مبادرة إقليمية بأهداف عالمية

استثمرت المملكة العربية السعودية في كل الساحات، والجوانب الملائمة من أجل تنفيذ التزاماتها العالمية الخاصة بحماية البيئة، والتغير المناخي عموما، كما ألزمت نفسها بسلسلة من المبادرات، والتعهدات، والتحركات، في إطار نظرتها الاستراتيجية لهذه المسألة التي صارت محورا دوليا رئيسا.

وبكل بساطة، نجحت السعودية بالفعل خلال فترة رئاستها "مجموعة العشرين" في دورتها السابقة، لتطرح كل ما يدعم المسار العالمي نحو خفض تلوث المناخ، والمحافظة على المستويات الصحية، والبيئية الصحيحة، وكان لهذا التحرك الأثر الأكبر في الساحة العالمية.

كما وضعت أسسا جديدة عبر مبادرات جديدة بناء على الحراك السعودي في هذا الميدان، في القمة التي تسيطر على 80 في المائة من الناتج الإجمالي العالمي.

كل ذلك، يأتي من خلال كون حماية البيئة والمناخ، تمثل محورا أساسيا ضمن رؤية المملكة 2030، التي مزجت بصورة متطورة بين التنمية المستدامة، والبناء الاقتصادي، واستحقاقات المناخ.

قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي عقدت في الرياض، جاءت في الواقع ضمن الحراك السعودي المكثف، وهي تسبق القمة العالمية المنتظرة حول المناخ، التي ستعقد في جلاسكو الشهر المقبل، كما أنها تصاحب مبادرة "السعودية الخضراء" التي طرحت أفكارا ومبادرات، عدها ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز بأنها مهمة للغاية في سياق تحرك العالم لصيانة المناخ والبيئة، وأشاد بها جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي للمناخ.

  الهدف الأساسي للرياض مكافحة التغير المناخي، وإشراك أصحاب المصلحة، لتحقيق الأهداف المشتركة في هذا الميدان.

وفي قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، عززت السعودية تحركها المناخي عبر إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حزمة أولى تشمل استثمارات تصل إلى 700 مليار ريال، وهذه الاستثمارات يدخل فيها القطاع الخاص، وهو شريك أساسي ضمن مخططات التنمية السعودية الكبرى.

ولأن التوجه السعودي واضح حيال مكافحة التغير المناخي منذ البداية، كان من الطبيعي أن تنضم المملكة إلى التعهد العالمي بشأن الميثان الهادف إلى خفض انبعاثات الميثان الدولية 30 في المائة.

الهدف الأشمل للعالم يبقي المحافظة على مستوى ارتفاع درجة حرارة الأرض دون 1.

5 درجة مئوية، ومبادرات السعودية ستخفض طوعيا الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، وهذا يدخل ضمن مستهدفات "الرؤية"، فضلا عن مخططات توليد 50 في المائة من الاحتياجات المحلية من الطاقة عبر مصادر طاقة متجددة.

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، هي مبادرة إقليمية واسعة لتحقيق أهداف عالمية أوسع، وتكفي الإشارة إلى أنها تستهدف زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، واستعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، أي ما يمثل 5 في المائة من الهدف العالمي، وهذا الأمر يحقق تخفيضا 5.

2 في المائة من معدلات الكربون العالمية.

الطروحات السعودية متنوعة ومتجددة ومبادراتها تمثل قوة دفع للحراك العالمي بحسب المختصين الدوليين في هذا المجال، وكل ذلك يتم وفق مواءمة منهجية التنمية المستدامة محليا، واستراتيجية مكافحة التغير المناخي العالمي.

هذا المسار، يؤكد مرة أخرى نجاعة ما أتت به رؤية المملكة 2030 إلى الساحة المحلية، وروابطها الدولية أيضا، وأهمية السعودية كدولة مشاركة في صنع القرار العالمي، وسعيها الحثيث إلى كل ما من شأنه مصلحة البشرية جميعا.

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 2 سنوات | 28 قراءة)
.