نجح بعضها وفشل أغلبها.. هذه قصة الانقلابات في السودان خلال ستة عقود

استيقظ السودانيون، صباح اليوم الاثنين، على نبأ انقلاب عسكري يجري تنفيذه، حيث اعتقل الجيش رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ومعظم أعضاء حكومته والعديد من المسؤولين والعاملين بقطاع الإعلام.

وقالت وزارة الإعلام والثقافة -في صفحتها على فيسبوك- إن رئيس الوزراء اقتيد إلى مكان مجهول بعد رفضه إصدار بيان مؤيد "للانقلاب".

اقرأ أيضا list of 4 itemsend of list ومنذ حصوله على الاستقلال عام 1956، كان السودان مسرحا للعديد من الانقلابات العسكرية نجح بعضها فيما فشل البعض الآخر.

1957.

.

أول محاولة فاشلة ـ يونيو/حزيران 1957: قاد مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة إسماعيل كبيدة انقلابا ضد أول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري، وتم إحباط محاولة الانقلاب في مراحلها الأخيرة.

1958.

.

أول انقلاب ناجح ـ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1958: قاد الفريق إبراهيم عبود أول محاولة انقلاب ناجحة ضد حكومة منتخبة مكونة من ائتلاف "حزب الأمة" و"الحزب الاتحادي الديمقراطي" (أكبر حزبين)، وحينها كان يرأس إسماعيل الأزهري مجلس السيادة وعبد الله خليل رئاسة الوزراء.

ـ تسجل وثائق التاريخ والتحليل السياسي أن الانقلاب وجد بيئة ملائمة تمثلت في الصعوبات الاقتصادية وانخفاض احتياطي العملة الصعبة واشتداد الصراعات السياسية بين الأحزاب.

ـ أكتوبر/تشرين الأول 1964: قامت ثورة شعبية أسقطت حكم عبود الانقلابي.

1969.

.

الانقلاب الثاني ـ لم تكن عودة الحكم المدني إثر ثورة 1964 مرادفا لإقامة سلطة ديمقراطية مستقرة وقادرة على تلبية مطالب السودانيين، بل إن الأطراف السياسية دخلت في حلقة جديدة من الصراعات العقيمة، خاصة أن أيا منها لم يكن قادرا على نيل أغلبية مريحة في الاستحقاقات الانتخابية التي كانت تنظم.

ـ 25 مايو/أيار 1969: نفذ مجموعة "الضباط الأحرار" بقيادة جعفر نميري انقلابا عسكريا، سبقته أجواء سياسية مأزومة عنوانها المؤامرات والتحالفات المتهافتة على السلطة.

ـ بعد إعلان الحكومة اتضح أن توجه الانقلابيين السياسي يساري، فالغالبية العظمى من الوزراء الـ22 الذين أعلنت أسماؤهم صبيحة يوم الانقلاب إما شيوعيين أو رفقاءهم، وإما قوميين عربا، أو اشتراكيين.

ـ خلافا لانقلاب 1958 الذي سارع اليساريون الشيوعيون حينها إلى إدانته، سارع "الرفاق" هذه المرة إلى تأييد التحرك العسكري، داعين إلى حمايته من "الثورة المضادة"، لكن سرعان ما بدأت الخلافات تدب بين نميري ومؤيديه الشيوعيين.

ـ كانت الخلافات بين نميري والحزب الشيوعي تشمل جوانب داخلية وأخرى خارجية، حيث كان الحزب يرفض سعي نميري للالتحاق باتحاد الجمهوريات العربية مع مصر وليبيا الذي أعلن في طرابلس في 27 ديسمبر/كانون الأول 1969، بينما رفض الحزب داخليا حل نفسه والانضمام إلى الحزب الاشتراكي.

1971.

.

حركة تمرد ـ بعد عامين من الانقلاب، وقع خلاف امتدت خيوطه إلى داخل المؤسسة العسكرية، ليحدث تمرد عسكري جديد، حيث قام ضباط يحملون الأفكار الشيوعية بانقلاب يوليو/تموز 1971، معلنين عزمهم محاربة "الاستعمار الجديد" والقطع مع الموالاة للغرب التي اتهموا بها نظام نميري.

