محللون لـ "الاقتصادية": الطلب على النفط سيتجاوز المعروض حتى مع تنامي إصابات كورونا

حققت أسعار النفط الخام قفزة سعرية هي الأعلى في أسبوعين إثر تسجيل مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفاضا أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، إضافة إلى استمرار انتعاش الطلب العالمي على الوقود، خاصة في موسم القيادة الصيفي.

وتتلقى الأسعار دعما من قناعة السوق بأن الإمدادات الإضافية من النفط الخام، التي ستقدمها مجموعة "أوبك+" بدءا من أول آب (أغسطس) المقبل ستكون أقل من وتيرة النمو المتسارعة للطلب العالمي على الرغم من وجود عوامل مضادة متمثلة في تزايد الإصابات الجديدة بمتغير "دلتا" لفيروس كورونا.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 38 سنتا بما يعادل 0.

5 في المائة إلى 74.

86 دولار للبرميل، بعد أن فقدت عامين أمس الأول في أول انخفاض لها خلال ستة أيام.

وارتفعت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 42 سنتا أو 0.

6 في المائة مسجلة 72.

07 دولار للبرميل، بعد هبوطها 0.

4 في المائة الثلاثاء.

وقال محللون نفطيون إن تراجع مخزونات الخام والمنتجات الأمريكية عزز التكهنات بأن الطلب سيتجاوز نمو المعروض حتى في ظل تنامي إصابات كوفيد - 19.

"لكن زخم الصعود يبدو ضعيفا وسط المخاوف المتعلقة بالفيروس وإغلاقات في أنحاء من العالم".

أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة 4.

7 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 23 تموز (يوليو)، وفقا لمصدرين في السوق طلبا عدم كشف هويتهما.

وأكد لـ"الاقتصادية" محللون أن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت مدعومة بضعف الدولار والبيانات الصعودية الصادرة عن معهد البترول الأمريكي، التي أظهرت سحبا أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام مرجحين أن أي زيادة مستدامة في أسعار النفط ستكون قصيرة الأجل بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بمتغير دلتا في جميع أنحاء العالم وهو ما يلقي بظلاله على توقعات الطلب على الطاقة ويحد من الاتجاه الصعودي للأسعار.

وذكروا أن السوق متفائلة بخطة "أوبك+"، التي تبدأ الأحد المقبل بإضافة إنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر بدءا من مطلع آب (أغسطس) والشهور التالية، لافتين إلى توقعات بنك "جولدمان ساكس" أن الاتفاقية صعودية بشكل طفيف مرجحا أن يصل سعر خام برنت إلى 80 دولارا للبرميل هذا الصيف.

وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة إن أساسيات السوق جيدة وفرص تحقيق مكاسب سعرية ما زالت باقية بقوة على الرغم من أزمة الوباء المتجددة، التي قد تعرقل مسار الانتعاش الاقتصادي، إضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم، ولكن العوامل المضادة لن تعرقل إجمالا حالة السوق الصاعدة.

وأوضح أن شركات الطاقة تركز في هذه المرحلة على بناء محفظة استثمارية متوازنة ومتنوعة تراعي ضغوط سياسات المناخ وتسارع برامج التحول في مجال الطاقة، إضافة إلى التحديات وغياب اليقين عن أسواق الوقود الأحفوري بشكل عام، مرجحا أن يكون نمو الطلب أكثر استقرارا بينما تستمر الأسعار في تسجيل تقلبات متلاحقة.

ويضيف، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا أن وضع السوق جيد، وقد عاد سريعا إلى حصد المكاسب استنادا إلى التعافي المستمر في الطلب العالمي، حيث إن أسعار النفط الخام استأنفت مكاسبها بعد أن أشار تقرير صناعي إلى انخفاض في مخزونات الوقود والنفط الأمريكية، ما زاد من علامات تشديد السوق.

وأوضح أن السوق سجلت هذا الأسبوع أكبر سحب في مخزونات وقود السيارات منذ آذار (مارس) الماضي، ما يشير إلى رواج موسم القيادة وانتعاش حركة السفر والتنقل متغلبة على المخاوف المرتبطة بتجدد الإصابات بمتغير دلتا من فيروس كورونا، متوقعا أن تتقلص المخزونات العالمية خلال بقية العام مع استمرار مستهلكي الطاقة الرئيسين في الانتعاش من الوباء.

