الأسرى الفلسطينيون.. تدويل للقضية وفرص التوصل إلى صفقة جديدة للتبادل

اتفق ضيوف حلقة (23/9/2021) من برنامج “سيناريوهات” على ضرورة أن يستغل الفلسطينيون الظرف الحالي من أجل تدويل قضية الأسرى، وشددوا على أهمية صفقة تبادل الأسرى التي يجري الحديث عنها وأن تتضمن الأسرى الستة.

وأكد الضيوف أن عملية "نفق الحرية" استطاعت إعادة إحياء ملف الأسرى، وتسليط الضوء على معاناتهم، وضرورة دعمهم ودفع قضيتهم إلى المحافل الدولية من أجل تطبيق المعاهدات والقوانين الدولية والإنسانية لحمايتهم، في وقت يتطلع فيه الشارع الفلسطيني إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

وطالب وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين السابق عيسى قراقع بضرورة تحرك الفلسطينيين من أجل تدويل قضية الأسرى وإيصالها إلى المؤسسات الدولية، ودعا الأمم المتحدة وانطلاقا من مسؤوليتها إلى التحقيق في الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد المعتقلين الفلسطينيين، من أجل توفير الحماية لهم، داعيا أيضا إلى الضغط على المحكمة الجنائية الدولية التي يوجد ملف الأسرى على أجندتها من أجل الإسراع في فتح تحقيقات حول الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.

واعتبر قراقع -في حديثه لحلقة (23/9/2021) من برنامج "سيناريوهات"- أن قضية الأسرى الستة الذين فروا من سجن "جلبوع" جعلت العالم يسلط الضوء مجددا على قضية الأسرى، التي هي قضية الإنسانية والحرية والعدالة والكرامة، وهي جزء من تقرير مصير الفلسطينيين وأي حل سياسي للقضية الفلسطينية.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الأسرى محمد ومحمود عارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي، ثم لاحقا اعتقلت الأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات في مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية)، بعد أن فروا جميعهم من سجن جلبوع شديد الحراسة، في السادس من سبتمبر/أيلول الحالي، وذلك عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن، وهو ما سبب إحراجا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وشدد زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعضو لجنة مفاوضات التبادل، على أهمية وضرورة تدويل قضية الأسرى، وقال إن كل الخلافات الفلسطينية توضع جانيا عندما يتعلق الأمر بهذه القضية، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني مطالب بمواصلة نضاله من أجل نيل حقوق الأسرى، لأن الاحتلال الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية.

وفي رأي الكاتب الصحفي وديع عواودة فإن قضية الأسرى الفلسطينيين يجب ألا تبقى مجرد أرقام، ولا بد من طرحها من جديد واستغلال الفرصة لتدويلها بطريقة ذكية، من خلال طرح المعاناة الإنسانية للأسرى ولذويهم، خاصة أن الاحتلال وإعلامه يعمل على تصوريهم كإرهابيين، وخلص إلى أن الأسرى يحتاجون إلى محامين مهرة، وإلى المزيد من الضغوط لإيصال قضيتهم إلى العالم مثل نصرة القدس والشيخ جراح.

وإلى جانب الضغوط الدولية، طالب عواودة بتغيير إستراتيجية النضال الفلسطيني، وبضرورة تفعيل الضغوط على إسرائيل على الساحة الفلسطينية ودفع قضية الأسرى إلى الأجندة اليومية من خلال استعراض قضيتهم.

صفقة تبادل الأسرى  وكشف زاهر جبارين عن أن كثيرا من الوسطاء -الذين رفض تسميتهم- طالبوا بالتدخل في قضية تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن حركة حماس مستعدة للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال لإنهاء الصفقة، وأنها حريصة على إنجازها بأسرع وقت ممكن، ولكن بشروط وبمبادئ المقاومة، ومن أبرزها أن يلتزم الطرف الإسرائيلي بالصفقة السابقة، حيث إنه نكث عهده، وقام باعتقال 48 من الأسرى المفرج عنهم.

وأشار مسؤول حماس إلى أن حركته كانت أعلنت في بداية ظهور جائحة كورونا استعدادها لإبرام صفقة إنسانية، لكن الإسرائيليين راوغوا كعادتهم، مشددا على أن الحركة قدمت للوسطاء إطارا واضحا وصريحا، وهي جاهزة من الغد للذهاب إلى أي مكان لتحقيق الصفقة لأبناء الشعب الفلسطيني، كما جدد القول إن حماس لن تقبل بأي شرط من المحتل بخصوص الصفقة.

وبشأن إذا كانت صفقة التبادل ستتضمن الأسرى الستة، أوضح وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين السابق أن أي مبادرة بهذا الشأن ستكون تقديرا لهؤلاء الأسرى وردا على البطش الإسرائيلي، داعيا المفاوض الفلسطيني إلى الالتزام بالمعايير الإنسانية والنضالية وعدم الخضوع للاشتراطات الإسرائيلية.

في حين رأى عواودة أن إسرائيل وفي ظل حكومتها الجديدة غير المستقرة بحاجة إلى تمرير صفقة التبادل من أجل اقتناء فترة هدوء مع قطاع غزة.

وكانت حركة حماس أعلنت أن كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) ستبقى على عهدها بأن يكون الأسرى الستة الذي تمكنوا من الهرب من سجن جلبوع على رأس صفقة التبادل القادمة، وأكد حازم قاسم المتحدث باسم حماس في وقت سابق أن العمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال سيظل على رأس أولويات المقاومة الفلسطينية.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 3 سنوات | 10 قراءة)
.