ـ لم يستمر التمرّد سوى 3 أيام، حيث تدخلت قوى دولية وإقليمية عديدة تتقدمها مصر السادات وليبيا القذافي وشركة بريطانية (Lonrho)، إلى جانب دعم داخلي لهذا التدخل قاده رجل أعمال سوداني اسمه خليل عثمان، وهو ما قضى على التمرد العسكري بسرعة قياسية.

ـ عاد نميري إلى السلطة بعد القضاء على التمرد، وفرض عقيدة جديدة في صفوف الجيش تتمثل في أداء القسم على الولاء للنظام بدل الأمة، كما أسس فروعا اقتصادية تابعة للجيش، محولا بذلك المؤسسة العسكرية إلى طبقة اجتماعية ذات مصالح تجعلها مضطرة للدفاع عن النظام القائم.

ـ أصبح الجيش السوداني إثر ذلك المتحكم الأول في تزويد البلاد بالمواد الاستهلاكية، وارتبط بعلاقات مصالح متبادلة مع طبقة التجار، وانتهى بذلك العهد الذي كان يتم فيه إرضاء الفئات العسكرية المتمردة عبر امتيازات زراعية فقط.

ـ رغم حرص نميري على إنهاء بعض النزاعات الداخلية الكبرى التي كانت تطرح تحديات على حكمه، مثل توصله إلى اتفاقات مع أحزاب المعارضة في الشمال، فإن غضب بعض كبار ضباط الجيش كان يتنامى ضده بفعل إمعانه في فرض دكتاتوريته وإطلاق يد الأجهزة الأمنية لقمع الأصوات المعارضة.

ـ عام 1983: طرح نميري القوانين المستلهمة من الشريعة، سعيا منه لتجنب معارضة القوى السياسية المحافظة وذات الأفكار الدينية.

1985.

.

انتفاضة مارس وانقلاب أبريل ـ 7 مارس/آذار 1985: بدأت الانتفاضة ضد حكم نميري بخروج عمال سكة حديد عطبرة في مظاهرات احتجاجية بسبب موجة الغلاء وارتفاع الأسعار، تبعتها مظاهرة طلابية خرجت من جامعة الخرطوم وصلت ذروتها يوم 26 مارس/آذار.

ـ 6 أبريل/نيسان 1985: بعد انضمام فئات أخرى إلى العصيان المدني الشامل وسلسلة الإضرابات والمظاهرات، أقدم الجيش على إعلان نهاية حكم نميري، وذلك استباقا لمسيرة دعا إليها قضاة ودبلوماسيون كان يفترض أن تجري في اليوم نفسه.

ـ تصدى لعملية عزل نميري قائد عسكري كبير هو الفريق عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، معلنا تشكيل مجلس عسكري أعلى لإدارة المرحلة الانتقالية تحت رئاسته، وحدّد مدة هذه الفترة في سنة واحدة تجرى الانتخابات في نهايتها.

ـ بعد عام واحد من عزل نميري، جرت الانتخابات التي أصر سوار الذهب على تنظيمها في التاريخ الموعود، وكشفت نتائجها عن صعود غير مسبوق للإسلاميين (الجبهة الإسلامية القومية)، حيث نالوا 51 مقعدا، واحتلوا المرتبة الثالثة بعد كل من الحزب الاتحادي (63 مقعدا) وحزب الأمة (100 مقعد).

1971.

.

هاشم العطا ـ 19 يوليو/تموز 1971: نفذ الضابط هاشم العطا، ومجموعة من الضباط المحسوبين على "الحزب الشيوعي" بالجيش السوداني انقلابا.

ـ تمكن العطا من الاستيلاء على السلطة ليومين، قبل أن يعود نميري إلى السلطة، ويحاكم الانقلابيين، وتم إعدامهم ومعهم عدد من قادة "الحزب الشيوعي"، على رأسهم زعيم الحزب عبد الخالق محجوب.

1975.

.

انقلاب حسن حسين ـ سبتمبر/أيلول 1975: خلال حكم نميري، قاد الضابط بالجيش حسن حسين، محاولة انقلاب جديدة لكن تم إحباطها وأعدم الانقلابيون.

1976.

.

معارك في شوارع الخرطوم ـ يوليو/تموز 1976: حاولت القوى السياسية التي كانت تعارض حكم نميري السيطرة على السلطة، فقاد العميد محمد نور سعد، محاولة انقلاب جديدة بمشاركة عناصر تسللت عبر الحدود من ليبيا إلى السودان.

