تجدد أزمة الوباء مصدر إزعاج للسوق النفطية .. رهان على شح المعروض في دعم الأسعار

استقرت أسعار النفط الخام وسط مخاوف مستمرة من متغير دلتا لفيروس كورونا وتأثيراته المتسعة في كبح الطلب على الوقود.

ويراهن المستثمرون في السوق على أن شح المعروض وتنامي معدلات التطعيم سيخففان من تأثر الطلب بارتفاع إصابات كوفيد - 19 في أنحاء العالم.

ويكبح التراجعات توقعات أن تكون الزيادات التي أقرتها مجموعة "أوبك+" أقل من نمو الطلب خاصة في شهور الصيف بسبب موسم القيادة في الولايات المتحدة وارتفاع درجات الحرارة.

وقال لـ "الاقتصادية" محللون نفطيون: إن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت بسبب ضعف الدولار، ما ساعد على تشجيع نشاط الشراء لكن الاتجاه الصعودي كان محدودا نتيجة ارتفاع عدد حالات الإصابات الجديدة بمتغير دلتا على المستوى العالمي، ما أثر سلبا وبشكل ملحوظ في معنويات السوق.

وأشاروا إلى أن ضعف الدولار يجعل الأصول المقومة بالدولار مثل العقود الآجلة للنفط أكثر جاذبية للمشترين الذين يحتفظون بالعملات الأجنبية ويزيد شهية الاستثمار في مثل هذه الأصول.

وفي هذا الاطار أكد سيفين شيميل مدير شركة في جي أندستري الألمانية أن السوق تواجه حالة من غياب الاستقرار وعدم اليقين نتيجة الانتشار السريع لمتغير دلتا من فيروس كورونا ما عزز حالة المخاطر السلبية الكبيرة في سوق النفط خاصة مع صدور بعض التوقعات التى ترجح احتمالية إعادة فرض قيود على التنقل بشكل موسع وأكثر صرامة.

وأوضح أن تجدد أزمة الوباء مصدر إزعاج حقيقي للسوق النفطية خاصة مع إعلان الولايات المتحدة أنها ستحافظ على قيود السفر الحالية وستقاوم ضغوط صناعة السفر لتخفيفها، مبينا أن حالات الإصابة الجديدة بالوباء آخذة في الارتفاع في آسيا أيضا، عادا أن المعنويات في سوق النفط تراجعت بشكل أوسع مع زيادة الإصابات في الدول الغربية التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

من ناحيته، قال روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات: إن الطلب يكافح من أجل الاستمرار في طريق التعافي ومقاومة العوامل العكسية الضاغطة وهو يحتفظ بكثير من مكامن القوة ما أدى إلى انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية الإجمالية الأمريكية بمقدار 2.

5 مليون برميل إلى 437.

2 مليون برميل في الأسبوع الماضي.

وذكر أن اتفاق "أوبك+" لزيادة المعروض الذي يبدأ طليعة الشهر المقبل يمثل تأكيدا لوحدة المجموعة واستمرارا لدورها في إدارة الإمدادات النفطية العالمية، عادا أن ضخ 400 ألف برميل يوميا إضافية خلال أيام هو ليس بزيادة كبيرة ولن يؤثر في مسار أسعار النفط على المدى القصير.

من جانبه، أكد ماركوس كروج كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، أن وضع السوق إيجابي وسيستمر الطلب على النفط في الارتفاع حتى مع تزايد الإصابات بمتغير دلتا الجديد من فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الفيروس أقل تأثيرا من خطط التحول في مجال الطاقة ورغم ذلك فإن الطلب على النفط والغاز لم يبلغ ذروته ولن يصل في أي وقت قريب.

وأشار إلى أن الوقود الأحفوري سيظل محور التنمية والمكون الرئيس في مزيج الطاقة العالمي، مرجحا زيادة دور وتأثير مجموعة "أوبك+" في إمدادات الطاقة خاصة مع حرصها الدائم على تحقيق الجماعية والتوافق في كل الخطوات الجديدة، موضحا أن الإنتاج الأمريكي في المقابل يواجه حالة متواصلة من التعثر خاصة فيما يتعلق بقضية عدم كفاية رأس المال لدى شركات النفط الصخري الأمريكية إضافة إلى الاستجابة لطلبات المستثمرين بالحصول على عوائد مجزية على استثماراتهم.

بدورها، قالت نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي الدولي: إن متغير دلتا في صدارة العوامل التي تكبح ارتفاع أسعار النفط الذي بدأ في أواخر العام الماضي وتتجه الأسعار في تموز (يوليو) الجاري إلى تسجيل ثاني انخفاض شهري منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مبينة أن الإصابات الجديدة أدت بالفعل إلى تقليص الطلب على الوقود في بعض المناطق وتزامن ذلك مع اتفاق "أوبك+" لإضافة مزيد من الإمدادات اعتبارا من آب (أغسطس) المقبل.

وأشارت إلى توقعات بأن تستمر السوق في التضييق طوال عام 2021، لافتة إلى كثير من المستثمرين الأمريكيين فقدوا شهيتهم في الاستثمارات طويلة الأجل بسبب ضغوط جماعات حماية المناخ والقلق من تعافي الطلب إضافة إلى التقديرات المتابينة حول ذروة الطلب على النفط الخام.

وفيما يخص الأسعار، استقر النفط أمس، كانت العقود الآجلة لخام برنت مرتفعة سنتا واحدا إلى 74.

51 دولار للبرميل.

ونزلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط ثمانية سنتات بما يعادل 0.

1 في المائة إلى 71.

83 دولار للبرميل.

تماسك كلا خامي القياس حتى بعد أن أصدرت الولايات المتحدة تحذيرات من السفر إلى إسبانيا والبرتغال بسبب تنامي إصابات كوفيد - 19.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ "رويترز": إن قيود السفر الأوسع نطاقا لن ترفع بسبب السلالة دلتا سريعة الانتشار وزيادة الإصابات المحلية.

وقال المحللون لدى يو.

بي.

إس في مذكرة بحثية "في ضوء نمو الطلب الذي من المرجح أن يتجاوز نمو المعروض في المدى القريب، نتوقع شحا نفطيا على مدار الصيف، وهو ما سيعزز الأسعار.

" وفي مؤشر إيجابي للطلب على الوقود، سجلت بريطانيا أدنى إجمالي إصابات يومية جديدة بفيروس كورونا منذ الرابع من (يوليو) تموز أمس الإثنين، ما يشير إلى أن تنامي الإصابات في الآونة الأخيرة قد تجاوز ذروته.

من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 72.

68 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 73.

03 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس: إن سعر السلة التى تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 70.

54 دولار للبرميل.

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 3 سنوات | 35 قراءة)
.