حزب الأمة .. هل يدخل للحوار بـ(صرفتين)

آثار التقاء حزب الأمة القومي بالآلية الثلاثية منفرداً بعد لقائه بها ضمن وفد مركزية قوى الحرية والتغيير، قبلها بأيام، أثار جدلاً واسعاً حول مواقف الحزب، واعتبر البعض أن هذه بداية ومقدمة لخروجه من الحرية والتغيير، أو أن ينضم لتحالف جديد، وقبلها أثار الحزب بمواقفه المتناقضة مع تحالف الحرية والتغيير ومع أعضاء الحزب نفسه، مما دفع مراقبين إلى الحديث بأن الحزب يدخل حوار الآلية الثلاثية بـ(صرفتين)، فماذا وراء هذا التناقض والاضطرابات؟.

.

الأمين السياسي لحزب الأمة، الواثق البرير، ابتدر حديثه لـ(السوداني)، بالتأكيد على أن الكثيرين يتساءلون عن سبب اجتماع الأمة بالآلية الثلاثية منفردين، موضحاً أن الحزب له رمزيته تجاه المبادرة الثلاثية وبدء العملية السياسية، وأضاف: “أعلنا هذا في عدد من البيانات أن حزب الأمة يرحب بالعملية السياسية وسيتعامل معها بإيجابية بالطبع كعملية مسهلة وميسرة و وسيطة بالحوار السوداني سوداني”.

وجزم البرير بأن الحرية والتغيير لها نفس الرؤية وتشترك مع الأمة بها، لافتاً إلى تفاكرهم حولها وتموينهم للجنة داخل الحرية والتغيير.

وأردف: “الأمة كحزب عريض وله أدوار وطنية، لديه المسؤولية، والآلية هي من طلبت لقاءنا منفردين ووافقنا على لقائهم، وعرفنا نفسنا بالرؤية المشتركة بين الحزب والحرية والتغيير، وكذلك الأدوار المشتركة، وتناقشنا في العديد من المسائل كالانقلاب، والحوار السوداني السوداني، واستعادة المسار الديمقراطي، ومدنية الدولة”.

ونوه البرير إلى أن الأمة متفق مع الحرية والتغيير وليس هنالك اي تناقض أو تعارض في المواقف، وأضاف: “الأمة حزب عريض وتبنى قراراته على المؤسسية، ويتصرف برؤية واضحة كان قد تبناها في خارطة الطريق التي طرحها مسبقاً والخارطة لاتتناقض مع التغيير، وإذا كانت هنالك رؤى مغايرة فهي تعود لقرارات شخصية”.

وذكر: “قد تكون بعض أماني الأشخاص أن يغادر الأمة الحرية والتغيير ولكن في الواقع لا يوجد أي مبرر للمغادرة سيما وأن الحزب والتحالف متفقان ومشتركان في الرؤى”.

المحلل السياسي د.

الحاج حمد قال: “من المهم جداً أن نذكر أن حزب الأمة يمثل طائفة الأنصار وأبناء الأنصار ليسوا باليساريين، ولا اليمينيين، وبالتالي يتسم سلوكهم السياسي بفقدان الهوية السياسية، وليس للحزب برنامج ليوحده”.

وأشار حمد بحديثه لـ(السوداني) إلى أن أفراد الحزب خريجو المؤسسة العسكرية، وتقدموا طليعة الحزب ويسلكون بحسب رؤاهم أي طريق يقود للديمقراطية، والديمقراطية التمثيلية على وجه التحديد، ليأتوا بالدوائر التمثيلية للأنصار، مشدداً على أن هذا الأمر أيضاً جعل الحزب يفتقر للهوية السياسية، وجعل نظره متعلقاً بأن الوصول للسطة يكون عبر الديمقراطية، وهذا أيضاً خلق بلبلة داخل أفراد الحزب نفسه، لذلك تجدهم دائماً في تشظٍّ، ووضح ذلك في انقسام مبارك الفاضل الذي كان يرى أن الحل في الوفاق مع الإنقاذ.

وتابع: “الآن فضل الله برمة ناصر يرى أن الاقتراب من العسكريين يعني الاقتراب من قانون الانتخابات ولانه عسكري فيفكر بطريقة العساكر.

ونوه حمد إلى أن الحزب يضع شعارات وطنية تمثل اليمين العريض والمحافظين، بيد أن الحزب ليس لديه برنامج يعمل على التوافق بين عضويته ويوحدهم، فضلاً عن تقاطعات صراع أبناء آل المهدي وأبناء الأنصار الذين يعتقدون أن آل المهدي قيادة روحية وليست سياسية، ويرى الأخر أن الحزب ورثة آل المهدي.

فلاش باك وكانت الآلية الثلاثية المشتركة لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وإيغاد، قد أجرت أمس اجتماعات مع ممثلي حزب الأمة القومي بصورة منفردة في إطار المحادثات السودانية – السودانية غير المباشرة التي تقوم بتيسيرها، يذكر أن الحزب التقى بالآلية الثلاثية ضمن وفد مركزية قوى الحرية والتغيير قبيلها بأيام.

الخرطوم:هبة علي صحيفة السوداني                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 2 سنوات | 8 قراءة)
.