ـ دارت معارك في شوارع الخرطوم بين القوات الحكومية وقوات الانقلابيين، أسفرت عن مقتل مئات من الانقلابيين، فيما تم لاحقا إعدام قائد الانقلاب.

1989.

.

انقلاب البشير ـ عام 1989: أصدر 150 من ضباط الجيش مذكرة مطالبين الحكومة بإيقاف التدهور الاقتصادي وإنهاء حالة الانفلات الأمني وتوسيع التحالف الحكومي ليشمل جميع الأحزاب السياسية.

ـ 30 يونيو/حزيران 1989: تحت غطاء سياسي قوامه التيار الإسلامي، قاد العميد عمر البشير انقلابا ضد الحكومة المدنية المنتخبة التي كان يرأسها الراحل الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك.

ـ شن الانقلابيون حملة اعتقالات طالت قادة جميع الأحزاب السياسية بمن فيهم حسن الترابي زعيم الجبهة الإسلامية القومية.

ـ منتصف التسعينيات عاد الترابي ليُنتخب رئيسا للبرلمان، في تقاسم هش للسلطة، بعدها آلت علاقة الرجلين إلى الفرقة والشقاق في أغلب مراحل العقود الثلاثة الماضية.

28 رمضان 1990 ـ أبريل/نيسان 1990: قاد اللواء عبد القادر الكدرو واللواء محمد عثمان ما سمي بـ"انقلاب 28 رمضان" لكنه فشل، وأعدم نظام البشير 28 ضابطا بمن فيهم قادة الانقلاب.

حزب البعث 1992 ـ مارس/آذار 1992: وقع انقلاب بقيادة العقيد في الجيش أحمد خالد، ونُسب الانقلاب إلى "حزب البعث"، لكن الانقلاب فشل وتم وضع قادته في السجن.

‎ فترة حكم المجلس العسكري ـ أثناء فترة حكم المجلس العسكري التي استمرت من 11 أبريل وحتى 17 أغسطس/آب 2019، أعلن المجلس عن إحباط انقلابين.

هاشم عبد المطلب 2021 ـ 11 يوليو/تموز 2021: أعلن الجيش إحباط محاولة انقلاب هدفت للإطاحة بالمجلس العسكري، وتم اعتقال 12 ضابطا.

ـ 24 يوليو/تموز 2021: أعلن اعتقال رئيس أركان الجيش هاشم عبد المطلب أحمد، بوصفه قائد ومخطط المحاولة الانقلابية.

‎ سبتمبر/أيلول 2021 ـ في 21 سبتمبر/أيلول 2021: أعلن العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش إحباط محاولة انقلابية شهدتها البلاد، والسيطرة على الأوضاع تماما.

ـ كشف وزير الدفاع السوداني الفريق ركن ياسين إبراهيم، أن قائد المحاولة الانقلابية هو اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي ومعه 22 ضابطا برتب مختلفة وعدد من ضباط الصف والجنود.

انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021 ـ 16 أكتوبر/تشرين الأول 2021: بدء اعتصام أمام القصر الجمهوري دعت له مجموعة الميثاق الوطني لقوى الحرية والتغيير (تضم كيانات حزبية وحركات مسلحة، أبرزها حركة تحرير السودان بزعامة حاكم دارفور مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم وزير المالية الحالي) مطالبة بحل حكومة حمدوك وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة من التحالف.

ـ رئيس تجمع شرق السودان مبارك النور قال إن كيانات الشرق ستصل الخرطوم لدعم الاعتصام أمام القصر الجمهوري.

ـ مجموعة الميثاق وجهت اتهامات لقوى الحرية والتغيير المعروفة باسم مجموعة "المجلس المركزي الحاكم" بالسعي للانفراد بالسلطة عبر إقصاء باقي التيارات المدنية في البلاد.

ـ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021: شارك مئات الآلاف في مظاهرات حاشدة في ذكرى أول ثورة سودانية أطاحت بحكم العسكر يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول 1964، تلبيةً لدعوات صادرة عن لجان المقاومة والكيانين المنقسمين داخل قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم).

