قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر .. خريطة إقليمية لحقبة خضراء جديدة

قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء، إن التغير المناخي هو فرصة اقتصادية ستحفزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، لتوفير وظائف نوعية وتعزيز الابتكار في المنطقة، مشيرا إلى أن آثار التغير المناخي لا تقتصر على البيئة الطبيعية فقط، بل تشمل الاقتصاد والأمن.

جاء ذلك خلال افتتاحه في العاصمة الرياض، أمس، أعمال قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، بمشاركة دولية واسعة يتصدرها رؤساء وقادة الدول وصناع القرار في العالم، لرسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها، في بادرة تقدمها السعودية لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة والإنسان والحيوان ومواجهة تحديات التغير المناخي.

وقال ولي العهد في بداية أعمال القمة: "أصحاب السمو والفخامة والدولة، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحب بكم اليوم في بلدكم الثاني، المملكة العربية السعودية، في القمة الأولى لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر".

وأضاف "نجتمع اليوم في هذه القمة لتنسيق الجهود تجاه حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، ولوضع خارطة طريق لتقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من (10 في المائة) من الإسهامات العالمية، وزراعة (50) مليار شجرة في المنطقة وفق برنامج يعد أكبر برامج زراعة الأشجار في العالم، ويسهم في تحقيق نسبة (5 في المائة) من المستهدف العالمي للتشجير".

وتابع الأمير محمد بن سلمان "نهدف اليوم في هذه القمة أن نعمل سويا لوضع خارطة طريق إقليمية، ومنهجية عمل لتمكين تحقيق هذه المستهدفات الطموحة".

وذكر ولي العهد "تؤمن المملكة العربية السعودية، أن مصادر الطاقة التقليدية كانت أهم الأسباب لتحول دول المنطقة والعالم من اقتصادات تقليدية إلى اقتصادات فاعلة عالميا، والمحرك والدافع الرئيسي نحو أسرع نمو اقتصادي عرفته البشرية على الإطلاق".

وقال "إننا اليوم ندشن حقبة خضراء جديدة للمنطقة، نقودها ونقطف ثمارها سويا، إيمانا منا أن آثار التغير المناخي لا تقتصر على البيئة الطبيعية فقط، بل تشمل الاقتصاد والأمن، ومع ذلك، نحن نعي أن التغير المناخي هو فرصة اقتصادية للأفراد وللقطاع الخاص، التي ستحفزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، لتوفير وظائف نوعية وتعزيز الابتكار في المنطقة".

وأشار إلى أن "هناك فجوات في منظومة العمل المناخي في المنطقة، ونستطيع عبر تنسيق الجهود الإقليمية ومشاركة الخبرات والتقنيات، أن نحقق إنجازات متسارعة في مبادراتنا".

وأوضح "لتمكين ذلك، تعلن المملكة أنها ستعمل على إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف، وتأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، وإنشاء برنامج إقليمي لاستمطار السحب.

وسيكون لهذه المراكز والبرامج دورا كبيرا في تهيئة البنية التحتية اللازمة لحماية البيئة وتخفيض الانبعاثات ورفع مستوى التنسيق الإقليمي".

وتابع "امتدادا لدور المملكة الريادي في تنمية أسواق الطاقة، سنعمل على تأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية تسهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لأكثر من (750) مليون شخص في العالم.

ويبلغ إجمالي الاستثمار في هاتين المبادرتين ما يقارب (39) مليار ريال، وستسهم المملكة في تمويل قرابة (15 في المائة) منها.

وستعمل المملكة مع الدول وصناديق التنمية الإقليمية والدولية لبحث سبل تمويل وتنفيذ هذه المبادرات".

وأضاف "حرصا على رفع مستوى التنسيق، نعلن عن تأسيس مؤسسة المبادرة الخضراء، كمؤسسة غير ربحية لدعم أعمال القمة".

وتابع ولي العهد "في الختام، إن مواجهة التغير المناخي تتطلب منا العمل المشترك نحو تطوير التقنيات وتوفير البيئة المناسبة لتمويلها، والحفاظ على الثروات الطبيعية التي تمتلكها منطقتنا، وتعزيز التعاون بيننا لأجل ذلك.

.

وأدعو الآن الأخوة والأخوات للمشاركة في أعمال القمة وإلقاء كلماتهم، متمنيا لأعمالنا التوفيق.

.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

وحضر القمة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، والأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة، والمهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح وزير الاستثمار، والمهندس إبراهيم بن محمد السلطان المستشار في الديوان الملكي.

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 2 سنوات | 27 قراءة)
.