توكل كرمان: ثورات الربيع العربي لم تواجه قوى الاستبداد بل واجهت معها نظاما عالميا تحكمه شركات الأسلحة

توكل كرمان: ثورات الربيع العربي لم تواجه قوى الاستبداد بل واجهت معها نظاما عالميا تحكمه شركات الأسلحة

توكل كرمان: ثورات الربيع العربي لم تواجه قوى الاستبداد بل واجهت معها نظاما عالميا تحكمه شركات الأسلحة الموقع بوست - الخميس, 19 مايو, 2022 - 06:24 مساءً [ الناشطة اليمنية توكل كرمان ] قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن ثورات الربيع العربي السلمية كانت منعطفا مهما في خلق مناخات التغيير السلمي واجتذاب التيارات السياسية ذات المرجعية الدينية، التي نبذت العنف، وأقرت بالعمل السياسي السلمي نحو المشاركة في التحول الديمقراطي الذي نتج عن الثورات.

  وأضافت كرمان –في كلمة لها في المؤتمر الدولي عن السلمية واللاعنف في الإسلام، جامعة مانشستر – بريطانيا-  إن ثورات التغيير السلمية في المنطقة العربية لم تواجه قوى العنف والحرب الداخلية وحدها، بل واجهت معها نظاما عالميا تحكمه شركات الأسلحة، التجارة الأولى في العالم، وشركات النفط والغاز.

  وأشارت إلى أن هذا النظام- داعم للأنظمة المستبدة التابعة له، يقوم بتسليحها، وشارك في صعودها وانقلاباتها وعملياتها العنفية القذرة ضد معارضيها، منذ النصف الأول من القرن الماضي وحتى الآن.

    كلمتي في المؤتمر الدولي عن السلمية واللاعنف في الإسلام، جامعة مانشستر - بريطانيا توكل كرمان ———- السلام عليكم ورحمة.

.

.

Posted by ‎‎ on    وأردفت "في ساحات وميادين الربيع العربي القريبة العهد قبل عشر سنوات كان الكفاح السلمي هو ميزة الثورات الشعبية، وأداتها للمطالبة بالتغيير.

الهتافات والتظاهرات والاعتصامات السلمية لفتت أنظار العالم حتى أن نشاطات مماثلة انتشرت كمحاكاة لها في مطالب أخرى، في مدريد، ومقر بورصة وول ستريت، وتنفس العالم نسمة هواء ممزوجة بالأمل، هبت من قوة دفع هذه الثورات السلمية".

  واستدركت كرمان بالقول "كانت الآمال كبيرة، والعالم كله يشاهد تلك التجربة المتقدمة في أكبر بلد عربي، مصر، ويتابع انتخابات نزيهة، وتبادلا سلميا للسلطة، هو الأول من نوعه في تاريخ مصر والمنطقة كلها.

  واستطردت "كانت الآمال كبيرة ومماثلة من تونس إلى اليمن، وكانت هذه التحولات تسابق الزمن بالتوازي مع تمكن قوى الحرب وحلفاءها الإقليميين والدوليين من تحويل ليبيا وسوريا إلى نموذجين ملطخين بالدم، لِبَثِّ الصدمة والرعب في وجدان الشعوب العربية كلها، وطيِّ صفحة النموذج الجذاب للتغيير السلمي الذي أبدعته الثورات السلمية الشعبية".

  وقالت "نشاهد اليوم كيف كُسِرت الموجة السلمية بحرب نستطيع أن نصفها وبدون مبالغة بأنها حرب عالمية، لقد فتحوا الباب لقوى العنف والإرهاب، لأنها الوجه الآخر لقوى الأنظمة العنفية، القائمة على الحرب، وأسست حكمها على الحرب وحكمت مجتمعاتها بالحرب".

  وذكرت "في ذات الوقت يتم الآن تصنيف الحركات السياسية الإسلامية، التي نبذت العنف ودخلت ميدان السياسة، يتم تصنيفها في قوائم الإرهاب، بينما الجماعات المتطرفة يتم اجتذابها ورعايتها وتسليحها وتشكيل ميليشياتها، برعاية إقليمية ودولية".

  وقالت الناشطة اليمنية "هذا ليس كلاما مرسلا، بل حقائق.

وسياسة السعودية والامارات وإيران في اليمن وأكثر من دولة عربية نموذج فاقع وصادم على هذا التوجه المدمر".

    وتابعت كرمان إن "تحويل الأنظمة المستبدة مسار الثورات السلمية باتجاه الحرب استجلب قوى من نفس الميدان في الداخل والخارج".

مضيفة "داخليا حصلت التنظيمات الإرهابية على الفراغات التي تبحث عنها لكي تنمو وتوسع نشاطاتها الإرهابية، وخارجيا تدخلت القوى الإقليمية والدولية لتنقل الحرب المحلية إلى حرب إقليمية دولية، ساحاتها بلدان الربيع العربي، وكأن قدر الثورات السلمية أن تقف أمام العالم الذي أعلن الحرب عليها".

  وأكدت أن التسلط والاستبداد هو المحرك الأساسي للعنف وليس الإسلام كدين وثقافة، لافتة إلى قضية التجارب التاريخية للحضارة الإسلامية ستبقى تشكل حاجزا أمام فهم الإسلام كما ينبغي، ولا يمكن لنا طمس كل الجوانب المشرقة والإيجابية في الإسلام أو غيره من الأديان أو النظريات بسبب التطبيقات التاريخية التي تتلبس بها أهواء البشر ونزعاتهم التسلطية وطغيانهم البشري.

  وقالت الناشطة اليمنية في كلمتها إن خيار اللاعنف والكفاح السلمي من أجل الحرية والكرامة والتغيير والسلام، سينتصر في نهاية المطاف، لأن شعوبنا ومجتمعاتنا قد عاشت تجارب مريرة في تاريخها الحديث، وأدركت أن التغيير بالقوة والعنف لا يحقق طموحاتها، وأن الأحزاب التي اختارت الكفاح المسلح قد تطبعت بثقافته وأصبحت أحزابا مستبدة، يحكم باسمها فرد مستبد، بينما كانت أثناء كفاحها المسلح ترفع رايات الانتصار للشعب، والقيم الإنسانية والعدالة والمساواة".

  ودعت كرمان العالم إلى تحويل الحاجة للسلام والنضال السلمي إلى تشابك عالمي من أجل الإنسان، من أجل السلام، من أجل مواجهة العنف الوحشي.

  وختمت كلمتها بالقول "لا يحتاج العالم إلى حرب عالمية أخرى، وخمسين مليون قتيل لكي يستعيد إيمانه بالسلام وضرورة نبذ العنف.

هذه الحروب الدامية وهذا العنف الوحشي الذي يتسع كل يوم كاف ليستعيد العالم وعيه الإنساني، يحتاج إلى نظم تعليمية ونظام عالمي جديد لا يقوم على السلاح والإخضاع، ويحتاج للعودة إلى منابع الثقافة الإنسانية الخلاقة وتاريخ عظمائها الذين نبذوا العنف والحروب، وضربوا لها نماذج في الرقي والمحبة، وطريق البناء والتقدم والسلام".

تابعنا في :

اليمن      |      المصدر: الموقع بوست    (منذ: 2 سنوات | 14 قراءة)
.