«صوت العرب» ملحمة وثائقية تتناول كواليس نشأة وتطور أشهر إذاعة عربية: من ثورة يوليو والوحدة بين مصر وسوريا إلى نصر أكتوبر

فى أحدث إصدارات وحدة الأفلام الوثائقية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وشبكة قنوات dmc، يذاع الفيلم الوثائقى «صوت العرب»، فى العاشرة والنصف من مساء اليوم، الذى يروى قصة نجاح أقدم وأعرق الإذاعات فى الوطن العربى وهى إذاعة «صوت العرب» التى استطاعت جمع الشمل العربى عبر الأثير، حيث يلتقى لأول مرة فى الفيلم كبار رواد الإذاعة للحديث عن ذكرياتهم وشهاداتهم وكواليس أشهر إذاعة عربية شاهدة على التاريخ، التى لعبت دوراً مهماً فى العديد من الأحداث والقضايا الوطنية، سواء داخل مصر أو فى الوطن العربى كله.

الفيلم الوثائقى يسلط الضوء على دور الإذاعة فى الوحدة بين مصر وسوريا ومواجهة العدوان الثلاثى ودعم حركات الاستقلال العربية ويتناول الفيلم الوثائقى «صوت العرب» 12 محوراً على النحو التالى: بدايات الإذاعة فى مصر، وتحديات نشأة صوت العرب، ودور صوت العرب فى دعم المعارك العربية، وصوت العرب والعدوان الثلاثى، وإعادة الإنشاء خلال الفترة 1959، ودور صوت العرب فى الوحدة بين مصر وسوريا، ودور صوت العرب فى القضية الفلسطينية، ودور صوت العرب فى اليمن والجزائر، وتغطية صوت العرب لنكسة 67، وتغطية صوت العرب لانتصار أكتوبر المجيد، والدور الحالى لصوت العرب، والأدوار الثقافية والفنية الأخرى لصوت العرب.

ويستعرض الفيلم الأسباب وراء نشأة إذاعة صوت العرب، وكواليس قرار الرئيس جمال عبدالناصر بتأسيس الإذاعة بناءً على توصية من أحد ضباط القوات المسلحة آنذاك، وكيفية وضع خريطة البرامج بالإذاعة والأهداف والسياسة التحريرية واختيار المذيعين والتوقيت المناسب للمستمع المصرى والعربى، وتعبير الإذاعة عن فلسفة ثورة 23 يوليو، ودعم حركات الاستقلال فى الدول العربية، وأسباب إذاعة بيان ثورة الجزائر لأول مرة عبر أثير «صوت العرب»، وكيف دعمت الشعوب العربية المناضلة من أجل الحصول على استقلالها ضد الاستعمار الأجنبى فى الجزائر والمغرب واليمن، كذلك الدور الذى قامت به لرعاية الوحدة بين مصر وسوريا، فضلاً عن إطلاق «ركن فلسطين» خصيصاً لتغطية القضية الفلسطينية ومساندتها.

ويتناول الفيلم تفاصيل استهداف العدوان الثلاثى لصوت العرب وضرب محطة إرسال أبوزعبل، والدور الذى قامت به صوت العرب لرفع معنويات الجماهير بعد نكسة 67، وصولاً إلى انتصار أكتوبر المجيد فى 73.

ويستضيف فيلم «صوت العرب» عدداً من الإذاعيين الذين ذاعت أصواتهم المميزة عبر موجات صوت العرب كالإذاعى محمد الخولى، خبير الإعلام الدولى، والإذاعى محمد مرعى، رئيس شبكة صوت العرب الأسبق، والإعلامية أمينة صبرى، رئيس شبكة صوت العرب والمدير العام للمنوعات ورئيس اللجنة الدائمة لاتحاد الإذاعات العربية الأسبق، والإعلامى حمدى الكنيسى، رئيس صوت العرب والإذاعة المصرية الأسبق، وأيضاً الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وسعيد الشحات، الكاتب الصحفى، وبروفيسور دوجلاس أ.

بويد، الأستاذ الفخرى للإعلام بجامعة كنتاكى.

مخرج «صوت العرب»: كان عندنا حماس كبير جداً من أول يوم فى تحضير العمل.

.

