظلّ على ضلاله الذي وصل قاعه العام الماضي.

وكان ذلك جلياً في كل رسائله، التي شعرت أنها معدّة مسبقاً للإعلام، والتي عكست قناعته بادعاء الظلم عليه بالرغم من المحاولات التي بُذلت معه.

وقال: لقد تيقّنت، بعد كل ذلك، أن أخي الصّغير سيظل يعيش في حالة ذهنية أفقدته القدرة على تمييز الواقع من الخيال.

وتيقنت وقتها أيضاً، صعوبة التعامل مع شخصٍ يرى نفسه بطلاً وضحيةً في الوقت نفسه.

"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ".

وأضاف: رغم ذلك، بذلت المزيد من الجهد لإعادته إلى صوابه، وبعثت له ردا مكتوبا على رسالته الخاصة التي كان بعثها لي، وطلبت منه أن يأتيني متصالحاً مع نفسه، معترفاً بخطئه، ملتزماً بقيمنا وإرثنا.

وأكدت له أنه إذا كان يريد التّعامل مع موضوعه قانونيا كما طلب، فخيار اللّجوء إلى القوانين ذات العلاقة متاح أمامه، على أن يتحمّل ما يصدر عنها من قرارات.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 سنوات | 7 قراءة)
.