‪ارتفاع درجات الحرارة يهدد حياة الإنسان على كوكب الأرض في أفق 2025

تصدرت “قضايا المناخ وارتفاع درجة الحرارة” مؤخرا عناوين الصحف العالمية وتقارير الهيئات المختصة، كما نبهت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى خطورة اشتداد موجات الحرارة في السنوات القادمة.

الارتفاع الحاصل في درجة الحرارة الذي يعيشه العالم يفسره محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، بـ”تراكم ملايين الأطنان من ثنائي أكسيد الكربون والغازات الدفيئة التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض؛ بالإضافة إلى أنه يوما بعد يوم تزداد هذه الغازات الدفيئة على مستوى الغلاف الجوي”، منبها إلى “التداعيات الخطيرة لذلك، التي تترجم في اندلاع الحرائق، وانتشار الأمراض وارتفاع نسب الوفيات، كما حدث الصيف الماضي غرب كندا، حيث سجلت مئات الوفيات”.

ونبه الخبير ذاته، في اتصال مع هسبريس، إلى أن “ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار ودرجة حموضة المحيطات، وبالتالي التأثير بشكل سلبي على التنوع البيولوجي داخل أعماقها، وذوبان القطب الشمالي والثلوج والكميات المتجمدة من الجبال، ما يؤثر على التزود بالمياه الصالحة للشرب ومياه السقي في مجموعة من بلدان عالم، ويهدد الأمن المائي والأمن الغذائي لسكان دول شرق آسيا ومجموعة من دول أمريكا اللاتينية؛ وبالتالي التأثير على بقاء الإنسان على كوكب الأرض”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وينبه الخبراء إلى أن المخاطر الصحية التي ستنتج عن هذه التحولات المناخية سيكون لها وقع أكبر على الفئات الهشة من الأطفال الصغار والمسنين.

في هذا السياق يعرف المغرب ارتفاعا في نسبة المواطنين الذين تفوق أعمارهم سبعين وثمانين سنة، وهي فئة أكثر عرضة لارتفاع الحرارة، والإصابة بالاختناق والأزمات القلبية، والأمراض ذات الصلة بارتفاع درجة الحرارة، التي تؤدي أحيانا إلى الوفاة المفاجئة.

وفي الإطار نفسه ذكرت نادية حمايتي، الباحثة ورئيسة جمعية لاسييسطا لحماية البيئة، أن “نسبة الولادات تراجعت في المغرب، وهو ما كشفته المندوبية السامية للتخطيط، وبالتالي تقلصت فئة الشباب في الهرم السكاني، وهو ما يستدعي القيام بإجراءات موجهة إلى فئة المسنين، على غرار ما تقوم به أوروبا في فترات ارتفاع درجة الحرارة، حيث يتم تحسيس المواطنين المعنيين، وتوجيه رسائل نصية لهم ليتخذوا الاحتياطات اللازمة، من قبيل المكوث في البيوت، وشرب الماء؛ كما يتم تنظيم زيارات من طرف الجهات الصحية إلى منازل هؤلاء للاطمئنان على صحتهم”.

أزمة في أفق 2025 1.

1 درجة حرارية إضافية في ما يهم حرارة الأرض هو الرقم الذي يسجله العالم إلى حدود اليوم، فيما تطمح الدول إلى أن تقف عند 1.

5 كنسبة أشار إليها اتفاق باريس، وألا يتم تجاوزها في أفق 2100؛ إلا أن الخبير بنعبو سجل بأسف “إمكانية الوصول إلى هذا الرقم في أي لحظة بين 2022 و2025، وذلك وفق تقارير هيئة علماء المناخ”.

وتابع المتحدث ذاته بأنه “تم تسجيل سنة 2020 كأحر سنة منذ بداية الثورة الصناعية، فيما اعتبر شهر يوليوز الماضي من أشد الشهور حرارة على مدار السنوات الماضية؛ لذلك يمكن أن نصل إلى معدل 1.

5 درجة حرارية في أفق 2025، وهذا يشكل خطرا على التنوع البيولوجي والمنظومة البيئية التي يتغذى منها الإنسان، سواء من حيث الأوكسجين أو الموارد المائية التي تتناقص مع مرور الزمن”.

من جهتها، أوضحت نادية حمايتي أن “المجتمع المدني دائما يندد بالوتيرة البطيئة في تطبيق التزامات الدول للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تتسبب في الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى الممارسات البشرية الملوثة”.

وحول ما إذا كانت أمام المغرب فرصة للنجاة من تداعيات هذه التحولات، قالت المتحدثة في تصريح لهسبريس إن “المغرب نجح في تدبير جائحة كورونا، وأثبت أن له قدرة على تدبير الأوبئة”، داعية إلى “الاستفادة من هذه التجربة من أجل سن إجراءات استباقية، والاطلاع على الممارسات المثلى للدول التي تشبه المغرب”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 سنوات | 8 قراءة)
.