ومن جانبه، يقول فيتوريو موسازي، مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة إن عودة ظهور إصابات كورونا تثير مخاوف بشأن توقعات الطلب على المدى القصير، حيث أدى متغير دلتا سريع الانتشار إلى تجدد القيود في بعض المناطق مع تسجيل أسعار النفط للخسارة الشهرية الثانية فقط منذ أكتوبر الماضي.

وأشار إلى أن المتغير الوبائي الجديد فرض أعباء إضافية على المصافي، التي كانت تحقق بعضا من أفضل الأرباح منذ أعوام جراء انتعاش الطلب الموسمي في فصل الصيف، عادا أن انخفاض المخزونات بما يفوق التوقعات هو علامة ومؤشر مطمئن للمصافي على قوة الطلب ومقاومته للظروف العكسية المتجددة بين حين وآخر، خاصة بعدما كانت المصافي لديها مخاوف جمة من أن يؤدي ضعف الطلب المتجدد إلى تضخم المخزونات وضغط الهوامش مرة أخرى.

وبدورها، تقول الدكتورة ناجندا كومندانتوفا، كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة إن الطلب الأوروبي، وأيضا الأمريكي يقاومان العوامل السلبية، ويستمران في دعم الأسعار في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن تراجع المخزونات هو تطور إيجابي وداعم لصعود الأسعار خاصة أنه التراجع التاسع في عشرة أسابيع، حيث انخفضت المخزونات بمقدار 2.

5 مليون برميل.

ولفتت إلى أن الانتشار السريع لمتغير دلتا لفيروس كورونا مصدر هاجس كبير في السوق، التي كانت تراهن على خطوات أسرع نحو التعافي، وعلى الرغم من ذلك نجد صندوق النقد الدولي يتوقع تسجيل نمو عالمي قوي بنحو 6 في المائة في العام الجاري، موضحة أن جميع المعنيين في سوق النفط حول العالم يقومون حاليا بمراجعة مستمرة لتوقعات الطلب لقياس تأثير المستجدات في السوق، خاصة تقييم أثر عمليات الإغلاق والقيود على التنقل في جميع أنحاء العالم.

من جهتها، قالت مارجريت يانج، المحللة لدى ديلي إف.

إكس في سنغافورة، "أسعار النفط تركب موجة تراجع الدولار الأمريكي وانخفاض مخزونات الخام، وفقا لبيانات معهد البترول الأمريكي.

وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس، هبوط كل من مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وفقا لـ"رويترز".

وتراجعت مخزونات الخام 4.

1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 تموز (يوليو)، متجاوزة توقعات محللين استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم لانخفاض قدره 2.

9 مليون برميل.

وقالت الوكالة الحكومية إن مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة للخام الأمريكي في كاشينج في ولاية أوكلاهوما انخفضت 1.

268 مليون برميل.

وهبط صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 616 ألف برميل يوميا.

وانخفض استهلاك مصافي التكرير للخام بمقدار 132 ألف برميل يوميا، بينما نزلت معدلات التشغيل 0.

3 نقطة مئوية.

وأظهرت البيانات أن مخزونات البنزين هبطت 2.

3 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تنخفض 910 آلاف برميل.

وتراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 3.

1 مليون برميل متجاوزة أيضا التوقعات، التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 435 ألف برميل.

وقلص "جولدمان ساكس" أمس توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي للفترة المتبقية من العام، مشيرا إلى تعاف أبطأ في قطاع الخدمات.

وعدل بنك الاستثمار الأمريكي توقعاته للنمو لكل من الربعين الثالث والرابع بمقدار نقطة مئوية واحدة إلى 8.

5 في المائة و5.

0 في المائة على الترتيب.

وبهذا التعديل تنخفض توقعات البنك لنمو أكبر اقتصاد في العالم لـ2021 بكامله إلى 6.

6 في المائة.

ويأتي ذلك في وقت هوت فيه مبيعات المنازل الجديدة لأسرة واحدة في الولايات المتحدة في حزيران (يونيو)، وجرى تعديل المبيعات للشهر السابق إلى وتيرة أضعف من القراءة الأولية، وهو ما يشير إلى أن سوق الإسكان في أكبر اقتصاد في العالم تفقد الزخم وسط زيادة كبيرة في الأسعار يقودها نقص حاد في المعروض من العقارات.

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 3 سنوات | 19 قراءة)
.