في العيد القومي للمحافظة.. حكاية مقاومة الإسماعلاوية ضد الإحتلال الإنجليزي

في العيد القومي للمحافظة.. حكاية مقاومة الإسماعلاوية ضد الإحتلال الإنجليزي

احتفلت محافظة الإسماعيلية، اليوم السبت، الموافق ١٦ أكتوبر بعيدها القومي، بعدما كانت لفترة ماضية تحتفل بالعيد القومى فى ٢٥ يناير، وتم تغيير موعد الإحتفال حتى لا يتعارض مع إحتفالات ثورة ٢٥ يناير وعيد الشرطة الذى يتم الإحتفال به فى اليوم نفسه.

وكانت الإسماعيلية تحتفل بالعيد القومى لها فى ١٦ أكتوبر منذ عودة المهاجرين إلى الإسماعيلية، ثم قرر المجلس المحلى للمحافظة فى التسعينيات إلى تغيير موعد الاحتفال إلى ٢٥ يناير.

ويأتي اختيار يوم ١٦ أكتوبر عيدًا قوميًا للمحافظة، لما يحمله من تاريخ ويسجله فى أعماقه لعدة دلالات عاشها أبناء المحافظة، وانتقلت إلى سائر المحافظات رفضًا وغضبًا من الاحتلال البريطاني، ويعد ١٦ أكتوبر رمزًا لتلاحم فئات الشعب من المواطنين والعمال والطلبة والفدائيين للثورة ضد الاحتلال الإنجليزي، ففى ١٦ أكتوبر ١٩٥١ اندلعت المظاهرات فى الإسماعيلية للمطالبة برحيل الاحتلال الإنجليزى وبعد إلغاء معاهدات ١٩٣٦، حيث خرج طلاب المدرسة الثانوية بالإسماعيلية وانضم إليهم عدد من عمال مصنع الكوكاكولا وبعض العاملين فى الشركات الأجنبية، وتم حرق مول النافى "الجمعية التعاونية البحرية للإنجليز" تعبيرًا عن الغضب الشعبى، والنافي كان موقعه بميدان عرابى أو ميدان محطة سكة حديد الإسماعيلية.

والميدان يحده من جهة الشمال شارع روبير المعروف الآن باسم شارع الحرية ومن الشرق شارع أوجينى المعروف الآن باسم شارع عرابى من الغرب محطة السكة الحديد، بينما حده الجنوبي موقع فندق إيزيس الحالى، وكان يطلق عليه قديما ميدان الملكة نازلى بعد حفر قناة السويس، واستمر الاسم إلى أن قامت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وجلاء الإنجليز عن مصر فتم تجديد الميدان فى ٢٤ سبتمبر ١٩٦١ أطلق عليه ميدان عرابى، ووضع تمثال عرابى والموجود حاليا فى منتصف الميدان.

وكلمة "نافى" تعنى البحرية، حيث كان جنود البحرية الملكية البريطانية في قاعدة قناة السويس يتوافد على المكان هم وعائلاتهم تسوق والترفيه، وكانت هذه المنشأة ضخمة وتضم العشرات من المحلات التجارية والترفيهية والتي يباع فيها كل شىء من الاحتياجات اليومية للجنود الإنجليز، كما كان يحتوى على بار وكافتيريا.

وتؤكد بعض الروايات التاريخية لبعض المؤرخين بالإسماعيلية، على أن ملكية النافى للإنجليز تضاربت الأقوال، فهناك من ذكر أن الملكية كانت لمجموعة من التجار المصريين واليونانيين، وذلك بإستغلال وجود جنود البحرية الإنجليزية فى قاعدة قناة السويس، والبعض الأخر قال أن المول أنشأته البحرية الإنجليزية لجنودها للترفيه عنهم وقضاء احتياجاتهم، وفى كلا الحالتين أن المول المسمى بالنافى تم حرقه فى يوم ١٦ أكتوبر ١٩٥١ ونهب كل ما فيه وتدمير كل شىء، وكانت بداية لتلاحم الشعب مع الفدائيين فى منطقة القناة وبعدها بشهور قليلة، وبالتحديد فى ٢٥ يناير ١٩٥٢ كانت المعركة الشهيرة معركة الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزى فى نقطة شرطة البستان وهى لا تبعد كثيرًا عن موقعة حرق النافى بميدان عرابى.

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 3 سنوات | 27 قراءة)
.