ليبيا.. المجلس الرئاسي الليبي يرد على إعلان قوات حفتر السيطرة على منفذ حدودي

أعلن -أمس السبت- المجلس الرئاسي الليبي -بصفته القائد الأعلى للجيش- حظر أي تحركات عسكرية في البلاد إلا بعد موافقته، وذلك عقب إعلان القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر سيطرتها على المنفذ الحدودي "إيسَيِّن" بين ليبيا والجزائر، في حين أبدت الخارجية الليبية تفاؤلا بمؤتمر "برلين 2" المقبل.

وقال بيان صادر عن القائد الأعلى للجيش -نشره المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب عبر حسابه بموقع تويتر- إنه "يحظر مطلقا إعادة تمركز الوحدات العسكرية مهما كانت طبيعة عملها، أو القيام بأية تحركات لأرتال عسكرية لأي غرض كان، أو نقل الأفراد أو الأسلحة أو الذخائر".

وأضاف أنه إذا استدعت الضرورة إعادة التمركز أو التحرك لأرتال عسكرية، فإنه لا يتم إلا وفق السياق المعمول به وموافقة القائد الأعلى.

وكانت قوة مسلحة تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر سيطرت على المنفذ الحدودي "إيسَيِّن" بين ليبيا والجزائر، وأعلنته منطقة عسكرية يمنع التحرك فيها.

وقالت مصادر في ليبيا للجزيرة إن قيادة اللواء 128 معزز التابع لقوات حفتر نشرت صورا لتمركز قواته في المنفذ، وقالت إنها تعزيزات وصلت إلى منطقة الحدود الجزائرية مع ليبيا.

وتظهر الصور تمركز عربات مدرعة وأخرى ذات دفع رباعي وعشرات السيارات المدججة بالأسلحة الرشاشة المضادة للطيران في المعبر وفي المنطقة المحيطة به.

وذكرت قوات حفتر أن تمركزها يأتي ضمن ما وصفتها بعمليات الجيش في الامتداد الإستراتيجي للجنوب الغربي من ليبيا.

قيادة اللواء 128 معزز التابع لقوات حفتر نشرت صورا لتمركز قواته في المنفذ الحدودي وسبق أن أعلنت قوات حفتر -أول أمس الجمعة- عن إطلاق عملية عسكرية في الجنوب الليبي، لملاحقة من وصفتهم بـ"الإرهابيين التكفيريين"، وذكر بيان صادر عنها أن وحدات من كتائب المشاة توجهت للمنطقة لدعم "غرفة عمليات تحرير الجنوب الغربي في الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي".

وتهدف العملية -وفق البيان- "لتعقب الإرهابيين التكفيريين وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة التي تهدد الأمن والاستقرار"، وتأتي هذه التوجيهات بعد استهداف موقع لقوات حفتر بسيارة مفخخة.

وفي 6 يونيو/حزيران الجاري، قُتل ضابطان ليبيان وأصيب ثالث، جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش في مدينة سبها (جنوبي البلاد)، وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية العملية.

الطريق الساحلي من جهة ثانية، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة -على تويتر- إن ليبيا ستعيد فتح الطريق الساحلي الرئيسي على خط المواجهة اليوم الأحد، وذلك بعد أشهر من المفاوضات في إطار وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع الرئيسيين.

ونقلت وكالة الأناضول عن الهادي دراه -الناطق باسم "غرفة عمليات سرت-الجفرة"- قوله إنه سيجري فتح طريق "مصراتة-سرت" الساحلي اليوم الأحد، لإعطاء مهلة للواء المتقاعد خليفة حفتر، من أجل سحب مرتزقة فاغنر الروسية.

وقال دراه اتفقنا بحضور رئيس الحكومة (الدبيبة) على فتح طريق مصراتة-سرت، ورفع المعاناة على المواطن، وإعطاء مهلة للطرف الثاني لسحب المرتزقة.

والطريق الساحلي -الرابط بين الشرق والغرب- هو طريق مهم للتجارة، ومغلق منذ هجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس عام 2019.

"مؤتمر برلين 2" وفي القاهرة، قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري سامح شكري- إن هناك تطلعا لتنفيذ خارطة الطريق وإنجاح "مؤتمر برلين 2″، مضيفة أن هناك بوادر أمل بتوحيد الليبيين بعد هذا المؤتمر.

من جهته، قال شكري إن "مؤتمر برلين 2" فرصة للتأكيد على مخرجات الحوار الليبي، والولاية الممنوحة للحكومة الحالية، لتعمل على إعادة الاستقرار للبلاد، وتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية نهاية العام الجاري 2021، وعلاج الملف الأمني.

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد دعت إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام الليبية، على أن تستضيفها برلين الأربعاء المقبل، بهدف مناقشة خطوات تحقيق الاستقرار المستدام في ليبيا.

بدورها، قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي -خلال لقاء مع المنقوش- إن إعادة المرتزقة في ليبيا إلى بلادهم بأسلحتهم يهدد دول المنطقة، كما شددت على أهمية النظر لهذه القضية باعتبارها جزءا من الأمن الإقليمي.

ودعت المهدي إلى ضرورة دمج هؤلاء المسلحين بعد تسريحهم، واستيعابهم في مشروعات من أجل دعم الاستقرار في المنطقة.

ومن جانبها، دعت وزيرة الخارجية الليبية إلى مناقشة قضية المرتزقة عبر التفاوض مع دول الجوار وأصدقاء ليبيا.

وعُقد في مدينة أنطاليا التركية -على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي- اجتماع ثلاثي ضم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره المالطي إيفاريست بارتولو، والوزيرة الليبية نجلاء المنقوش.

ووفقا لمصادر دبلوماسية تركية، فإن الوزراء الثلاثة توافقوا على ضرورة استمرار التعاون بين الدول الثلاث لضمان الأمن والسلام في البحر المتوسط، ومن أجل مواجهة الهجرة غير الشرعية عبر البحر.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 3 سنوات | 9 قراءة)
.