‪كتاب يستحضر مسارات ونضالات الزعيم النقابي الراحل نوبير الأموي‬

صدر عن منشورات القلم المغربي كتاب جديد للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، يتطرق للمحطات النضالية والحياتية للزعيم النقابي نوبير الأموي، الذي توفي العام الماضي بعد صراع طويل مع المرض.

ويقع الكتاب التذكاري، الذي يحمل عنوان “نوبير الأموي: فصول من سيرة مناضل استثنائي”، في ثمانين صفحة من الحجم المتوسط، وهو من إعداد محمد عطيف وشعيب حليفي، ومن تصميم الفنان أحمد جاريد.

ويتضمن المؤلَّف محطات من حياة الراحل النضالية الغنية بالمعارك والتضحيات، معززة بأقواله التي تبقى شاهدة على ثقافته الواسعة وفكره التقدمي، وحاملة آماله وتطلعاته إلى مغرب ديمقراطي ومتقدم.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وفي أولى صفحات الكتاب يجد القارئ العديد من أقوال الزعيم النقابي، لعل أبرزها: “لست الأموي الذي كان منذ عشر أو عشرين سنة، فالأموي مات مرات وانبعث مرات، كتوجه وتجربة وعلاقات داخل المجتمع”.

وجاء في الوثيقة أن نوبير الأموي “نهض على مساحة أزيد من أربعة عقود ساخنة ومتحولة، بالزمن المغربي عالياً في مستوى لا يمكن للذين سيكتبون عن هذه المرحلة تجاوز بصمته البارزة بحضوره، فكراً وممارسة”، وتابعت بأن “انطلاقة الأموي كانت من ساحة النضال السياسي نحو تحرير الاجتماعي، وعدد من المفاهيم المتعلقة بالصراع والوعي والنضال، قبل أن ينتقل إلى جعل النضال الاجتماعي أداة قوية لتحرير الفعل السياسي”.

وأشار الكتاب إلى أن “الأموي هو الواحد والمتعدد في مراحل حاسمة من الزمن المغربي؛ فهو قائد نقابي وسياسي ومرشد ثوري وزعيم نافذ البصيرة للمد اليساري بالمغرب، حيث بات أسلوبه قوة متجسدة تنظيما وممارسة”.

واعتبر المؤلَّف القيادي الراحل “المؤسس للفعل النقابي، والموجه للكفاحات التاريخية، والصانع لأهم القرارات السياسية التي كانت وراء العديد من المكتسبات الاجتماعية والدستورية والحقوقية”.

وولد نوبير الأموي في 21 نونبر 1938 بسطات، وترعرع وسط الفلاحين، فحفظ القرآن، قبل أن يأخذه أخوه إلى الدار البيضاء ليُتابع دراسته بمدرسة اتحاد الحي الصناعي، ثم انتقل إلى كلية ابن يوسف بمراكش، وبعدها إلى جامعة القرويين بفاس.

وبعد عودته من فاس، اختار الأموي التعليم مهنة، قبل أن ينتقل إلى الرباط بدءاً من مارس 1957، ثم مدرسا بمدرسة المعلمين إلى حدود سنة 1964؛ وفي هذه الفترة تزوج من رفيقة عمره فاطمة الشاوي التي توفيت في مارس 2015.

وانخرط الأموي في العمل الوطني والسياسي في صفوف حزب الاستقلال سنة 1952 بالدار البيضاء خلال الفترة الاستعمارية، حيث كان عنصراً فاعلاً ضمن خلايا “جيش الأطلس”، وفي حركة “المقاومة السرية” آنذاك؛ كما التحق بحركة 25 يناير 1959 (الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال)، ثم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959، وشارك خلالها في العديد من الأشكال الاحتجاجية العابرة للمجالات.

ومن الأقوال المهمّة التي أوردها الكتاب ما يلي: “في سنة 1991، صرّحت بأنني مع ملكية برلمانية، يسود فيها الملك ولا يحكم، فاعتبر البعض أن هذا الخطاب يبدو ماضوياً، فقلت لهم لا أدري إن كان ماضوياً، ولكن على كل حال فهو لغة المستقبل، إن عاجلاً أو آجلاً سنصل إلى ذلك، إذا نحن أردنا أن نحافظ على مؤسساتنا التقليدية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 سنوات | 22 قراءة)
.