ترميم المقبرة اليهودية يطلق احتفالات طقوس "الهيلولة" لأول مرة بمكناس

شهدت مدينة مكناس، مساء أمس الأربعاء، تدشين المقبرة التاريخية اليهودية بعد أن خضعت لأعمال ترميم واسعة، وذلك بحضور عشرات المغاربة اليهود من المغرب ومختلف أنحاء العالم، غالبيتهم العظمى من مدينة مكناس.

وتم تتويج هذه المناسبة، لأول مرة بمدينة مكناس، بتنظيم احتفالية كبرى بطقوس “الهيلولة” داخل فضاء المقبرة المذكورة، حيث تم إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، إشعال الشموع طلبا للبركة، وتنظيم حفل غنائي وحفل عشاء على شرف الحضور.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وتندرج عملية ترميم المقبرة اليهودية بمكناس في إطار المشروع الملكي الذي يروم إعادة تأهيل 180 مقبرة يهودية عريقة بالمغرب وإعادة الاعتبار إليها.

وشملت أشغال إعادة تأهيل هذه المقبرة، فضلا عن تنظيفها، ترميم جميع ممراتها وقبورها وأسوارها وأبوابها، بالإضافة إلى تعزيزها بمتحف يهودي يضم وثائق تاريخية نادرة، ومرافق دينية وصحية.

وترأس إعادة الافتتاح الرسمي للمقبرة اليهودية وإحياء عيد “الهيلولة”، عامل إقليم مكناس عبد الغني الصبار، إلى جانب الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو، وذلك بحضور شخصيات دبلوماسية، ضمنها القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرباط، ديفيد غرين، والقائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط ديفيد غوفرين، فضلا عن عدد من الحاخامات من المغرب وأوروبا وإسرائيل.

وتكتسي المقبرة اليهودية بمدينة مكناس، الواقعة جوار السور الإسماعيلي، أهمية تاريخية؛ إذ يعود تاريخ إحداثها إلى ما قبل أزيد من ثلاثة قرون.

وفي كلمة له بالمناسبة، قال الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، “سيرج بيرديغو”، أن عملية إعادة ترميم المقبرة العريقة لمكناس، الفريدة من نوعها والتي تضم عشرات القبور، كانت معقدة؛ نظرا لمتاخمتها للسور التاريخي لمكناس، ما توجب معه، يقول المسؤول اليهودي، القيام بأشغال تأهيل تراعي خصوصية المعالم التاريخية للمدينة.

وفي تصريح لهسبريس، وصف الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب إعادة افتتاح المقبرة اليهودية بمكناس بـ”اليوم الكبير بالنسبة لليهودية المغربية”، مبرزا أنه بعد سنتين من الأشغال والانتظار بسبب الجائحة، تم أخيرا تدشين المقبرة.

وأكد “بيرديغو”، الذي ولد بالمدينة الاسماعيلية، أن عملية إعادة تأهيل مقبرة مكناس، التي يرجع تاريخ إحداثها إلى سنة 1682 ميلادية، يعد إنجازا ملكيا عظيما، معبرا عن سعادته الغامرة باستقبال نحو 400 يهودي تعود جذورهم إلى مدينة مكناس، قال إنهم عادوا إلى مدينتهم وبلدهم وأصدقائهم المسلمين.

“الهيلولة” لأول مرة بمكناس من جانبه، قال جيورج سباط، عن مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، إن المقبرة اليهودية بمكناس تحتضن رفات عدد من “الصديقين” اليهود (الأولياء)، مثل “رفاييل برغيدو” و”دافيد حاسين” و”داود بوسيدان” و”مول الكرمة”.

وأضاف سباط، في تصريح لهسبريس، أن اليهود الذين تعود جذورهم إلى مدينة مكناس توافدوا بهذه المناسبة من مختلف دول العالم عليها للاحتفاء بـ”الهيلولة” لأول مرة بها، وللفرح برجال دينهم الكبار.

يعقوب الترجمان، قاض بالغرفة العبرية للمحكمة الابتدائية بطنجة، اعتبر بدوره أن هذه المناسبة لا تقدر قيمتها بثمن، قائلا إن الاحتفاء بـ”الهيلولة” يعد ليلة مقدسة بامتياز، مضيفا أنه من خلال “الهيلولة” يتم الاحتفال بأشهر أولياء اليهود، ويتعلق الأمر بـ”شمعون بن باروحاي”، الذي وصفه بصاحب المعجزات.

وأكد يعقوب الترجمان، في تصريح لهسبريس، أن عيد “الهيلولة” يعد من أجمل الأعياد اليهودية، مبرزا أن “إحياء هذه المناسبة الدينية غير المسبوقة بمكناس، تعد نقطة انطلاق لتصبح تقليدا سنويا حتى تشكل فرصة لأعداد كبيرة من يهود المدينة لربط حاضرهم بجذورهم التاريخية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 سنوات | 21 قراءة)
.