وشعرنا بانبهار ومسئولية كبيرة وقال أحمد فؤاد، مخرج فيلم صوت العرب، إن دور الإذاعة المصرية الرئيسى كان مواجهة الاستعمار وتوعية الشعب العربى فى ظرف استثنائى وإعادة الهوية الوطنية لمواجهة الاستعمار، موضحاً أن هذا الدور امتد من القاهرة إلى كل العواصم العربية، مشيراً إلى أن هجوم العدوان الثلاثى على إذاعة الصوت، كأول نقطة تم ضربها فى ذلك الوقت، يؤكد أهمية الدور الوطنى الذى كانت تلعبه الإذاعة وتأثيرها القوى الذى دفع دول العدوان الثلاثى لمحاولة التخلص منها وإسكات هذا الصوت.

وأضاف «فؤاد»: «كان عندنا حماس كبير جداً من أول يوم فى تحضير العمل، وعندما قطعنا بعض الخطوات فى تجهيز الفيلم وتطرقنا إلى معلومات أكبر شعرنا بانبهار حقيقى ومسئولية كبيرة، لأننا وجدنا أنفسنا أمام كيان كبير لعب أدواراً إعلامية وثقافية وسياسية وعسكرية أيضاً وفى توقيت شديد الحساسية، فحاولنا أن نراعى الدقة والتحقق ونستمع إلى الشهادات الكاملة من أصحابها الذين عاشوا هذه الفترات المهمة».

وأكدت الدكتورة الشيماء العزب، مُعدة الفيلم، أنه شرف كبير بالنسبة لها المشاركة فى هذا العمل الذى وصفته بأنه «تجربة ملهمة»، وتابعت: «أنا أحب الإذاعة منذ صغرى، وكنت مرتبطة بصوت العرب على وجه التحديد، لكن عندما كبرت وقرأت عن دور الإعلام ودرست تأثير الإعلام فى قضايا الشعوب، عرفت مدى أهمية صوت العرب، وعندما بدأت أداء دورى فى إعداد الفيلم الوثائقى اطلعت على معلومات لم أعرفها من قبل، فإذاعة صوت العرب قامت بدور فريد من نوعه فى حشد الرأى العام المصرى والعربى فى توقيت مهم، كما لعبت دوراً ثقافياً وتعريفياً وتعليمياً فى شرح وترويج مفاهيم مثل القومية، والإرادة الوطنية والاستقلال ودعم قضايا الدول العربية الشقيقة، مثل اليمن وسوريا والجزائر وفلسطين.

وأضافت «العزب»: «الفيلم تناول محطات وطنية عديدة، مثل الوحدة العربية بين مصر وسوريا، والعدوان الثلاثى، وكيف لعبت الإذاعة دوراً وطنياً فى دعم الجيش والمقاومة ورفع الروح العامة للمواطنين، وتناول أيضاً نكسة 67 وكيف استطاعت مصر تجاوز النكسة والاعتراف بالأخطاء واستعادة قوتها ومصداقيتها وصولاً إلى نصر أكتوبر».

وقال الباحث أيمن عثمان، مسئول أرشيف الفيلم: «صوت العرب حالة كبيرة جداً عندى كمصرى وكباحث وكمصرى لأنها حكايتنا، ويجب أن نحكى حكايتنا ولا يحكيها غيرنا، وحاولنا أن نحكى حكاية صوت العرب بمنتهى الصدق والشغف والحب، وكباحث لا يوجد عندى أجمل من السعى الدائم وراء الوثيقة والخبر والمانشيت، وكل ورقة كنا نصل إليها كانت تزيد من جمال العمل، مثل وثيقة تأسيس صوت العرب فى مارس 53 ودورها فى تحرير الأرض العربية، والخبر الصحفى: فرنسا تعلن انزعاجها من صوت العرب، ومانشيت: رئيس وزراء فرنسا يعلن عن قلقه من صوت العرب، ومذكرات احتجاج للسفارة الفرنسية ومحاولة التشويش على الإرسال».

وأضاف «عثمان» أن الفيلم يستعرض العديد من الوثائق والأوراق التاريخية التى ترصد محطات صوت العرب من التأسيس إلى أكتوبر 73، متابعاً: «عدّدنا عشرات المواقف التى تؤكد عظمة مصر وتاريخها ودور إذاعة صوت العرب التى كانت صوتاً لكل عربى، وأنا فخور بتاريخ صوت العرب وفخور بدورى فى الفيلم الملحمى».

