مبادرات "أكاديمية التغيير" تحتضن الشباب بشراكات بناءة وحكايات مؤثرة

وسط ما يعرفه المجتمع المدني من حركية ودينامية في ظل المتغيرات الراهنة تبرز “أكاديمية التغيير” كواحدة من الهيئات الجمعوية المختلفة والرائدة على مستوى عمالة المضيق الفنيدق.

وتهدف الأكاديمية، التي رأت النور قبل أربع سنوات بمارتيل، حسب رئيسها محمد بنعيسى، إلى أن تكون قيمة مضافة سواء على مستوى الفئة المحددة والمستهدفة أو من خلال اشتغالها من أجل ومع الشباب في وضعية هشاشة.

وقال بنعيسى إن الأكاديمية تتبنى إستراتيجية مختلفة من حيث الأهداف والمناهج وآليات العمل، عبر اعتماد طرق حديثة للتتبع والتقييم وقياس الأثر والقطع مع الطرق التقليدية في العمل المدني التي لم تعد تجذب هذه الشريحة المجتمعية.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ويحسب لـ”أكاديمية التغيير”، وفق رئيسها سالف الذكر، حرصها على إشراك المئات من الشباب من شمال المغرب وجنوبه في برامجها، عبر الرفع من قدراتهم ومؤهلاتهم ومعارفهم ودمجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والجمعوية، بتنسيق مع شركاء وطنيين ودوليين.

ومن بين المشاريع التي انبثقت من الأكاديمية مشروع “نقدرو كاملين”؛ وهو مبادرة تهدف إلى تقوية المرونة والصمود الفردي والجماعي لدى الشباب بعمالة المضيق الفنيدق، ومحاربة آفة إدمان المخدرات في أوساط الشباب.

أحمد الجناتي، فاعل جمعوي وصانع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، قال إن مشروع “نقدرو كاملين” مبادرة شبابية تسهر عليها “أكاديمية التغيير” بشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني.

وأضاف الجناتي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن بداية هذا المشروع كانت من خلال بحث ميداني بالأحياء الشعبية بمدينة الفنيدق، تم الوقوف إبانه على استفحال ظاهرة إدمان المخدرات في أوساط الشباب، ليتم التفكير في البحث عن حلول نوعية للتوعية بخطورة هذه الآفة التي دمرت شباب المنطقة.

وبعد تفكير، يضيف الجناتي، استقرت الفكرة على إنتاج فيلم وثائقي بعنوان “آخر مرة” يحاكي معاناة شباب المدينة سالفة الذكر مع هذه الآفة، مستحضرا التفاعل والاستحسان الكبيرين اللذين حظيت بهما هذه الفكرة.

وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته أن اختيار التوجه إلى إنتاج الأفلام لم يكن اعتباطيا، حيث تمت الاستفادة من قدرات الشباب وهامش الرقمنة واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي للانفتاح على أكبر شريحة ممكنة للتحسيس والتوعية بمخاطر الإدمان.

وعلاوة على الفيلم الوثائقي، كشف المتحدث ذاته أن “الأكاديمية سهرت على إنتاج فيلم قصير بعنوان “صرخة” حاولنا من خلاله تسليط الضوء على مشاكل اجتماعية لا تقل أهمية عن ظاهرة تعاطي المخدرات.

وكانت هذه المبادرة فرصة ليطور هؤلاء الشباب مهاراتهم الحياتية؛ منها المرونة في التعامل مع الأحداث ومع المجتمع، حتى يصبحوا قادرين على تقبل الآراء والأفكار ومرنين معها، بالإضافة لتنمية القدرة على العمل داخل الفريق”.

“احكي يا شهرزاد” ولأن الأكاديمية تؤمن بالتغيير، فقد اتخذت من الحكاية الشعبية وسيلة لزرع قيم المواطنة لدى الفتيات اللواتي اعتدن حياة الظل.

وهنا، فقد مكن برنامج “احكي يا شهرزاد” من إحياء التراث الشعبي وتشجيع المستفيدات على فعل الكتابة والقراءة والحكاية.

وردة الناجي، عن جمعية المستقبل للتنمية المحلية والثقافة والعمل الاجتماعي ببليونش، واحدة من المستفيدات من هذا البرنامج، قالت لهسبريس إن هذه التجربة كان لها الأثر البالغ على حياتها.

وبلغة عربية سليمة، أضافت الفتاة القادمة من قرية بليونش أن بلدتها معزولة جغرافيا لوجودها بين جبل موسى ومضيق جبل طارق، مشيرة إلى أن هذا البرنامج ساهم في رسم معالم شخصيتها وأكسبها الثقة في النفس والجرأة أثناء تبادل الآراء والدفاع عن المواقف.

وتطمح الشابة العشرينية إلى أن تصبح فاعلة في محيطها وصقل مهارات وتقنيات الحكي وحبكة الحكاية وإفهامها للناس، معتبرة الحكاية رسول سلم ومحبة وسلام.

ووصفت الناجي الحكاية بـ”الجسر الذي يربط بين الماضي، أي الموروث الشعبي الشفهي والحكاية الشعبية، وبين الحاضر الذي يروم المساهمة في التغيير المبني على إحياء ثقافة القيم والمواطنة الحقة”، آملة أن تبصم على مسار مشرف وترسم صورة مشرقة لها ولبنات جنسها، خاصة اللواتي ينحدرن من مناطق معزولة.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 سنوات | 20 قراءة)
.