موقع اماراتي: الحوثي يسيطر على 80% من محافظة مارب

  موقع اماراتي: الحوثي يسيطر على 80% من محافظة مارب

ما تأثير سيطرة ميليشيات الحوثي على مديريتي الجوبة وجبل مراد على مسار الحرب في اليمن؟     رأى محللون أن سيطرة ميليشيا الحوثي على مديريتي الجوبة وجبل مراد في محافظة مأرب شمال شرق اليمن يمكن أن تشكل مرحلة مفصلية في مسار الحرب، بينها وبين القوات الحكومية، على مختلف الأصعدة لا سيما ”العسكري“ منها.

  وبحسب المعطيات على الأرض فإن التقدمات الأخيرة التي حققتها ميليشيا الحوثي، في الجبهات الواقعة جنوب غرب مأرب، تجعل المسافة التي تفصلها عن مركز المحافظة، مجرد كيلو مترات قليلة فقط، لكن ذلك، وفق محللين، لن يجعل السيطرة على كامل مأرب مهمة سهلة.

  وفي حال مواصلة تقدم الميليشيا صوب عاصمة المحافظة وتمكنها من السيطرة عليها، سيفرض بذلك الحوثيون سيطرتهم على كامل المحافظات والمناطق في شمال البلاد، وسينتهي بذلك أي تواجد أو سيطرة، للحكومة الشرعية المعترف بها دوليّا في شمال الوطن.

  وقال المتحدث العسكري باسم القوات المشتركة وضاح الدبيش ”من المنظور العسكري، فإن سقوط مديريتي الجوبة وجبل مراد، اللتين تعتبران البوابة الرئيسة وخط الدفاع الأول عن مدينة مأرب أو مركز مدينة مأرب، هو بداية سقوط الأنساق المتتالية لهما تِباعا“.

  وأشار الدبيش، في حديثه لـ“إرم نيوز“، إلى أن ”الموقع الإستراتيجي الذي تتميز به مديرية جبل مراد، لا يقل أهمية، جغرافيا وسياسيا وعسكريا، عن مركز محافظة مأرب“.

  وأوضح أن ”السيطرة على الجوبة وجبل مراد، تجعل ميليشيا الحوثي تستكمل ما مقداره 80% من السيطرة على كامل مديريات مأرب“.

  وأكد الدبيش، ضرورة أن ”يتم تحويل المعركة من قبل قوات الجيش، من حالة التصدي لهجمات الحوثيين فقط، والانتقال من وضع الدفاع، إلى المبادرة من خلال تنفيذ العمليات وشن الهجمات المعاكسة“.

  ولفت إلى أنه ”ما لم يتم تغيير هذه الإستراتيجة الدفاعية، فإن قوات الجيش ستنهار خلال أيام قليلة جدا، وستتم السيطرة على كل مأرب، من قبل الميليشيات الانقلابية“.

  وأكد الدبيش ”بالرغم من ذلك فإن ميليشيا الحوثي، تكبدت خسائر بشرية ومادية ولوجستية فادحة، لا تقارن بخسائرها طيلة السنوات السبع الماضية“.

  معارك صعبة   من جانبه، قال الصحفي والباحث السياسي فؤاد مسعد إن ”سيطرة ميليشيا الحوثي، على منطقتي جبل مراد والجوبة، تعني نجاحها في السيطرة على جنوب غرب مأرب، وذلك بعد سنتين من المعارك المستمرة في تلك المناطق، بمعنى أن سيطرتهم لم تكن سهلة، إذ دفعوا الآلاف من أنصارهم قتلى وجرحى“.

  وتابع مسعد في حديثه لـ“إرم نيوز“: ”استمات الحوثيون في الوصول إلى هذه المناطق، لتهديد مركز المحافظة، ومنطقة النفط في صافر“.

  ويرى أن ”المعارك في المرحلة المقبلة، لن تكون سهلة على الحوثيين“.

  وعزا ذلك إلى أن ”القوات التي انسحبت من جبل مراد والجوبة، سواء القوات التابعة للجيش أو رجال المقاومة من مسلحي القبائل، ستكون في انتظار الحوثيين في المرحلة المقبلة“.

  مكاسب   ويرى مراقبون سياسيون، أن ”وقوع كامل مديريات ومناطق محافظة مأرب الغنية بالنفط، ضمن نطاق سيطرة ميليشيات الحوثي، سيحقق لهم إلى جانب المكسب العسكري، مكاسب سياسية واقتصادية مهمة، فعلى الصعيد السياسي فإن ذلك سيقوي موقفهم في أي مفاوضات ومحادثات سياسية مقبلة“.

  وأما على الصعيد الاقتصادي، فإن كل ما تجود به محافظة مأرب من مشتقات نفطية، سيكون تحت تصرف ميليشيات الحوثي؛ ما سيدر عليهم الكثير من الأموال، وسيمكنهم ذلك من دعم مجهودهم الحربي، والتمكّن لفترة زمنية أطول.

  ويقول المحلل السياسي ياسر اليافعي إن ”سيطرة ميليشيا الحوثي على مديريتي الجوبة و جبل مراد، تعني تحقيقهم انتصارا مهمّا في معاركهم، للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز“.

  وأضاف اليافعي في حديثه لـ“إرم نيوز“ أنه ”بسيطرة الميليشيا على هذه المديريات يعني انتقالها إلى مرحلة جديدة وحاسمة من المعارك للسيطرة على آخر معاقل الشرعية في شمال اليمن وهي مدينة مأرب“.

  وتابع ”بات الحوثي يُحكم الإطباق على مدينة مأرب من جهة الجنوب، كون انتصاراته الأخيرة، ستقطع على القوات الحكومية، خطوط الإمداد بين مديريات المحافظة ومركزها، وبالتالي الاقتراب أكثر من وسط المدينة، التي باتت تبعد أقل من 30 كيلو مترا، عن مناطق سيطرة الحوثيين“.

  بوادر ومؤشرات   يشير المتابعون للوضع الميداني في جبهات القتال، إلى أت سقوط المديريات في جنوب غرب مأرب، واقتراب الحوثيين من مركز المحافظة، لم يكن بمحض الصدفة أو وليد اللحظة، فقد سبق الوصول إلى هذه المرحلة، مؤشرات وبوادر، نتائجها الطبيعية حدوث كل ما حدث.

  وبخصوص ذلك، قال الناطق باسم القوات المشتركة وضاح الدبيش ”بداية سقوط مأرب والمؤشر على ذلك، هو سقوط مديريات بيحان، والصفراء وحريب، وكذاك سقوط أجزاء من محافظة البيضاء، فإن هذا الأمر أسهم وسهل على ميليشيات الحوثي، الضغط على الجيش الوطني، من جميع الاتجاهات، وفتح محاور قتالية جديدة؛ ما أنهك واستنزف قوات الجيش الوطني كثيرا“.

  وأضاف الدبيش ”ومن مؤشرات سقوط مأرب، توقيف الجبهات القتالية على مستوى الجمهورية اليمنية؛ ما جعل ميليشيا الحوثي تعزز من قوتها، وذلك من خلال التفرغ الكامل، والدفع بتعزيزاتها العسكرية والبشرية، صوب جبهات مأرب“.

  ويعتقد أنه ”لو جرى تفعيل الجبهات الأخرى، بالتزامن مع معارك مأرب، ولو بنسبة 50%، لما كان حال ووضع مأرب، اليوم بهذا السوء، وما كنا لنرى ميليشيات الحوثي تحقق هذه الانتصارات“.

اليمن      |      المصدر: يمني سبورت    (منذ: 2 سنوات | 34 قراءة)
.