ويقول شريف سعيد، المدير التنفيذى لوحدة الأفلام الوثائقية: «كان علينا أن نروى كيف أُسست صوت العرب، وكيف حررت العالم العربى من المحيط إلى الخليج، حكايات بذلت وحدة الأفلام الوثائقية قصارى جهدها من أجل توثيقها كى لا يضل تاريخنا طريقه إلى الأجيال الجديدة وسط صخب السنوات ومرويات أهل الظلام والشر».

ويقول أحمد الدرينى، مدير عام الوحدة: «صوت العرب الإذاعة الأهم والأخطر فى تاريخ الإقليم، الفيلم يرصد كيف أُنشئت؟ وكيف أدارت مصر بها معاركها؟ وكيف استفادت منها حركات التحرر الوطنى؟ ولماذا احتجت القوى العالمية ضدها رسمياً فى أروقة الأمم المتحدة؟».

ويتابع: «هذا فصل آخر من تاريخ البلاد، سياستها وإعلامها وحروبها وكواليس قراراتها الأكثر مفصلية، تقدمه وحدة الأفلام الوثائقية التى أشرف بإدارتها، ويصل إنتاجها اليوم لما بين العشرين والثلاثين فيلماً وثائقياً، كل منها يوثق ويؤرخ فصلاً من تاريخ هذه البلاد».

وضم الفيلم الوثائقى «صوت العرب» فريق عمل مكوناً من: أحمد فؤاد «سيناريو وإخراج»، والشيماء العزب «إعداد»، وأيمن عثمان «أرشيف»، وبيشوى عاطف «مدير التصوير»، وهاجر محمد «منتج فنى»، وهيثم الجابرى «مونتاج»، وتحت إشراف شريف سعيد المدير التنفيذى لوحدة الأفلام الوثائقية، وأحمد الدرينى مدير وحدة الأفلام الوثائقية.

وحدة الأفلام الوثائقية فى «dmc» تنتج أكثر من 20 فيلماً وثائقياً أبرزها «قطب» و«معركة الإسماعيلية» و«من أحياها» و«طابا» و«أيام النصر» و«حياة كريمة» ويأتى فيلم «صوت العرب» ضمن سلسلة الأفلام التى تقدمها وحدة الأفلام الوثائقية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وشبكة قنوات dmc، التى تهتم بتسليط الضوء على المحطات الوطنية فى تاريخ مصر، إضافة إلى رصد إنجازات الدولة المصرية فى مختلف المجالات من مشروعات قومية ضخمة تسهم فى تحسين حياة المواطنين، وكذلك مواجهة أفكار الجماعات الإسلامية المتطرفة ودعم الهوية الوطنية والحضارة المصرية بتنويعاتها على مدار التاريخ.

وأنتجت وحدة الأفلام الوثائقية، منذ تأسيسها حتى الآن، أكثر من 20 فيلماً وثائقياً متنوعاً ما بين أحداث تاريخية وسياسية وفنية واجتماعية، منها فيلم «قُطب» الذى تناول على مدار جزأين رحلة منظّر جماعة الإخوان سيد قطب وأوراق تنظيم 65 التى عرضت تليفزيونياً لأول مرة، وفيلم «السندى أمير الدماء» الذى تناول أسرار التنظيم السرى لجماعة الإخوان من خلال شخصية عبدالرحمن السندى، الذى أسس هذا التنظيم، وفيلم «جذور» الذى تطرق إلى الحضارة المصرية القديمة ويجيب عن عدد من التساؤلات المتعلقة بإنجازات هذه الحضارة، وفيلم «طابا» الذى تناول معركة تحرير طابا قضائياً، وفيلم «من أحياها» الذى تناول إنجازات الدولة فى مواجهة العشوائيات وتوفير سكن كريم لآلاف الأسر، وفيلم «معركة الإسماعيلية» الذى تناول بطولة الشرطة المصرية فى مقاومة الاحتلال الأجنبى بمدينة الإسماعيلية، وفيلم «حريق القاهرة» الذى تناول أحداث حريق القاهرة فى يناير 1952 ومَن كان يقف وراءها، وفيلم «أيام النصر» الذى رصد رواية حرب أكتوبر المجيد من واقع شهادات الإسرائيليين أنفسهم واعترافاتهم بالهزيمة الفادحة واستعرض أوراق لجنة التحقيق الإسرائيلية «أجرانات» مع قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين، وفيلم «حكاية الفرقة» الذى رصد نشأة وتطور المسرح القومى فى مصر مع ذكرى مرور 100 عام على تأسيسه.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 3 سنوات | 20 قراءة)
.