"ممارسة البيزوطاج" تحوّل استقبال الطلبة الجدد إلى مشاهد "عنف وإساءة‬"

باستثناء بعض المعاهد والمدارس العليا التي رخصت لطلابها بإقامة احتفالات “البيزوطاج” خلال بداية العام الدراسي الحالي، بات ظاهرا أن عددا من المؤسسات التعليمية في المغرب لم تعد تقبل بمثل هذه الممارسات داخل فضاءات “الدراسة”، بعد الجدل الكبير الذي أثارته خلال الأعوام الماضية.

ومعروف أن “البيزوطاج” هي احتفالات يقوم بها الطلبة القدامى في المدارس التحضيرية والمعاهد العليا والكليات، عند كل بداية موسم دراسي، لاستقبال الطلبة الجدد.

وترافق هذه الاحتفالات في بعض الأحيان مشاهد محرجة ومسيئة إلى المؤسسات التعليمية التي تحتضنها؛ من قبيل رمي الطلبة الجدد بالبيض والدقيق، أو وضع مساحيق التجميل بطريقة مثيرة، أو إرغام الذكور على ارتداء فساتين نسائية ووضع مساحيق التجميل.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وقد تراجع إقبال الطلبة على مثل هذه الاحتفالات خلال العامين السابقين، بسبب ظروف جائحة “كورونا” ومنع بعض المؤسسات التعليمية لهذه الطقوس، لا سيما بعض تعرض طالبات للضرب والرفس من قبل زملائها داخل مدرسة للمهندسين بالعاصمة الرباط.

وتتحول طقوس استقبال الطلبة الجدد غالبا إلى مشاهد يعلوها العنف والإساءة وتجاوزات سلوكية وأخلاقية خطيرة، أخرجت غاية “البيزوطاج” من حدودها وغاياتها المُسطرة.

وفي معاهد الصحة، رخصت الإدارة للطلبة بالقيام ببعض الاحتفالات لاستقبال الطلبة الجدد؛ لكن مع مراعاة الشروط الاحترازية الصحية.

فيما منعت احتفالات “البيزوطاج” في بعض الجامعات، كما هو الشأن بالنسبة إلى المدرسة الحسنية للأشغال العمومية والمدرسة المحمدية للمهندسين.

وشدد عبد الجبار شكري، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع وعلم النفس، على أن “البيزوطاج” كان “معروفا في مجال الجندية والخدمات العسكرية، حيث يتم استقبال المتدربين من قبل الجنود ويتم إرغامهم على ممارسة بعض الأفعال التي تتطلب قوة جسمانية هائلة”، مبرزا أن “هذا الطقس كان بهدف عدم تطاول المتدربين على الرؤساء”.

وأوضح الأستاذ المتخصص في علم الاجتماع ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الطقوس انتقلت من المجال العسكري إلى المدني، فأصبح الطلبة يقيمون احتفالات كبيرة لاستقبال الطلبة الجدد أو المتدربين”، مبرزا أنه “في بعض الأحيان، تكون هناك مبالغات قد تؤدي إلى إعاقات نفسية وجسدية”.

واعتبر شكري أن “هذه الطقوس مبالغ فيها، ولا تحترم خصوصيات الطلبة الجدد، وقد تؤدي إلى مخاطر حقيقية تكون سببا في إنهاء الموسم الدراسي لبعض الطلبة في وقت مبكر”، مبرزا أن “بعض الطلبة لا يحترمون خصوصيات بعضهم البعض”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 سنوات | 40 قراءة)
.