شابان أمريكيا يعقدان خطوبتهما بجامع الفنا

عقد شابان أمريكيان، الخميس، خطوبتهما وسط الساحة العالمية جامع الفنا، التي تشكل أيقونة مدينة مراكش، ونبض اقتصادها.

وتشكل هذه المبادرة خطوة تضامنية مع ساحة تعتبر قبلة للنجوم والمشاهير، وزوار المدينة الحمراء من كل قارات العالم، لما تتميز به من سحر يعود إلى قرون مضت، كانت فيها المدينة عاصمة لعدة إمبراطوريات، حكمت دولا بإفريقيا وأوروبا.

وتواجه مدينة مراكش أزمة لم تخطر على بال الفاعلين في القطاع السياحي والمهنيين بالأسواق المحيطة بساحة جامع الفنا، بعد غياب طويل لزوارها الذين يصل عددهم سنويا إلى حوالي مليون سائح، إثر الضربة الأولى لوباء “كوفيد19″، وبعدها بسبب تواصل تداعيات المتحور “دلتا”، ما دفع إلى تشديد الإجراءات لحماية المدينة خلال الصيف الحالي، الذي كان يعتبر أملا لإنقاذ “بهجة الجنوب”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ويقول مصطفى أيت وجى، المرشد السياحي والفاعل الجمعوي، عن المبادرة المذكورة، في تصريح لهسبريس: “شهدت ساحة جامع الفنا العالمية عقد هذه الخطوبة، ما يدل على أن هذا الشاب اختارا أيقونة مراكش، بحضور حارسه الشخصي، ومصور خاص ومهندس ديكور ومهندسة ماكياج، لما لها من مكانة على المستوى الدولي”.

وأضاف المتحدث ذاته: “كلنا نعرف أن مشاهير العالم يختارون جزر المالديف وعاصمة الأنوار باريس ومدينة الضباب لندن، ومدينة المتعة والحفلات لاس فيغاس بولاية نيفادا الأمريكية، وعاصمة المال والأعمال بالعالم العربي، دبي، لكن ساحة جامع الفنا أضحت الحمد لله تنافس هذه العواصم في جلب الزوار لعقد خطوبتهم وإقامة حفلات الزواج وغيرها”.

ودعا الفاعل السياحي ذاته الحكومة والجهات المعنية إلى العمل على تخفيف التدابير الاحترازية بالمدينة الحمراء، التي تعرف هذه الأسابيع حالات إصابة قليلة بكورونا، “لأن الفاعلين في القطاع السياحي والحرفيين والمهنيين والتجار بالأسواق المحيطة بساحة جامع الفنا يحتاجون في الوقت الحالي إلى جرعة أمل، بعدما بلغت بهم الخسارة مبلغا لا يمكن تصوره”.

وأكد أيت وجى أن مجموعة من السفن السياحية تستعد للوصول إلى موانئ المغرب، لذا يطالب المهنيون في القطاع السياحي الجهات المسؤولة ببذل المزيد من الجهد لتحقيق التوازن بين الرهان الصحي والجانبين الاجتماعي والاقتصادي، بعد تراكم الخبرات حول وباء “كوفيد 19″، وفتح دول منافسة للمغرب حدودها أمام السائح الأجنبي.

وكانت الأسواق المحيطة بساحة “جامع الفنا” الشهيرة، وعشرات المطاعم الخارجية، شرعت منذ شهور في تقديم وجبات شهيرة، مثل الطاجين والطنجية وغيرها من الأطباق اللذيذة، وعاد المواطنون والزوار لارتياد المقاهي والمطاعم الشعبية، وزاد الإقبال على ما تعرضه المحلات من منتجات للصناعات التقليدية، واسترجع أصحاب بعض المهن، مثل الحكواتي والموسيقيين ومروضي الأفاعي، نشاطهم، بعد العودة التدريجية للسياح المغاربة والأجانب، ما شكل مشهدا مرحبا به بعد فترة طويلة من الإغلاق، وانحسار الدخل.

وعانى قطاع الإرشاد السياحي هو الآخر لأن هذه المهنة تشكل مصدر الدخل الوحيد لأغلب المرشدين السياحيين العاملين في المدينة، إضافة إلى عدم تسجيل الكثير منهم في الضمان الاجتماعي.

ورغم تخفيف قيود السفر التي فرضتها الحكومة، ورفع الإغلاق جزئيا عن مدنها، إلا أن حال مدينة مراكش لم تتغير، فمازالت حركة السياحة متوقفة تماما في المدينة، في حين يراهن الفاعلون في القطاع على الشهور المقبلة، وخاصة رأس السنة، والمؤتمرات التي تعقد بعاصمة النخيل، لتحريك اقتصادها الذي دخل غرفة الإنعاش.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 سنوات | 18 قراءة)
.