ـ المظاهرات التي وصفت بالمليونية جاءت بعد انسداد الأفق السياسي، ووصول شراكة المدنيين والعسكر إلى طريقٍ شبه مسدود، وظهور مجموعة من الائتلاف الحاكم تطالب باستقالة الحكومة وتوسيع قاعدة مشاركة التحالف العريض في السلطة.

ـ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021: طالب عشرات الآلاف من المتظاهرين المعتصمين أمام القصر الجمهوري بحل الحكومة الانتقالية والإسراع في وتيرة الإصلاحات الديمقراطية.

ـ حمدوك طرح خريطة طريق من 10 محاور للخروج من الأزمة السياسية في البلاد تقوم على وقف التصعيد والدعوة للحوار.

ـ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021: اجتماع في الخرطوم بحضور المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان لبحث الأزمة السياسية.

ـ ضمّ الاجتماع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والمبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان.

ـ الاجتماع الذي بحث الأزمة السياسية الحالية بالبلاد انتهى من دون إعلان نتائج.

ـ تضاربت التصريحات من الخرطوم بشأن الاتفاق على حل مجلسي السيادة والوزراء، وسط تنامي الاحتجاجات المطالبة بحل السلطة القائمة والإسراع في وتيرة الإصلاحات الديمقراطية.

ـ اقتحم محتجون مبنى وكالة السودان للأنباء في الخرطوم وهم يهتفون ضد "قوى الحرية والتغيير" ومنع "القوى" من عقد مؤتمر صحفي.

ـ أغلق أنصار "تحالف قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني" مبنى وزارة الثقافة والإعلام بالعاصمة الخرطوم، ووضعوا حواجز إسمنتية أمام أبوابها، وأعلنوا الوزارة منبرا حرا.

ـ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يرحب بخريطة الطريق التي أعلنها حمدوك لإنهاء الأزمة في البلاد، من أجل الحفاظ على الانتقال الديمقراطي في السودان.

ـ 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021: إعلان واشنطن تقديم مقترحات، لحل الأزمة السياسية الراهنة، وتعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بدراستها مع رئيس مجلس الوزراء.

ـ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021: اعتقل الجيش السوداني، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأغلب أعضاء مجلس الوزراء والمدنيين من أعضاء مجلس السيادة والعديد من المسؤولين والعاملين بقطاع الإعلام، وسط الحديث عن انقلاب عسكري يجري تنفيذه.

ـ وزارة الإعلام والثقافة قالت -في صفحتها على فيسبوك- إن رئيس الوزراء اقتيد إلى مكان مجهول بعد رفضه إصدار بيان مؤيد "للانقلاب".

ـ وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي قالت إنه لا توجد أي اتصالات بين وزراء الحكومة بسبب انقطاع وسائل التواصل المباشرة، وإغلاق الجسور.

ـ قوات عسكرية مشتركة اقتحمت مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان واحتجزت عددا من العاملين.

ـ مراسل الجزيرة أفاد بانقطاع بث عدد من الإذاعات السودانية بينها الإذاعة الرسمية على موجات "إف إم"، مضيفا أن أعمدة الدخان تتصاعد من شوارع ومناطق مختلفة في مدينتي الخرطوم وخرطوم بحري.

ـ نقلت وكالة الأناضول عن مصدر قوله إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان سيدلي ببيان حول مستجدات الأوضاع.

ـ مصادر إعلامية تحدثت عن تعزيزات عسكرية في محيط مطار الخرطوم الدولي، ونقلت بعض وسائل الإعلام أنه تم إغلاق المطار.

ـ دعت عدة قوى سياسية سودانية عبر بيانات، المواطنين للعصيان المدني والخروج للشوارع احتجاجا على التحركات الأخيرة، أبرزها "تجمع المهنيين" وأحزاب "المؤتمر" و"الأمة القومي" و"الشيوعي".

ـ محتجون قاموا بقطع بعض الطرق في العاصمة وأضرموا النار احتجاجا على الاعتقالات.

ـ القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، أعلن حالة الطوارئ بالبلاد وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وتجميد عمل لجنة التمكين، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية.

ـ البرهان، الذي كان يتولى رئاسة مجلس السيادة قبل الإعلان عن حله، أوضح أنه سيتم تشكيل برلمان من شباب الثورة وحكومة كفاءات مستقلة تحكم البلاد حتى موعد إجراء الانتخابات في يوليو/تموز 2023.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 3 سنوات | 17 قراءة)
.